
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســَمِعتُ بِـأُذني مـا تُكَـذِّبُهُ نَفسـي
وَشــِمتُ بِعَينـي مـا يُغـالِطُهُ حِسـّي
تَجَسـَّمَ طَيـفُ الشـَكِّ حَتّـى لَـو اِنَّني
تَلَمَّسـتُهُ بِـالكَفِّ هـانَ عَلـى اللَمسِ
أُصـِبتُ بِـداءٍ دونَـهُ المَـسُّ وَالضَنى
وَمـا بِـيَ مِـن داءٍ وَمـا بِيَ مِن مَسِّ
رَأَيــتُ أُمـوراً فـي هَـواكِ مُريبَـةً
فَأَدرَكتُ مِنها ما دَعاني إِلى اليَأسِ
وَهَبـتُ لَـكِ القَلـبَ الثَميـنَ فَبِعتِهِ
لِأَوَّلِ مَــن وافـاكِ بِـالثَمَنِ البَخـسِ
وَبِــتُّ كَــأَنّي مِــن هَـواكِ بِمَـأتَمٍ
وَبِـتّ مِـنَ السـَلوى كَأَنَّـكِ فـي عُرسِ
أَوَجــداً وَلا وَجــدٌ لَـدَيكِ وَلا هَـوى
وَحُبّـاً وَإِخلاصـاً وَأَنـتَ عَلـى العَكسِ
أَتَنسـَينَ إِحسـاني إِلَيـكِ فَـإِن أُسِئ
إِلَيـكِ بِلا عَمـدٍ ذَكَـرتِ فَلَـم تَنسـي
إِذا صـَفِرَت كَفّـي قَسـَوتِ فَلَـم تَفـي
وَإِن مُلِئَت كَفّـي وَفَيـتِ فَلَـم تَقسـي
فَمـا أَكثَرَ الأَحبابَ في ساعَةِ الغِنى
وَمـا أَندَرَ الأَصحابَ في ساعَةِ البُؤسِ
وَقَـد كُنـتُ كَـالأَعمى أُكَـذِّبُ ما أَرى
وَأَخلِـطُ مـا بَيـنَ الحَقيقَةِ وَاللَبسِ
وَأُنكِــرُ حينــاً مـا أَعـي وَأُقِـرُّهُ
وَأَغـدو عَلـى بَعضِ الظُنونِ وَلا أُمسي
وَأَهجُــرُ حَتّــى لا تَــزاوُرَ بَينَنـا
فَيَــدفَعُني ضـَعفي وَيَردَعُنـي يَأسـي
وَكُنـتُ إِذا مـا شَفَّني الوَجدُ وَالأَسى
وَضاقَت بِيَ الدُنيا لَجَأتُ إِلى الكَأسِ
أُعاقِرُهـا صـَهباءَ لا تَعـرِفُ الشـَجا
تَلَألَأُ مِثـلَ الـدُرِّ في القَدَحِ الوَرسي
مُشَعشــَعَةً تَطفــو عَلــى جَنَباتِهـا
نُجومٌ نَماها الكَرمُ مِن ناضِرِ الغَرسِ
إِذا أَفَلَـت فـي جَـوفِ مَن يَحتَسونَها
أَدالَت لَهُم مِن طالِعِ الشُؤمِ وَالنَحسِ
أُســائِلُها بَعــضَ العَـزاءِ لَعَلَّهـا
تُفَـرِّجُ كَربـي أَو تُخَفِّـفُ مِـن تَعسـي
لَعَمـرُكِ كَـم طـافَت بِرَأسـي وَسـاوِسٌ
بَسـمتِ فَأَقصـاها اِبتِسامُكِ مِن رَأسي
وَكَـم مَـرَّةٍ أَعرَضـتُ عَنـكِ عَلـى جَوىً
فَـزالَ وَعـدنا فَاِلتَقَينـا عَلى أُنسِ
وَأَقســَمتُ لا أَرعـى لِعَهـدِكِ مَوثِقـاً
فَـأَلفَيتُني أَرعـى لِعَهـدِكِ مِـن أَمسِ
وَلَمّـا تَجَلّـى الشـَكُّ في أُفقِ الهَوى
وَأَشـرَقَ نـورُ الحَقِّ مِن ظُلمَةِ الحَدسِ
وَلاحَ لِعَينـي مِـن خِـداعِكِ ما اِختَفَى
وَكُنـتُ عَمِيّـاً عَـن طَبائِعِـكِ الشـُمسِ
تَيَقَّنــتُ أَنّــي لا مَحالَــةَ هالِــكٌ
إِذا أَنا لَم أَربَأ بِنَفسي عَنِ الرِجسِ
فَـــوَدَّعتُ أَحلامَ الهَــوى وَغُــرورَهُ
وَشـَيَّعتُ أَوهـامَ الشَبابِ إِلى الرَمسِ
وَأَطلَقـتُ قَلـبي مِـن إِسـارِكِ مُعرِضاً
وَقُلـتُ لَـهُ يـا قَلـبُ فِرَّ مِنَ الحَبسِ
فَلا خَيــرَ فـي حُـبٍّ يُبـاعُ وَيُشـتَرى
يَحــومُ عَلَيــهِ كـلُّ ذي سـَفَهٍ جِبـسِ
لَقَـد غَربَـت شَمسـي إِلـى غَيرِ مَطلَعٍ
فَمـاذا أُرَجّـي بَعـدَ ما غَربَت شَمسي
وَقَفـتُ عَلـى ماضـي هَواهـا كَـأَنّني
وَقَفـتُ مِـنَ الـدُنيا عَلـى طَلَلٍ دَرسِ
أُســَرِّحُ طَرفـي لا أَرى مـا يهيجُنـي
وَأُرهِـفُ سـَمعي لا أَعـي فيهِ مِن هَمسِ
يَلـوحُ كَبَحـرٍ مـا لَـهُ مِـن شـَواطِئٍ
تَمُـرُّ بِـهِ فُلـكُ الغَـرامِ فَلا تُرسـي
نَبَـذتُ الهَـوى حَتّى بَرِئتُ مِنَ الهَوى
فَكَيـفَ أُبـالي بَعـدَ بُـرئِيَ بِالنَكسِ
سَأَســحَقُ قَلـبي إِن هَفـا لِوِصـالِها
وَأَقتُـلُ نَفسـي إِن هَفَت نَحوَها نَفسي
فؤاد بن الشيخ عبد الله بليبل.أديب، شاعر، ولد بكوم حمادة بمديرية البحيرة بمصر في نوفمبر 1911م وأصله من بلدة بكفيا بجبل لبنان،تربى على البذخ ورغد العيش، التحق بكلية الآباء اليسوعيين ببيروت سنة 1922م.ثم التحق بمدرسة الفرير للغة العربية ثم عمل بالتجارة مع والده، ثم عمل مدرساً للغة العربية والترجمة بكلية (سان مارك) بالإسكندرية ثم التحق بجريدة الأهرام، واتصل بكثير من الأدباء أمثال هدى الشعراوي ومحمود غنيم ومحمد محمود دبا، ونشر الكثير من القصائد والأشعار.