
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا أَخـي لا تَتِـه لِـوَفرَةِ مالِك
وَدَعِ الكِبرَ وَاِقتَصِد في اِختِيالِك
أَنـتَ مَـن أَنـتَ حفنَـةٌ مِن تُرابٍ
فَبِمــاذا تَزهـو عَلـى أَمثالِـك
أَبِأَثوابِــكَ الَّـتي سـَوفَ تَبلـى
أَم بِجــاهٍ وَرِثتَــهُ عَــن آلِـك
أَم بِحــلٍّ فـي كُـلِّ فَصـلٍ بِقُطـرٍ
وَبُطــونُ الثَــرى مَحَـطُّ رِحالِـك
أَم بِأَصــلٍ مِـنَ الحَضـيضِ حَقيـرٍ
كُــلَّ يَــومٍ تَدوســُهُ بِنِعالِــك
لَـكَ وَجـهٌ غَـداً سـَيَأكُلُهُ الـدو
دُ وَيَمشـي الفَسـادُ فـي أَوصالِك
لَم يَصُغكَ الرَحمَنُ مِن خالِصِ التِب
رِ لِتَزهــو فَلُــمَّ مِـن أَذيالِـك
نَحـنُ فـي الكَونِ لَو عَلِمتَ سَواءٌ
كُلُّنـا فيـهِ هالِـكٌ وَاِبـنُ هالِك
هَبـكَ أَدرَكـتَ مـا تَـرومُ أَتَقوى
يـا أَخـا الغيِّ تَرعَوي عَن ضَلالِك
تَـدَّعي النُبـلَ وَهـوَ مِنـكَ بَراءٌ
أَيـنَ مـا تَـدَّعيهِ مِـن أَعمالِـك
أَمِـنَ النُبـلِ أَن تَتيهَ اِختِيالاً
بِـالزَرِيِّ المشـينِ مِـن أَفعالِـك
مُســـتَحِلّاً إِذلالَ كُـــلِّ عَزيـــزٍ
حيـنَ مـالَ الزَمـانُ عَـن إِذلالِك
كالِــحَ الــوَجهِ لا تَـرُدُّ سـَلاماً
لَكَــأَنَّ الســَلامَ مِــن أَفضـالِك
شــامِخَ الأَنــفِ لا تُبـالي مُقِلّاً
لا تَلُمنـي يا صاحِ إِن لَم أُبالِك
أَوَ لَــم تَـدري أَيَّ أَصـلٍ وَضـيعٍ
أَنـتَ تُخفيـهِ فـي ثَميـنِ حِلالِـك
يـا أَخـي لا تُشـِح بِوَجهِـكَ عَنّـي
أَيُّ فَـرقٍ مـا بَيـنِ حالي وَحالِك
غَيـرَ حَـظٍّ صـافاكَ كَـالفَجرِ وَضّا
حٍ وَحَظّـي كَاللَيـلِ أَسـوَدُ حالِـك
جَمَـعَ الطيـنُ بَينَنـا وَاِفتَرَقنا
شـِيَعاً في الحَياةِ شَتّى المَسالِك
مِـن حَقـودٍ يَشـقى بِمـا هُوَ فيهِ
وَوَدودٍ فـــي حُبِّـــهِ مُتَهالِــك
وَقَنــوعٍ مِثلــي شــَكورٍ وَأَنّـى
لَـكَ أَن تَشـتَري القُنـوعَ بِمالِك
مَـن لِعَينَيـكَ أَن تَـرى ما أَراهُ
مِـن مَجـالٍ لَيسـَت تَمُـرُّ بِبالِـك
مِــــن جَمـــالٍ وَرِقَّـــةٍ وَدَلالٍ
أَيـنَ مِـن سـِحرِها بَريـقُ محالِك
أَنــا وَاللَـهِ إِن أَصـِفكَ فَـإِنّي
شـاعِرٌ غَيـرُ طـامِعٍ فـي نَوالِـك
أَنـا أَعلـى نَفسـاً وَأَخلَدُ ذِكراً
وَمَجـالي فـي الكَونِ غَيرُ مَجالِك
أَنا لَحنُ السَماءِ لَو شِئتُ أَن يُح
ييـكَ شـِعري لَعِشـت بَعـدَ زَوالِك
أَنــا حُـرٌّ لَـم أَسـتَقِد لِجَمـوحٍ
مِـن خِصـالي وَأَنـتَ عَبـدُ خِصالِك
أَنـا مِـن رِبقَةِ المَطامِعِ وَالحِر
صِ طَليــقٌ وَأَنــتَ رَهـنُ عِقالِـك
أَنـا لَـم أَمتَهِن ضَعيفاً وَلَم تَن
سـِج طِبـاعي يَومـاً عَلى مِنوالِك
وَأَنـا لَيـسَ لـي عَـذولٌ فَأَخشـا
هُ وَأَنــتَ الجَميـعُ مِـن عُـذّالِك
قَد رَماكَ الغُرورُ في حَمأَةِ الجَه
لِ طَريحــاً فَسـُختَ فـي أَوحالِـك
لَـم تَـزِدكَ الأَمـوالُ صَفواً وَلَكِن
هَيَّجَـت مـا اِسـتَقَرَّ مِـن بَلبالِك
نَغَّصــَت عَيشــَكَ المَطـامِعُ حَتّـى
نَــزَلَ الشـَيبُ بـاكِراً بِقَـذالِك
فَــإِذا أَنـتَ غَيـرُ مـا تَـدَّعيهِ
وَإِذا الحِــرص مِـن أَخَـصِّ خِلالِـك
وَإِذا الهَــمُّ يَحتَويــكَ وَيَـأبى
أَن يَفُــكَّ الثَـراءُ مِـن أَغلالِـك
وَإِذا بِالســُرورِ مِنــكَ نَفــورٌ
وَإِذا الغَــمُّ واقِــفٌ بِحِيالِــك
تَتَجَنّــى عَلـى صـُروفِ اللَيـالي
وَالتَجَنّـي أَولـى بِسـوءِ فِعالِـك
أَنـتَ لَو كُنتَ في الحَياةِ قَنوعاً
لَـم تَرُعـكَ الحَيـاةُ فـي آمالِك
وَلَأَلفَيـــتَ مَســـرَحاً لِأَمـــانِي
يــكَ فيهــا وَمَرتَعـاً لِخَيالِـك
إِنَّمــا شــِئتَ أَن تَعيـشَ شـَقِيّاً
بِتَخَلّيــكَ عَـن جَميـلِ اِعتِـدالِك
فَاِحيَ عَبدَ الثَراءِ أَو مُت بِهِ عَب
داً وَعُـد خاسـِئاً إِلـى صلصـالِك
فؤاد بن الشيخ عبد الله بليبل.أديب، شاعر، ولد بكوم حمادة بمديرية البحيرة بمصر في نوفمبر 1911م وأصله من بلدة بكفيا بجبل لبنان،تربى على البذخ ورغد العيش، التحق بكلية الآباء اليسوعيين ببيروت سنة 1922م.ثم التحق بمدرسة الفرير للغة العربية ثم عمل بالتجارة مع والده، ثم عمل مدرساً للغة العربية والترجمة بكلية (سان مارك) بالإسكندرية ثم التحق بجريدة الأهرام، واتصل بكثير من الأدباء أمثال هدى الشعراوي ومحمود غنيم ومحمد محمود دبا، ونشر الكثير من القصائد والأشعار.