
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جاءَتــك صــارخة ســيارة الإبــل
تعــج بالويــل فـي حـل ومرتحـل
خـوص العيـون كريه الشكل هيكلها
شـوها وبوهـا لهـا مـن اينق بزل
فـاءَت وَهَـل علمـت مـاذا تفئى به
اعلام سـود قـد ابيضـت بهـا مقلي
فَلا حبــاء لهـا مـن نيـل عارفـة
ولا ســرورا بهــا مـن لغـب هـزل
وَســميها غيـر مشـكور وان وجفـت
بـالمقفلين لـبيت اللَـه آل علـي
هبهـا وقـد بلغت اقصى المنى بهم
فهـيَ الَّـتي قطعـت من بينهم املي
عهـد علـي لـو ان العيـس تنصفني
ادميـت اخفافهـا بـاللثم والقبل
وصـرت اسـتاف مـا نـالته من رهج
وَالمسـك يغضـب ان اعتـاض في بدل
وَلَـو بلغـت بهـا قصـدي شكرت يدا
للعيـس مـا ان ترامَـت ارجل الابل
وَبلغـة فـي ظهـور العيـس ارقهـا
تخـالني نلتهـا قربـا ولـم انـل
مـا كـانَ اقربهـا منـي وابعـدها
عمــن يحـوم حواليهـا فلـم يصـل
وَمدلـج فـي سـواد الليـل يـوهمه
عيـن المَليحـة ذات الاعيـن النجل
طماعـة بالليـالي البيض حول منى
ارق مـن نغمـات الـبيض في الغزل
اليــة بالَّــذي قاسـاه مـن نصـب
جسـم الـح عليـه الـبين بالعلـل
مـا حـج اذ حج نحو البيت عن سعة
انـى وقـد عـال بـالانثى وبالرجل
لكنــه ازمــع الترحــال نافلـة
نـافَت على الفرض من اشفاق منتفل
فَلَيــسَ للحـزم فعـل غيـر عزمتـه
نـاءَت بـذي همـة ارسـى من الجبل
تزجـى به الحرف وسط القفر متهمة
بمنجـد يفتـدى فـي جملـة القفـل
كأَنَّهـا السـيل اذ تجـري لغايتها
تسـللا او كصـل الرمـل فـي الرمل
لـم يثنـه العذل عن تصميم عزمته
كانمــا صــمتا اذنـاه عـن عـذل
يـا هـل تـرى شـاقه عهـد يجـدده
مــع الميـامين مـن اسـلافه الاول
فجشـم العيـس فـي الأَهليـن مقفلة
تواصـل السـير فـي الأَبكار والأَصل
كـأَنَّهم فيالسـرى نبـل الـى غـرض
يرمـي بـه عـن قسـى الأَينق الذلل
فرحــب الــبيت لمـا حـل سـاحته
اوضـاق رحبـا بذاك العارض الهطل
وَبـات فـي حجـر اسـماعيل تحسـبه
داود ثـوب فـي المحـراب عـن زجل
وَبالَّـذي فـاضَ مـن عينيه من علق
احيـا الذبيـح ولكن ما دم المقل
حـتىّ اذا شـاقه الأَدنـى لـه رحما
وآذنــت جمـرات الشـوق فـي شـعل
جلــى فـآنس نـور اللَـه ملتممـا
مـن ارض طيبـة مثـوى سـيد الرسل
لكـان اضـوأ مـن نـار علـى علـم
تـذكى لمـن ضـل ادلاجـا عن السبل
فبـث مـا بثـت مـن هـم يسـاط به
صــميم قلـب بـذاك البـث مشـتعل
فهــونت محنــة الزهـراء محنتـه
مقسـومة الفيء والأَنفال في السفل
النابــذين كتــاب اللَـه خلفهـم
وَتــاركي النـص تصـديقا بمفتعـل
وهــب مطلبــا للــوتر منصــلتا
كالسـيف عـري متنـاه عـن الخلـل
فقيـل مهـدي اهـل البيت قد نهضت
بـه الحميـة غيـر النكـس والوكل
وقــد تبـوأ صـدر الدسـت مطرقـة
لــه الجحاجـح اذ عانـا بلا جـدل
عـن زهد عيسى وعلم الخضر مبتدلا
شـبليه فاِعتـاض عـن علم وعن عمل
سـلالة الحسـن الزاكـي واكـرم من
سـعى الـى اللَـه مـن حاف ومنتعل
مـن يـثرب جـاءَت البشـرى بمقدمه
لسـهل لينـة ممتـدا الـى الجبـل
فَيـا لهـا فرحـة مـا كانَ اطولها
لَـو لـم تطأهـا وشيكا فدحة الأَجل
بلـى اتـى فيـه امـر اللَه تحمله
حمولــة ذرفــت مـن دارة الحمـل
فَيـا عرى الدين والأَيمان فاِنقصلى
ويامآتمهـــا للحشـــر فاتصــلي
وَيـا معـالم ديـن اللَـه فانطمسي
اودى المنـار ودك الطـور من وهل
وانـت يـا هاشم البطحاء فانهشمي
فقـد منيـت بفقـد الفـارس البطل
وَلتنقـص الأَرض مـن اطرافهـا جزعا
فَقَـد تفـاقم وقـع الحـادث الجلل
وَيـا شـموس المَعالي ان حددت اسى
بمثــل حلتـه السـوداء فاِشـتملي
جــاءَت باقمارهـا تنعـاه كاسـفة
وكـم علـي اتـى ينعى العلى لعلي
يَنعـاه شـبلاه لـذاك الليث تصرعه
يـد الردى يا رماها اللَه بالشلل
نَعـى النـدى بحره الطامي وجعفره
فجـف عـود الرجـا مـن روضة الأَمل
سـاروا بتـابوت طـالوت فسـار به
ذاكَ النميــر علـى هـون بلا عجـل
قـالوا ونـى سيره نهرا فقلت بلى
ســليله جعفــر يمشـي علـى مهـل
رفقـــا بوالــده مِمّــا تحملــه
مـن كلفـة السـير محمولا على جمل
لكـاد يغدو الفرات العذب منقلبا
ملحـا اجاجـا فـوا للعـل والنهل
لـولا تجلـى الَّـذين اعتضت في نظر
اليهمـا عـن جلاء العين في الكحل
العيلميـــن فلا يَــدري لا يهمــا
تلقـى المقاليـد في علم وفي عمل
والواهـبين اذا مـا ديمـة بخلـت
فَلَيـسَ يـدرك مـا بالعـام من بخل
وَالفــائقين فلا عيـب يـرى بهمـا
لَـولا عطـاء يسـوم المـزن بالخجل
وَبيــد ان ابـا الهـادي منـاقبه
قد زين جيد العلى فيها عن العطل
كانمــا القـول فيـه عـالم علـم
ضـرب الزجاج لنور اللَه في المثل
وانمــا هــو قـول الحـق تحسـبه
عيسـى وقـول النصـارى فيه لا تقل
مقــدس السـر مـا زلـت لـه قـدم
كــانه كـان معصـوماً عـن الزلـل
وَبالحســين اذا امعنـت مـن نظـر
وَجـدت سـر المَعـالي فيه وهو جلي
فالفضـل يعـرف فـي اثنـاء منطقه
فسـله مـا شـئت اولا عنـه لا تسـل
يَحتـال كيـفَ يطيـع اللَه لو هدأت
عينـاه مجتهـدا فـي الطـف الحيل
كيلا تمـــر بــه حــال ولا ســنة
الا بقلــب بــذكر اللَــه مشـتغل
وان مرتضـــعا البـــان منجبــة
صلصــالة نتجـت مـن فـاطم وعلـي
اولـى بـه ان يرينـا مـن شمائله
محمــدا فــي تفاصـيل وفـي جمـل
اكـر به اسما فيما اصغت له اذني
الا تمـززت فـي احلـى مـن العسـل
ولـم يصـن بذلـة الراجـي بعارفة
الا واردفهــا بالعــارض الهطــل
والارض لا ينبــت الوسـمي تربتهـا
مـا لم يطسها كافواه المزاد ولي
فـالبَحران قيـل فهـو اسم لنائله
لــذاك تكفيـك منـه مصـة الوشـل
ورب يــوم لــه والجــو معتكـر
بـالنقع مـن هبوات الحادث الجلل
لكــان كـالقطب لا تثنيـه عاصـفة
ولَـم يـزغ عَـن مراسـيه ولـم يمل
صبرا جميلا بَني الذكر الجَميل فما
بالفضـل نقـص ولا بـالعزم من قلل
وَلا غضاضـة لـو اغضـى ابن بجدتها
مـا بالقضـاء ولا الاحكـام من خلل
محسن بن محمد بن موسى الخضري المالكي الجناجي.شاعر، إمامي، من أعيان النجف، نسبته الأولى إلى جدّ له يدعى الخضر بن يحيى، والثانية إلى مالك الأشتر، والثالثة إلى جناجة وهي قرية في ضواحي الحلة، مولده ومنشؤه ووفاته في النجف، كان حسن المفاكهة، سريع البديهة، كثير الشعر، رقيق، جُمع بعضه في (ديوان- ط).