
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَليلـيَّ هَـل لـي فـي الجفا من مُطانِبِ
صــدوق إذا اِشــتدَّت علــيَّ مصــائبي
وَهَــل لــي بــأرزاءي خَليـطٌ مسـاعدٌ
فيســعدني فــي شــؤم دهــرٍ مُشـاغبِ
وهــل لــي مجيــرٌ ناصــرٌ أسـتجيرهُ
علـــى جــور قهّــارٍ بغــيٍ مُغاضــبِ
زَمــانٌ يَــرى حــبّ الكــرام نَقيصـةً
وَيَفخــرُ فــي عَهــدٍ وصـنع المعـائبِ
خــــؤونٌ عــــتيٌّ جــــائرٌ ظـــالمٍ
يَـــروق لعينيـــهِ زوال المناصـــبِ
يُحقَّـــر ذا قـــدرٍ رفيــعٍ وَيَنثَنــي
لــترفيع ذي هــونٍ لأســمى المراتـبِ
نَكيــدٌ لــهُ كَيــدٌ علــى كـلّ مكـرم
لَئيـــمٌ علــى الأحــرار أَلأَمُ غاضــبِ
لئن شـام ذا حلـمٍ علـى الخيـر شأنهُ
فيصـــرعهُ زجـــراً بكــل المصــاعِبِ
وإن شــام همّامــاً علــى حسـن همَّـةِ
فيوســـعهُ همّـــاً بشــوم المتــاعبِ
زَمـــانٌ لــديهِ الخيــر شــر لأنــه
علـى الغـدر مفطـورٌ بقبـح المنـاقبِ
بَغيــضٌ إليـه السـلم والظلـم دأبـه
يكــدّر صــفوَ العيـش بيـن الحبـائب
يســـاعد أشـــراراً بســاعد ســعيهِ
ويوقــع أبــراراً بــتيمِ المعــاطبِ
يُســرُّ لَــدى الضـراءِ قَلبـاً وقالبـاً
يفــرُّ مــن الســراءِ بيـن السباسـب
وَيكــره معروفــاً لــذي حسـن سـيرةٍ
ســـريرتهُ تســـري بشــب الشــوائبِ
زَمــانٌ يَــرى الكيسـان للحـر كيِّسـاً
وكـاس الـرَدى يَسـقي علـى رغـم شاربِ
يُغـادر فـي غـدرٍ أخـا البـأس بائساً
يهيـــنُ بهــونٍ كــل شــهمٍ بقــالبِ
وإن عجــزت يومــاً مسـاعيه عَـن رَدىً
يئنُّ عَلـــى كيــدٍ بفقــد الرغــائبِ
وإن نظـــرت عينــاهُ للضــُرّ فرصــةً
فَيَســـطو كضــرغام بمــدِّ المخــالب
قَعيــدٌ عـن المعـروف مـع كـل فاضـلٍ
يَــرى قهــر آلِ الخيــر ضــربة لازبِ
ولَــم يَــكُ مــن حــرّ لـديهِ مُشـفعاً
يجيــر علــى جــورٍ بجــر التجـاربِ
ظلــومٌ علــى كيــد الرجــال مصـممٌ
وقـد ضـمَّ جيـش الخبـث بيـن الترائبِ
ومـن شـيمة الأحرار أن يَلتَقوا البَلا
بحــزمٍ سـديد الـرأي مـن كـل صـائبِ
ولا يَرتَضـــي بالـــذل مــرءٌ تُحفُّــهُ
شــهامة شــهمٍ للعلــى خيــر راغـبِ
فَيـا للعُلـى والمجـد والعزم والنُهى
عليكــم شــِفارَ المرهفـات القواضـبِ
عليكـم مُتـونَ الجـرُدِ مـن كـل ضـامرٍ
يُبلــغ مطلوبــاً إلــى كــل طــالبِ
عليكـم مواضـي الهنـد مـن كـل ظامئ
شــريب نجيــعٍ مــن شراســيف شـاغب
ولـــدنا بخطـــيّ وميـــض ســـنانهِ
تطيــش بــه أبصــار جيــش مراقــب
هجومـاً علـى ذي الغيِّ وَالبَغيِّ والردى
نصــولٌ بكــرّ فــي نصــال المحـاربِ
لك اللَه يا ذا البؤس في معظم البلا
أَتُبــدي قتـالاً حيـث مـا مـن مضـاربِ
تهــدد فــي قَــولٍ ولَــم يَـكُ سـامعٌ
زمانــك هــل يصـغي لقـول المخـاطبِ
أَتَجهَــل أن الــدهر بــالجور أَبكَـمٌ
أَصـــَمٌّ ولا يَثنيــهِ لــوم المعــاتبِ
يحـــارب منظـــوراً بجيـــشٍ محجَّــبٍ
ولا يحجــبُ المنظــورَ حجـبُ الحـواجبِ
لئن ســَلَّ صمصــاماً فيصــمي جحـافلاً
يُحِــلُّ بهــا الأَرزاءَ مــن كـل جـانب
ســُدوفٌ لَــهُ الأحــرار شــاة فـرائسٍ
فَيَغتـــالهم عمــداً وَلَيــسَ بحــاجبِ
يُكــدّر صـافي العيـش يَبكـي محـاجراً
وَيكسـي صـروح المجـد بُـرد الغيـاهبِ
وَلَــم يَــكُ مــن بطـشٍ يُـدافع بطشـهُ
وَلَيــسَ لـهُ فـي الكـون مَـرءٌ بغـالبِ
لكــم صــيَّر المنطيـق بـالعيّ وصـفهُ
وكـــل أَتــوف صــار أفصــح خــاطبِ
وَكَـم مـن أَريـبٍ بـات لـم يُلفِ مأرباً
وكــم مــن مريـبٍ نـال كـل المـآربِ
وَلَــم يَــكُ غيـر اللَـه قهّـار ظـالم
يلاشــي بعــدلٍ زيــغ دهــرٍ مــواربِ
إلـى اللَـه يَشكو الجور كل امرءٍ بُلي
بعكــس فعــال مــن زَمــانٍ مُــداعَب
هــو اللَـه يَجـزي الصـابرين بنعمـةٍ
وَيلقـي علـى البـاغين سـوءَ العواقبِ
حنا بن أسعد بن جريس أبي صعب اللبناني المعروف بحنا بك الأسعد.متأدب له نظم، من مشايخ الموارنة في نواحي البترون.تعلم العربية والسريانية وسافر مع الأمير بشير الشهابي (سنة 1840) إلى مالطة وإسطنبول فقرأ بعض العلوم الإسلامية وعاد إلى لبنان (1850) فأنشأ في بيت الدين مطبعة حجرية.وبعد فتنة 1860 أقامه المتصرف داود باشا رئيساً للقلم العربي، فاستمر إلى أن توفي.له (ديوان -ط) بالعربية والتركية.