
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا كُـلُّ مـن يـدعي في الحب عادتُهُ
صـدقٌ وصـحَّت لـدى البرهـان دعـوتُهُ
كــم مـدعٍ بـالوَلا والخبـث ديـدَنُهُ
يبـدي وداداً وقنـس اللـؤم شـيمتُهُ
ممــاذقٌ فــي حضــور خــادعٌ مَلِـقٌ
يُــري خلوصـاً وَيَـمُّ التَـمّ غيبتُـهُ
فالخـدن مـن يرتإِي حفظ الوَلا شرفاً
ســـِيّان غيبتُـــهُ فيــه وحضــرتُهُ
يَرعـى الـوداد بعين الحرص في أَرَق
تبيــد غفلَتَــهُ بــالحرص يقظتُــهُ
يَقصـي العـواذل عـن أذن أَتَت صمماً
عــن غــيِّ غــاو أضــلتهُ غـوايتُهُ
يَلــوم دهــراً علـى عَكـسٍ بِفعلتـهِ
كَـم فاضـلٍ قـد غـدت تُشـنى فضيلتُهُ
يُقابـل الخيـرَ فـي شـرّ يجـور بِـهِ
كأنّهـــا جُبلــت بالشــرّ جبلتُــهُ
يُعطي المُنى للأُولى لم يدركوا منناً
وابــن الأمــاني أضــاعتهُ مَنيَّتُـه
تَلقـى طغامـاً لقـد سادوا على ملاءِ
وذا الكرامــة قـد زالَـت كرامتـهُ
هـذي خلالـة هـذا العصـر كـن حذراً
تعســاً لعصــر غــدت هـذي خلالتـهُ
عَصــرٌ بــه تــأَتِ الأفـراح مـدبرةً
وأقبـل البـؤس تـوني الكون صولتُهُ
وَالســرُّ بـه تـأَتِ الأفـراح مـديرةً
والضــرُّ تنقــر بالكيسـان آلتُـهُ
لكـنَّ بـالعود قـد عاد السرورُ لنا
هـا قـد سـبتنا مـن العَـوّاد رَنتُهُ
لِلَّــه عــوّاد فَضــلٍ فـالفنون بِـهِ
تَشــدو بلحـنٍ تُسـرُّ الغـمَّ نغمتُـهُ
نســبتُ للعــود عــوّاداً مغالطــةً
فـذا أُقيمـت إلـى التمـويه حُجَّتُـهُ
لكـــنَّ عَوّادنــا للعَــون نســبتُهُ
كَـم قـد أَعادَت صفا الشاكي عيادتُهُ
يـا بولسـاً جـاءَ يَحكي بولساً حِكماً
مَــن حكمـت منهـجَ الإيمـان حِكمتـهُ
ضـارعتهُ فـي علـومٍ واِنثنيـتَ إلـى
حَــدوٍ حَـدَتهُ بنهـج الـدين غيرتُـهُ
أنـت السـمي لَـهُ والمقتَفـي أَثـرا
إلـــى مــآثر أبقتهــا عنــايتُهُ
مـذ فقـتَ حسـانَ افصـاحاً فصحت لَقَد
فـــاقَت فصــاحة حســانٍ فصــاحتهُ
وَكَـم سـحبتَ علـى سـحبانَ ذيـلَ حجىّ
كمـــا أقـــرت بإيجــاز بلاغتــهُ
ســلكتَ مســلك شـعرٍ مبـدعاً بـدعاً
عقـد السـلوك بهـا انحلَّـت عقيدتُهُ
احييـتَ روحـاً بدوح في البَديع بما
أَلَّفـتَ بـدعاً بِـهِ ازدانَـت نضـارتُهُ
قــد صــغت فيــهِ كلامـاً كلُّـه دُرَرٌ
لِلَّــه مــن أنشــأَت درا قريحتُــهُ
تنـازع الفضـل وَالمعقـول فـي نَسبِ
إلــى فضـيل سـمت بالفضـل نسـبتهُ
أَرى عجابـاً بـأن العصـر جـاد بِـهِ
إِبّــانَ لا تُرتَجــى للنــاس جـودَتُهُ
فـــنٌ وقـــورٌ تقـــيٌ بــارعٌ وَرِعٌ
نَــدبٌ طَهــورٌ زَهـت طهـراً برارتـهُ
قـد خصـَّهُ اللَـه عِلمـاً زانـهُ عمـلٌ
حفـظ الـوَلا والوفـا بالعهد عهدتُهُ
كـان الخلـوص تَـوى والحـرُّ ينـدبُهُ
والآن قــد عـاش إذ أنتـم خلاصـتُهُ
مـذ ضـاع من قطرنا حفظ الولا حزناً
قـد ضـاع فـي قلب روح الود نشوتُهُ
حُيّيـتَ محـيٍ عهـوداً والحفيـظ لهـا
أنـت الحَليـف الَّـذي تحيـي تحيتُـهُ
أنـت الـودود الَّـذي لا يَنثَني أبداً
عــن حُــبِّ حـبٍّ ولـم تفسـد محبتـهُ
لا ينجـز الشـعر وصفاً في محامد مَن
زانَـت جيـادَ النُهـى دَهـراً مَـوَدَّتُهُ
كـم بـت مـن معشـر الإملاق ذا شـَجَنٍ
لَـم أَلـقَ سـرّاً ومـن تصـفو سَريرتُهُ
هَـل قَـلَّ آلُ الوفـا أم ذاكَ طالعنا
أَم قاسـم الحـظ تَبغـي ذاك قسـمتُهُ
حَسـبي ثبـاتٌ علـى عهد الخَليط وذا
فَــرضٌ تؤيــدهُ فــي النـاس سـنتُهُ
لـي دَيـدَنٌ فـي سـما الأخلاق مرتفـعٌ
يَحــوم كالنسـر والعليـا قنيصـتُهُ
لا أرعـوي عـن عهـودٍ كَيفَما اِنقلبت
صــروف دَهـرٍ تَـروع الكـون سـطوتُهُ
ولـــي وقــارٌ كطــودٍ لا يُزَحزحُــهُ
وقــع الصــواعق إذ تُرخـى أَعنَّتُـهُ
إنـي صـَبورٌ علـى كيـد الزَمان وهل
يضــيع صــَبرٌ وعـون اللَـه نصـرتُهُ
كَــم فـترةٍ ذُلَّ فيهـا قبلنـا أُمَـمٌ
وكــم ذَليــلٍ تــوارَت عنـهُ ذُلَّتُـهُ
والعــزُّ والهـونُ مجـزومٌ زوالهمـا
مــا حَـلَّ أَمـرٌ ومـا حَلَّـت نهـايتُهُ
فالشـهم من رام صبراً لا كَمَن لهجوا
الصــَبرُ صــَبرٌ ولا تحلــو مرارتُـهُ
مـا إن تَـرى صـابرا إلا وَنـال مُنى
مـن جـود مـولى تعـمُّ الكونَ نعمتهُ
يـا قلـب صـبراً ولا ترتـدَّ مـن ضجَر
مـن عانـد الـدهر قد ضاقَت بَصيرتُهُ
وسـِلّم الأمـر للمـولى السـلام وقـل
ســـلَّمتُ لِلَّـــه ولتكمــل مشــيتهُ
حنا بن أسعد بن جريس أبي صعب اللبناني المعروف بحنا بك الأسعد.متأدب له نظم، من مشايخ الموارنة في نواحي البترون.تعلم العربية والسريانية وسافر مع الأمير بشير الشهابي (سنة 1840) إلى مالطة وإسطنبول فقرأ بعض العلوم الإسلامية وعاد إلى لبنان (1850) فأنشأ في بيت الدين مطبعة حجرية.وبعد فتنة 1860 أقامه المتصرف داود باشا رئيساً للقلم العربي، فاستمر إلى أن توفي.له (ديوان -ط) بالعربية والتركية.