
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إنــي إلـى نصـح النَصـوح شـكورُ
مــا أنــت إلّا للرشــاد ســَميرُ
يـا قِنـس دوحـات الوداد وفرعها
يــا خَيــر خِــدنٍ آلفَتـهُ صـُدورُ
يـا خَيرَ من وافى على قدم الوفا
وبــهِ لقـد بـات الوفـاءُ فخـورُ
يـا مـن سـموتَ على العقول بحكةٍ
مــا ضــَرَّها بالمشــكلات عَســيرُ
يـا مـن يَرى الأقدار قبل وقوعها
وعلــى نــزال النائبـات قـديرُ
أنـت الجليُّ الطرف إن نزل القضا
وَبعكــس أفعــال الرجـال خَـبيرُ
أرشـدتنا بنصـائح تجلـي الصـدا
وُيُســَرُّ منهـا المُرمَـل المقهـورُ
أعربـتَ عـن نُـوَب الزَمـان وغدرهِ
وَبجـــورهِ كيــف اللئامُ تجــورُ
وأبنـتَ عَن ماضي القرون وما جَرى
بالأقـــدمين وكـــم أُذِلَّ خَطيــرُ
وأطلـتَ فـي عكـس الزَمـان وآلـهِ
وبصــرفهِ كيــف الجبــالُ تمـورُ
حُيّيـتَ يـا شـهم البلاغـة والحِجى
أنـت الرَشـيد وفـي الرشاد تشورُ
أوليتنــا مننــاً بــآراءِ بـدت
راياتهــا قـد زانهـا التَـدبيرُ
نَـوَّرت بـالحِكمَ العُجـاب بصـائراً
لــم يـأَتِ فـي نـدٍّ لتلـك خَـبيرُ
لِلَّــه درُّك مــن إمــام فصــاحةٍ
خضــع ابـن سـاعدٍة لهـا وجَريـرُ
طمئن فــوادك يـا صـدوق مُـودَّتي
إنــي علـى كيـد الزَمـان صـبورُ
حُنّكــتُ طفلاً بالمصـاب ولَـم يَـزَل
جيــراً يصــاحبني وليــس نَصـيرُ
وَالـدهر جـار بجـورهِ بغيـاً ولا
جــارٌ لنـا عنـد الوبـال مُجيـرُ
ضـاءَت دروع الصـبر منـي عند ما
غــاض الوفــاءُ وأغرقتـهُ بحـورُ
ما إن ترى نَدباً يُنادى في الوَغا
مَــن رام عَوثــا إنــهُ مغــرورُ
لَـم يَبقَ في ذا العصر غيرُ ممازقٍ
إِفّــاك قَــولِ بالجميــل كَفــورُ
نـاح الودادُ مع الشهامة والوَلا
وإغتــال مصـداق العهـود ثُغـورُ
خَلَـتِ المجـالس مـن جليـس كرامةٍ
وَغَـدا اللئامُ أليفهـا التَصديرُ
فَلـذاك قـد جـاهرتُ فـي شـعر بِهِ
تنديــد عصــرٍ مــاحكتهُ عُصــورُ
مــا كُنــتُ هَيّابـاً ولا وَكلا علـى
ســـاعات لَهــو أمنُهُــنَّ شــُرورُ
وَنَشـيد شـعري لـم يكـن عن غفلةٍ
لكنــــهُ للغــــافلين نَـــذيرُ
وأنـا علـى كيـد الزَمـان وجورهِ
حزمــي نصــيري والفـؤاد جسـورُ
لَـم يثـنِ عزمـي عـن بلـوغ مآربٍ
عـزمٌ وشـأني فـي الـورى مشـهورُ
ألقـى المصـاب طَليـق وجهٍ مثلما
ألقــى الجيـوش إذا الـمَّ كُـرورُ
صــدري فَســيحٌ لا تضــيق نجـادُهُ
هــل مــن خِضــمٍ ضــيَّقتهُ نُهـورُ
أُونـي الخطـوب وكلما وقع البلا
رأيــي إلــى حـلِّ الأمـور أميـرُ
وحصــون صــبري لا تَـزال منيعـةً
فــالخطب مــن خـرقٍ وهـنَّ ضـخورُ
مــا للمــدافع سـائماتٌ فوقهـا
أنـــى وقُـــوّاتُ الإلــه تُجيــرُ
نــزّه فـؤادك يـا خَليـل خلالـتي
خــلِّ الهمــوم فــإنني مســرورُ
وانــا يَقينـي بالقَناعـة نِعمـةٌ
عَيـــشٌ رَغيـــدٌ بهجــةٌ وَحُبــورُ
ودفارُنـــا بالترهــات كذوبَــةٌ
فــالعز فيهــا والبَقـاءُ غـرورُ
حنا بن أسعد بن جريس أبي صعب اللبناني المعروف بحنا بك الأسعد.متأدب له نظم، من مشايخ الموارنة في نواحي البترون.تعلم العربية والسريانية وسافر مع الأمير بشير الشهابي (سنة 1840) إلى مالطة وإسطنبول فقرأ بعض العلوم الإسلامية وعاد إلى لبنان (1850) فأنشأ في بيت الدين مطبعة حجرية.وبعد فتنة 1860 أقامه المتصرف داود باشا رئيساً للقلم العربي، فاستمر إلى أن توفي.له (ديوان -ط) بالعربية والتركية.