
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَـم ضـاقَ مـن نُـوَب الزَمان صدورُ
ولكـم أَبـى الصـبرَ الجميلَ صَبورُ
ولكــم أذلّ بصــرفِ عصــرٍ جـائر
شــَهمٌ وكـم أَلـف الهـوانَ خَطيـرُ
كَـم غـودِرَت بالغدر أرباب النُهى
صــَرعى وقـد حَـفَّ الجهـول حُبـورُ
كـم أم غـار الغـور بَـرٌّ ذو تُقىً
ورقــى جَمــوحَ الثـائرات بَـذورُ
صـهوات آل الفضـل أمسـت بَلقَعـاً
وَســَرى بمضــمار البُغـاة تَجـورُ
نُشـرت بنشـر الضـرّ رايات الرَدا
وتملكــت مهــج الأمــان شــُرورُ
عَصـرٌ بِـهِ الأَرزاء عمَّـت في الوَرى
فــالأمن غَــدرٌ وَالســَلام بُشــورُ
عصــرٌ علــى الأحـرار أَلأَمُ ظـالمٍ
إن اللَئيـم علـى المُجيـر يَجـورُ
كَـم شـنَّ شـطري غـادةً عـن فجـأَةٍ
أَبّــاً لِقَتلــي حيـث لَيـسَ نَـذيرُ
بــوميض أشــفارٍ كــأنَّ فرنـدَها
أرقــام خــطٍّ نطقهــا التَكـبيرُ
وَســطا بِتَهديــدٍ وزحــف جحافـلٍ
مــن جُــرد كيســانٍ علـيَّ جَكـورُ
وَلَقَــد تلقَّيــتُ الخطـوبَ مُظفّـراً
مـا راعَنـي عنـد اللقـاء زَئيـرُ
جــاهرت فـي عـزم بنصـرة ناصـرٍ
يلغـي البغـاةَ ومـا عليـهِ قَديرُ
القــي الأســود بحـد كـل مهنَّـدٍ
كــم فــرَّ منــي أَجــوَفٌ وَبَسـورُ
إنـي إذا اشـتدَّ الطـراد تخالني
جَبَلاً لــهُ فــوق الجيــوش حُـدورُ
لَـم ينـج من سيفي السدوفَ عَرينُهُ
كلا ولا يُنجـــي المُفـــرَّ أُفــورُ
وأشــتت البـاغين فـي دَسـرٍ لَـهُ
بصــدور أشــرار اللئام أَريــرُ
وأبيــد أخطـاراً بخطّـار الحجـى
وهُــذامُ حَزمــي جــازِمٌ وَخَــبيرُ
أُونـي الخطـوب ولن يُفيد فريدها
وســعُ الفدافـد حيـث حـلَّ بُـدور
مـا لـي علـى حرب اللئام مبارِزٌ
منهــم ومنــي لـن يجيـرَ مجيـرُ
لا أَبتَغـي بـالهون عَيشـاً سـرمداً
بــل إن حتفــي بــالعلاء سـُرورُ
هَــل أرعـوي بـأثيث أرزاء ولـي
فـي حميـرَ الصـبر الجَميـل ثغورُ
كلا وَلَــو كــان الأنـام مُعانـدي
وفــم الخطــوب قُبـالتي مَفغـورُ
حَزمــي صـيوبٌ والبسـالة شـيمتي
وَعلــى التجلّــد إننــي مفطـورُ
ألقيــت عــذّالي بقهــر مـرارةٍ
مــاتوا بكيــدٍ ضــمَّنتهُ نُحــورُ
قــد رام حُسـادي إزالـة نعمـتي
حــاروا بعـذلي والحسـود يَحـورُ
كـم أضـرموا حـولي سعير فسادهم
وأنـا السـمندل لـن يضـرّ سـَعيرُ
ضـَلوا علـى غـيٍّ وَضلوا في السرى
أَعمــالهم حَبطــت وَحَــفَّ غُــرورُ
بـاتوا علـى كمـد القلوب بغلهم
أَســرى لغــوبٍ مــا تكـرُّ دهـورُ
لكنمــا الأعمــال بالنيـات قـد
جُـوزوا بمـا فعلـوا وذاك جَـديرُ
لَو كنت أبغي الهجو في تنديدهم
لغـــدا وراءي أخطـــلٌ وجَريــرُ
لكنَّمــا شـأني يجَـلُّ عـن الهجـا
وَبعصــمتي حكمـاً قضـى الجمهـورُ
مـا نـالَ مـن غدري زَماني مأرباً
أنــى ولــي نصــر الإلـه نَصـيرُ
حَسـبي علـى كيـد الزَمـان وجورِه
عــدل القــدير وإننــي لشـكورُ
وَعَلـى المهيمـن قـد جَعلتُ توكلي
وتركــتُ كــل النائبــات تَـدورُ
حنا بن أسعد بن جريس أبي صعب اللبناني المعروف بحنا بك الأسعد.متأدب له نظم، من مشايخ الموارنة في نواحي البترون.تعلم العربية والسريانية وسافر مع الأمير بشير الشهابي (سنة 1840) إلى مالطة وإسطنبول فقرأ بعض العلوم الإسلامية وعاد إلى لبنان (1850) فأنشأ في بيت الدين مطبعة حجرية.وبعد فتنة 1860 أقامه المتصرف داود باشا رئيساً للقلم العربي، فاستمر إلى أن توفي.له (ديوان -ط) بالعربية والتركية.