
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَئِن رابكـم دَهـري بما بي من الصفا
فحصـنُ صـفا ودي علـى صـلدة الصـفا
وَلـيّ شـيمةٌ شـمّاءُ في القرب والنَوى
أَليــف عهـودٍ فـي المحبـة والجَفـا
وَشــأني علــى سـَمك السـحاب مُحلِّـقٌ
بحفظ الولا والعهد في الجهر والخَفا
ولــو ضـجَّ بالكَيسـان دَهـري زئيـرهُ
فخرمـي لكـم أصـمى سـُدوفاً وأجوفـا
وَكَـم جـاءَ فـي جـور الخطوب مُعربِداً
يســلُّ إلــى قَتلـي حسـاما ومرهفـا
وكـم جَـرَّ مـن جُـرد الرَزايا جحافلاً
بِعَــزمٍ لكــم هـزَّ الجبـال وأرجفـا
ومــا راعَنــي عـزُّ الجبـال وإنمـا
رأى مــا أراع الكـون منـي وخوَّفـا
ببطــش مـن الآراءِ والحـزم وَالنُهـى
لَقَـد بـاتَ منهُ الدهر بالقهر مدنفا
وكَــم خضــتُ تَيــاراً رعـودٌ عجيجـهُ
يزمجـــر أغراقــا ولــن يتوقفــا
وَفَــوقي طوفـانٌ مـن الـرزءِ والبَلا
هَتـونٌ علـى الأطـواد طـاف وقـد طفا
صـــباحي ظَلامٌ وَالســـهادُ مصــاحبي
وَلَـم يَبـقَ مـن صـحبٍ سـوى من تصلّفا
وَظِلــتُ علــى حـال التجلـد ظـافِراً
ومـا رمـتُ في عمري من الناس مسعفا
وَصــَبري علــى كــل الخطـوب مُسـلَّطٌ
وَصـَدري كَـبير القلـب يأبى التأفُّفا
نَصـيري هـو الجبّـار فـي كـل بغيـةٍ
ومـن حـاز نصـراللَه مـا ذُلَّ موقِفـا
ولــي فطــرةٌ يَسـمو الخلائق خلقُهـا
فدَيـدُنُها ديـنٌ علـى الحُـبِّ والوَفـا
ولــم تقــلُ خلانــي لنــأي خلالـتي
وَلَـو قـد خلا عصـري وَخَلّـى ليَ الهفا
وَبَينــي وبيــنَ الــدهر بـونٌ لأَنـهُ
لَئيــمٌ وَلا يَصــفو لمـن قَلبـهُ صـفا
ودأَبـي كمـا سـُميتُ بـالرُحم جبْلـتي
وَلا يجحـد التصـديقَ مـن كـان مُنصفا
وَحـبُّ الـورى فرضـي كَذا المدح سنتي
وَحاشــا لســاني أن يَميـنَ ويقـذفا
أروم مصــافاة الأنــام ولــم أَكُـن
طموعـــاً بمــال أو لألقىالتعطُّفــا
فَربحــي قُلــوبٌ والــودادُ تجـارَتي
أرى خلَّــةَ الإينــاس للخفـر مصـطفى
ولا أَبتَغـي غيـر الـوداد مـن الوَرى
وحظّـي مـن المنـان حَسـبي وقـد كفا
قَنـوعٌ بمـا قـد نلـتُ مـن فيض نعمةٍ
وكـم قـد أزنـتُ الفخر بالماِ مُسرِفا
وَكَـم قـد رقيـتُ الجِـدَّ والصـدق آبقٌ
بِعَصـــرٍ بِـــهِ الإملاق داءٌ بلا شــفا
زَمـــانٌ بآمـــالي ضــنينٌ مُعانــدٌ
ولكـن ببـذل الخبثِ وافى وقد اِقتَفى
أَلَــم يَــكُ ذا ودٍّ لشــاني مضـارعاً
لآثـار آلِ العهـد حفظـاً قـد اِقتَفـى
وَيَرعـى وداداً مثـل دأَبي مَدا المدا
ولا يَبتَغـــي هجــراً لِصــَبٍ تلهَّفــا
رويــدك يــا لــبَّ الفـؤاد وخلبَـهُ
أَتَتبــع مَــن شــرع المـودة حَرَّفـا
ولا تَـكُ مـن عصـر علـى الفـور ضـرُّهُ
وإن يَبتَغــي ســُرّ فبالوعــد سـَوَّفا
وَمــا الشــهم إلامـن يزيـن عهـودَهُ
ثباتــاً ولا يَرعــى الـوداد تكلفـا
فكــن حافظـاً عَهـدي ولا تَـكُ نابـذاً
وداداً بميثـــاقٍ وصـــدقٍ تأَلَّفـــا
حنا بن أسعد بن جريس أبي صعب اللبناني المعروف بحنا بك الأسعد.متأدب له نظم، من مشايخ الموارنة في نواحي البترون.تعلم العربية والسريانية وسافر مع الأمير بشير الشهابي (سنة 1840) إلى مالطة وإسطنبول فقرأ بعض العلوم الإسلامية وعاد إلى لبنان (1850) فأنشأ في بيت الدين مطبعة حجرية.وبعد فتنة 1860 أقامه المتصرف داود باشا رئيساً للقلم العربي، فاستمر إلى أن توفي.له (ديوان -ط) بالعربية والتركية.