
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا بـال لبنـان يبدي النَورَ أنوارا
هـل وجـه رسـتمَ أهـدى النورَ أنوارا
أو تلـك ألطـافهُ الحسـناءُ مُـذ لمعت
أزاحــت الشــمس للتنــوير أسـتارا
لا غــروَ إذ مـا تبـدّى لاقتبـاس ضـيا
وجـه المُفـدّى ذُكـا والشـمس أقمـارا
مـــا للغزالـــة أوصـــافٌ معــدَّدةٌ
تسـدي إليهـا بوصـف الـذات تـذكارا
لكـنَّ شـهم العلـى المـولى السنيُّ لهُ
صــفات حســنٍ سـمت بالوصـف أبـدارا
فـي وحـدة الـذات مجموع الصفات غدا
يحكـي نجـوم السـما زهـواً وإكثـارا
مـن كـل معنـىً تبـدّى مـن سـنا صـفةٍ
شــموس لطــفٍ جلـت بـالعطف أبصـارا
مـن قمـة المجـد قنـس المكرمات بدا
يسـمو سما الفخر لا يرضى السهى دارا
فـرع الإمـارة قـد زان الـوزارة فـي
إجلال أصـــلٍ تليــدٍ فــاق مقــدارا
نـــدبٌ فخيــمٌ عظيــمٌ جــلَّ محتــدهُ
مــولىً كريــمٌ حكــت جـدواهُ تيّـارا
يسـمو التسـاميَ في سامي المقام سنىً
يعلــو الأعـاليَ قـدراً حيثمـا سـارا
لئن أهيجــت رعــودٌ بالســحاب علـى
عصــف الزعــازع ترويعــاً وإنـذارا
يُزيلهـــا حـــزمُ آراءٍ يُــذلُّ بهــا
خطــبُ الخطـوب إذا مـا صـال كـرّارا
فــردٌ تفــرَّد فــي عــزمٍ تُــدَكُّ بـهِ
شــمُّ الجبــال إذا مــا هـزَّ بتّـارا
صمصــامهُ البـارق الفصـّام إذ ومضـَت
بروقـــهُ صـــال هصـــّاراً وهبّــارا
همــامُ هامــات مــن يُجلـى بهمتهـم
هــمٌّ بهــمٍّ ويُهمــى الهـام أمطـارا
ســـميدع أريحـــيٌّ لـــوذعيُّ ذكـــا
وألمعـــيٌّ يفــوق النــاس أفخــارا
يــا أحــوَزيٌّ لقـد فقـت الملا شـرفاً
بــل أحــوذيٌّ ســناهُ فــاح معطـارا
يا خضرم العلم يا ذا الفضل سدت علا
أنـت الفضـيل وهـل مـن فضـلكم باري
أيــا محجَّــة أربــاب الحجـى وحجـىً
للمجــد ســعديه إعصــاراً وأدهـارا
أيــا نهــيٌّ تنــاهى بـالنهى ونهـى
عــن المنـاهي ذوي الإرشـاد إخطـارا
يــا سـيِّداً جـودهُ جـوداً همـى وطمـى
مــن كفِّــه فــاق أمطـاراً وإبحـارا
مـولاي هـل أنـت مـن جـاءَ الكتاب بهِ
أم نرتجـي آخـراً قُـل فـالنُهى حـارى
فقــال حيــي أفــد لبنــان مُـذَّكراً
عمّــا ســمعت ومــا عـاينت أخبـارا
العـــدل يرقــص والإنصــاف مبتهــجٌ
والحــــقُّ ينقــــرُ آلاتٍ وأوتـــارا
والرغـسُ والرغـدُ قـد جـاءا على طربٍ
مفــانق العيــش زاد السـرَّ أسـرارا
والظلــم فــرَّ وقـد ولّـى علـى كـدرٍ
بعــد الهجـوم غـدا يعتـاض إدبـارا
فصـحت سـعديك يـا لبنـان كـن فرحـاً
بشــراك قــد نلــت آمـالا وأوطـارا
جـاء الـوزير الـذي تبغيـه مـن زمن
جــاء الخطيــر ولاشـى عنـك أخطـارا
جــاءَ الكـبيرُ الـذي لا كـبر يصـرفه
عــن الوداعــة إذا نــاديت كُبّـارا
وافـى الشـريف المنيف المرتقى قدَماً
مجـداً بـهِ زان جيـد الكـونِ أعصـارا
وافــى الأميــن وجيـش اليمـن آمنـهُ
أهلاً بإمّـــانِ قـــومٍ ســـعدهم دارا
أأنــتَ مُهــدٍ فــإني مــؤمنٌ علنــاً
أم أنــتَ محيـيٍ فـإني صـحتُ إقـرارا
اللَــهُ حــقٌّ وأمــر البعـث مُعتقـدي
يـا جاحـد البعـث غـادر عنك إنكارا
آنُ الحيــاةِ بــهِ النـاقور يشـغفنا
يصـمي البغـاة ويحيـي الدهر إبرارا
حُيّيــتُ لبنــانُ كـن بـاللَه معتصـماً
وكــن شــكوراً بحمـد اللَـه مكثـارا
هـا قـد أتـى السـرُّ والإقبـال يسعدهُ
والضـرّ غـاب مـع العنقـاءَ قـد طارا
فصــاح لبنــان بالترحـاب عـن شـغفٍ
مـن بعـد أن كـان شأن الدمع مدرارا
أهلاً بمجــدي حيــوةٍ للعبــاد ومَــن
يُفنــي غوايــة دهــرٍ كــان غـدّارا
لسـنا بأهـلٍ لمـن قـد زارنـا كرمـاً
إذ لا نــرى مثـل مـن قـد زار زوّارا
مـــا أنــتَ إلّا ملاكٌ جئتَ مــن ملــكٍ
عزيــزِ ملــكٍ سـما كسـرى كـذا دارا
أحييتنـــا بوفــودٍ طالمــا شخصــت
لـهُ العيـون وتجـري العيـن أنهـارا
والأمــن بـاليمن مـذ ضـاءَت أزاهـرهُ
زُهــر السـماءِ غـدت تحسـدن أزهـارا
أبــدى هـزار الصـفا ألحـان معدلـةٍ
أهــاج صـبحُ الوفـا للشـدو أطيـارا
ضـــاءَت مشــارقنا لاحــت بيارقنــا
طــابت حــدائقنا عرفــاً وإثمــارا
جـــادت محابرنـــا زادت مخابرنــا
نــاغت منابرنــا ســجعاً وأشــعارا
لبنـان فيـك غـدا كالصـبح حيـن بدا
والصــلد منـهُ شـدا بالشـكر هـدّارا
حســـَّنتنا ســـنناً كملَّتنــا ســُنناً
نوَّلتنـــا مننـــاً شــيَّدت أمصــارا
مكَّنـــتَ محرســـنا علّيــتَ أرؤُســنا
خــوَّلت أنفســنا بالخلــد أخــدارا
لا زلــتَ يــا علـمٌ تجثـو لكـم أمـمٌ
ســيفٌ كــذا قلــمٌ مُلِّكــت أحــرارا
ولا يــزال عزيــز الملــك فـي عظـمٍ
يحفُّـــهُ اللَــه أعوانــاً وأنصــارا
هــذا دعــاءٌ مــن الصــعبيّ أمزجـه
مــدحاً وحمــداً وإنـي لسـتُ مهـذارا
لبنــان صــاحَ مــذِ التاريـخ فرَّحـهُ
مــولىً بـدا لعزيـزِ الملـك مختـارا
حنا بن أسعد بن جريس أبي صعب اللبناني المعروف بحنا بك الأسعد.متأدب له نظم، من مشايخ الموارنة في نواحي البترون.تعلم العربية والسريانية وسافر مع الأمير بشير الشهابي (سنة 1840) إلى مالطة وإسطنبول فقرأ بعض العلوم الإسلامية وعاد إلى لبنان (1850) فأنشأ في بيت الدين مطبعة حجرية.وبعد فتنة 1860 أقامه المتصرف داود باشا رئيساً للقلم العربي، فاستمر إلى أن توفي.له (ديوان -ط) بالعربية والتركية.