
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســفه وقوفـك فـي عـراص الـدار
مــن بعــد رحلـة زينـب ونـوار
مـا أنـت واللفتـات في أكنافها
ظعـن الفريـق وخـف عنـه الساري
أخلــت فـؤادك مـن عـزائك نيـة
أخلـت سـماءك مـن سـنا الأقمـار
مـا كـان احلـي مـن سـؤالك منة
لـو كـان تـدفع عنـك لاهـب نـار
جهـل بهـذا الـدار ان تر عندها
مـــالا يــراه مــتيم مــن دار
أم ضـاع حلمك يوم بادرها النوى
نــادت ببــدرك للرحيــل بـدار
فــاتيت تسـأل رجعـة مـن ذاهـب
مــا للرجــوع وســالف الاعصـار
كـم قـد أتيت الدار اسألها على
مـا كـان مـن عـذل ومـن اعـذار
نشـوان تشـرب مـاء دمعـي وجنتي
مـــن بعــد ري ملابســي وازاري
فـاذا بهـا عجمـاء تنطق عن حشاً
متصـــاعب الانفــاس بالتزفــار
فرجعـت لا الوجـد القـديم مزحزح
عنــي ولا كفــي خلـت مـن طـاري
حيـران مطـوي الضـلوع علـى حشا
منهوكـــة بالوجــد ذات عــوار
يـا دار امـك زور شـوق مـا لهم
غيـر اللقـا مـن مقصـد الـزوار
وصـلوك اذ هجروا على علل السرى
لــك جــانب الاوطــان والاوطـار
وصـلوك بالشوق الجميع وان غدوا
يتشــــعبون تشـــعب الاعشـــار
وافـوك مـن بعـد الأنيس واصبحوا
يرضــون بعــد العيــن بالاثـار
حيـــوك وفــد زائرون فــانعمى
مــا فــي تحيـة زائر مـن عـار
فعلام يـا بـاب الـديار واهلهـا
لا تفقهــــن لــــزائر أو زاري
هــل زل رأيـك أم رمـاك بخطبـة
صــرف الزمـان وطـارق المقـدار
لا صـلح بعـدك والمـدى ان تلتقي
والنقــع كــأس والمهنـد عـاري
للسـلم حسـن سـاعة فـاذا انتفت
قبحــت مــواقعه علــى الانظـار
أنـرى الزمـان بظننـي اغضي على
مـا كـان مـن هظمـي ومن اضراري
ابــدى لا عيــن حاسـدي مقـاتلي
وازاح عــن ارض الحـبيب مـزاري
آليـــت لا القـــاه إلا واحــداً
فـي جمعـه خلـق الهزبـر الضاري
فليجلبـن مـا شـاء مـن اجنـاده
الغربــات والتفريــق والاعسـار
لا عيـب مـن محـن الزمـان فانما
خلــق الزمــان مهانـة الاحـرار
او مـا كفـاك مـن الزمان فعاله
بهنــي النــبي وآلــه الاطهـار
ولعــت بفــارع قـدرهم اخطـاره
مــا اولــع الاخطــار بالاقـدار
الـذكر اجمـل حيـن يقـرأ قـارئ
والجـودا كمـل حيـن يطـرق قاري
بيــض يريــك جمــالهم وجلالهـم
تــم البــدور عشــية الاســرار
يكسـو ظلام الليـل نـور وجـوههم
لــو الشــموس وزينــة الاقمـار
شـرعوا بصـافية الفخـار وخلفوا
للــــواردين تكفـــف الاســـار
يلفـي العفـاة بغيـر مـن منهـم
كمـا اصـبح مبتسماً بوجه الساري
خطبـاء ان شهدوا الندى ترى لهم
فيــه شقاشــق فحلــه الهــدار
فـاذا هم شهدوا الكريهة ابرزوا
غلبــاً تجعجـع بـالفريق ضـواري
فـان احتـبى بهم الظلام رأيت في
المحــراب سـجع نـوائح الاسـحار
لا تســـتبين كلامهـــم فكــأنهم
قـد خولطـوا مـن خشـية الجبـار
تخفــي عبـارة ذكرهـم عـبراتهم
عنهـم فلسـت تـرى سـوى استعبار
هـادون فـي طـول القيام كأنهمذ
بيـن السـواري الجامـدات سواري
يمسـون مـن طـي الهجيرة لم تذق
إلا القـــراح تحلـــة الافطــار
وبيـت صـبيتهم علـى ذاك الطـوى
مشـــغولة بتتـــابع الاذكـــار
وبيــت ضــيفهم بــانعم ليلــة
لــم يحــص عـدتها مـن الأعمـار
للكـون مـن أنفاسـهم طيب الشذا
ارجــا كجيـب الغـادة المعطـار
فكأنمــا الآصــال مـن أردانهـم
نفــس الصــبا بخمـائل الأزهـار
وكأنمــا السـاحات مـن آثـارهم
روض الكلــى متتــابع الامطــار
مـا شـئت مـن نسـب وعظـم جلالـة
فانسـب وقـل تصـدق بغيـر عثـار
وحيـاة نفـس فضـلهم لـو لم يكن
تــدلي مصــائبهم لهــا ببـوار
وكفـاك لـو لـم تـدر إلا كـربلا
يـوم ابـن حيـدر والسيوف عواري
أيـام قـاد الخيـل توسـع شأوها
مــن تحــت كـل شـمر دل مغـوار
هيـج إلـى الحـرب العوان كأنما
تبــدي لهــم عـذراء ذات خمـار
يمشـون فـي ظـل السـيوف تبختراً
مشــي النزيــف معـاقراً لعقـار
وتنـاهبت أجسـادهم بيـض الظبـا
فمســربل بــدم الـوتين وعـاري
وانصـاع حـول الجيش شبل الضيغم
الكــرار شـبه الضـيغم الكـرار
يـوفى علـى الغمـرات لا يلوى به
فقــد الظهيــر وقلــة الأنصـار
لليـوم مـن أنـواره وقـد انكفت
بنهــاره الهبــوات خيـر نهـار
يلقـى الألـوف بمثلهـا مـن نفسه
فكلاهمـــا فـــي فيلــق جــرار
غيــر ان يبتـدر الصـفوف كـأنه
يجــري وإياهــا إلــى مضــمار
أمضـى من الليث الهزبر وقر نبا
رمــح الكمــي وصـارم المغـوار
فكأنمـا الـدفعات سـاعة يلتقـي
حلــق الوفــود عشــية الايسـار
شـهذارة فـي السـرج غـرب لسانه
فـي الجمـع مثـل حسـامه البتار
حـتى انتـه مـن العنـاد مراشـة
شـلت يـد الرامـي لهـا والباري
وهـوى فقـل فـي الطود خر فاصبح
الرجفــان فـوق قواعـد الافطـار
بـابي وأمـي عـافرون على الثرى
أكفـانهم نسـج الريـاح الـذاري
تصــدق نحـورهم فينبعـث الشـذا
فكأنمـــا تصـــدى بمســك داري
ومطرحــون تكــاد مـن أنـوارهم
يبــدو لعينــك بــاطن الأسـرار
نفسـت بهـم أرض الطفـوف فاصبحت
تــدعى بهــم بمشــارق الأنـوار
بـالبيت أقسـم والركـاب تحجبـه
قصــداً لادكــن قــالص الاســتار
لـولا السـقيفة والـذين تـبرموا
نقضــاً لحكــم الواحـد القهـار
فنفــوا مقـام نـبيهم عـن ربـه
ومضــوا بنحلـة بضـعة المختـار
لـم يلـف سـبط محمـد فـي كربلا
يومــاً بهـاجرة الظهيـرة عـاري
تطــأ الخيــول جـبينه وضـلوعه
بســـنابك الابـــراه والاصــدار
كلا ولا راحـــت بنـــات محمـــد
يشــهرن فـي الفلـوات والامصـار
حسرى تقاذفها السهول إلى الربا
وتلفهـــا الانجـــاد بــالاغوار
تسـبى فقل في الزنج تملك أمرها
أيــدي الجفـاة والسـن الاشـرار
ضــرباً وسـحباً وانتهـاك محـارم
وســباً وســباً بعـد غربـة داري
يطـوى بهـن علـى الطوى وقلوبها
يطــوين مـن ثكـل علـي كالنـار
حسـرى الوجـوه غـاد لامـن سـاتر
يحمــي المحاسـن أعيـن النظـار
مـا بعـد هتكـك يـا بنـات محمد
فـي الـدهر هتـك مصـونة من عار
كلا ولا لابــــي ضـــيم بعـــدها
يـــأبى تحمـــل ذلــة وصــغار
للهتــك بعـدك سـتر كـل مصـونة
ولــدى المهانـة نخـوة الجبـار
مـا العـز مكسـب لابسـيه بعيدها
شــرفاً ولا مــدل لهــم بفخــار
أم أي نــدب بعـد نـدبك يبتغـي
شــيم الغيـور وشـيمة المغـوار
قــدر أصــارك للخطــوب دربــة
هـة فـي البريـة واحـد الأقـدار
لـم يلبسـوك غـداة ينـزع بينهم
برديـــك بــردي عفــة ووقــار
فالصـون حيـث النفـس لا مـا ظنه
قـــوم بحيـــث خميصـــة وازار
يـا طالبـاً بالثـار وقيت الردى
طــال المقـام علـى طلاب الثـار
يـا مـدرك الأوتار قد طال المدى
طـال المـدى يـا مـدرك الأوتـار
يـا ابن النبي وخير من علقت به
كــف الــولي ووالــد الأبــرار
أنــا عبـدكم ولكـم ولاي وفيكـم
أملــي ونحـو نـداكم اسـتنظاري
واليـك اهـديت القريـض فـرائداً
منظومـــة بغـــرائب الأشـــعار
فـاعطف علـي ففـي من ضعف القوى
مـا ليـس بالخـافي علـى الأبصار
وعلـي مـن أصـر الـذنوب عظـائم
وعلـــى علاك حمالـــة الأوصــار
وعلاك كافلــد بمــا أرجــو مـن
الصــفح الجميــل وحطـة الأوزار
والـدهر قـرن لسـت مـن أكفـائه
ان لــم تكونـوا عنـده أنصـاري
أفنـاركي يا ابن النبي وما أنا
هيهـــات لا والواحــد القهــار
ثــم الصـلاة علـى النـبي وآلـه
مـا نـاحت الورقـاء فـي الأوكار
هاشم بن حردان بن إسماعيل الكعبي.من بني كعب المرجح أنهم من بني خفاجة.شاعر إمامي من أهل دورق في خوزستان، مولداً وسكناً ووفاة.تعلم واشتهر في كربلاء.له (ديوان شعر -ط) صدره محمد حسن الطالقاني بمقدمة في 96 صفحة أشار فيها إلى أن هذا الديوان إنما هو قسم خاص بالمراثي الحسينية، منتزع من ديوانه الكبير المخطوط في 451 صفحة.