
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أهـاب بـه الـداعي فلبـاه إذ دعـى
وكــان عصـي الـدمع فانصـاع طيعـا
عصـى دمعـه حـاوي المطايا فمذ رأى
بعينيــه ظعـن الحـي أسـرع أسـرعا
فبــادر لا لــوى بــه عــذل عـاذل
إذا قيــل مهلاً بعــض هــذا تـدفعا
تجلــد إذ ظــن النـوى حكـم هـازل
فلمــا رأى جــد المطايــا تصـدعا
فاوغـــل يجــري خلفهــا لا يصــده
حيــــاء ولا لاح لحـــاه فاقـــذعا
ظعــائن تســري والقلــوب باسـرها
علــى أثرهـا يجريـن حسـرى وظلعـا
ظعـائن فـي الاقمـار تجـري فحيثمـا
تـوجه حـادي الركـب ابصـرت مطلعـا
وفـي الـبين عـذراً للكريم إذا بكى
لــذكرى حــبيب إذ تشــوق مربعــا
خليلـي مـا بعـد النـوى مـن تعلـة
وقــد غـرد الحـادي بنجـد ولعلعـا
فلا تــرج بعــد الركـب غلا مـدامعاً
تســح واحشــاء مــن الضـعف وقعـا
وبــالنفس افــدي ظــاعنين تجلـدي
لـــبينهم قبـــل التــودع ودعــا
مضـوا والمعـالي الغـر حول قبابهم
تطــوف جهـات السـت مثنـى ومربعـا
ســروا وسـواد الليـل داج فشعشـعت
علــى لــونه انــوارهم فتشعشــعا
يحــل الهـدى أنـي يحلـون والنـدى
فـان أقلعـوا لا قـدر اللَـه أقلعـا
تـرى الكـون مـن آثـارهم حزن روضة
سـقا نورهـا عـذب الحيـا فترعوعـا
مصـاليت يـوم الحـرب رهبـان ليلهم
بــوارع فــي هـذا وفـي ذاك خشـعا
تـرى الفـرد منهـم يجمع الكل وصفه
كمــا لا كــأن الكــل فيـه تجمعـا
وتهــوي الأيـامي لـو تحـل ربـوعهم
وقـد تركـت مـن حولها الروض ممرعا
رمـت بهـم نحـو العلـى المحض عزمة
لــو الطـود وافاهـا وهـي وتصـدعا
عشــية أمســى الــدين ديـن أميـة
وأمســـى يزيــد للبريــة مرجعــا
يقــول بلا فضــل ويفــتى بلا هــدى
ويحكـــم لا عـــدلاً ولا رأي أمنعــا
وهــل خــبرت فيمــا تــروم أميـة
بـأن العلـى لـم تلـف للضيم مدفعا
وقــد علمــت أن المعـالي زعيمهـا
حســين إذا مــا عـن ضـيم فافزعـا
رأى الــدين مغلوبــاً فمـد لنصـره
يميـن هـدى مـن عرصـة الدهر أوسعا
فاوغــل بطـوي الكـون ليـس بشـاغل
علـى مـا بـه مـن كـف علياه اصبعا
أفــاد الفلا وخـد المطايـا ونصـها
كـأن السـرى يجـري رقانـا وأذرعـا
بقـود إلـى الحـرب العـوان ضراغماً
حواســرها امضـى مـن الغيـر درعـا
يجــر مـن الرمـح الطويـل مزعزعـاً
وينضـي مـن السـيف الصـقيل مشعشعا
مطلا علــى الاقـدار لـو شـاء كفهـا
جــائته تــترى حسـبما شـاء طيعـا
فــالقى ببيــداء الطفــوف مشـمراً
إلـى المـوت لـن يخشـى ولن ينزوعا
وقــامب رجــال للمنايـا فارخصـوا
نفوسـاً زكـت في المجد غرساً ومنبعا
تفــرع مـن عليـا قريـش فـان سـطت
رأيـت أخـا ابـن الغاب عنها تفرعا
بــدور زهــت افعــالهم كوجــوههم
فســرتك مــرئى إذ تراهـا ومسـمعا
أبـو جـانب الـورد الذميم واشرعوا
مناهـل أضـحى المـوت فيهـن مشـرعا
فاكســبها المجــد المؤثــل ابلـج
غشــى نــوره جنـح الـدجى فتقشـعا
إلـى أن ثـووا صـرعى الغداة كأنهم
نـدامى سـقاها الوصـل كاساً مشعشعا
وأقبــل ثــم الليـث يحمـي عرينـه
ببـاس مـن العضـب اليمـاني اقطعـا
يكــر فتلقـى الخيـل حيـن يروعهـا
أضـاميم سـرب خلفهـا الصـقر زعزعا
فذعــذع جمـع الجمـع قسـراً كأنمـا
تجمــع جمــع الجمـع كـي يتذعـذعا
يصـــرف آحـــاد الكتيبــة رأيــه
فلا ينثنـــي إلا الكمــي المقنعــا
عصـت أمـره لمـا دعاهـا إلى الهدى
وجــاءت لأمـر السـيف تنقـاد طيعـا
بطعـن يعيـد الـزوج بالضـم واحـداً
وضـرب بعيـد الفـرد بـالقطع اربعا
ولمـا رمـت كـف المقـادير رميمهـا
وحــان لشــمل الــدين أن يتصـدعا
بـدى عـن سـراة السـرج يهوي كأنما
جبـال شـروري مـن علاهـا هـوت معـا
وخــر فلا تــدري المقــادير أيهـا
أصـاب فـاخطى حيـن أردى السـميدعا
وجـــاء ســـنان طاعنــاً بســناته
يــرى أنـه كـان الهزبـر المشـجعا
وأفبـل شـمر يعلـن العجـب اذ رقـى
على الليث إذ امسى له الحتف مضجعا
وراح بــأعلى الرمـح يزهـو كريمـه
كبـدر الـدجى إذ تـم عشـراً واربعا
وعــاثت خيــول الظـالمين فـابرزت
كــرائم أعلــى ان تهــان وأرفعـا
فـــواطم مــن آل النــبي حــرائر
بكــف العــدى امسـت سـواغب جوعـا
ثواكـل لـم يبـق الزمـان لهـا حمى
يكـن لا ولـم يترك لها الدهر مفزعا
ســوافر أعياهـا التـبرقع والحيـا
ينازعهــا مــع سـلبها أن تبرقعـا
دعاهـا إلـى معنـى التقنـع صـونها
واعوزهـــا الاعـــداء ان تتقنعــا
فراحــت ويمناهــا قنــاع لرأسـها
وللـوجه يسـراها مـع اللطـم برقعا
عفــائف افــراط الصــيانة طبعهـا
إذا غيرهــا نــال العفـاف تطبعـا
تكــاد إذا مــا اســبلت عبراتهـا
تعيـد الـثرى من وابل الدمع مربعا
وكــادت إذا مــا اشـعلت زفراتهـا
بأنفاسـها يغـدو لهـا الروض بلقعا
فمـا الفاقـدات الالـف شـتت جمعهـا
غـداة النـوى أيـدي العـداة ووزعا
نــوت فرقــة للغـرب منهـا وفرقـة
إلـى الشـرق فالشـملان لـن يتجمعـا
ولا مــدنف يــدعو الطلــول فكلمـا
تصــاممن لان القــول منــه تخضـعا
ولانــار مقــر خـاف اخمـاد ضـوئها
فــاذكى لظاهــا فـي الظلام ورفعـا
ولا شــنتا خرقــاء أبلاهمــا البلا
ودامــى علــى مجراهمــا فتقطعــا
بــأوهى قــوى منهــا وأبيـن ذلـة
واضـــرم احشــاء وأضــيع أدمعــا
نــوائح مــن فـوق الركـاب كأنهـا
حمــام نــأى عنـه الخليـط فرجعـا
ســبايا يلاحظــن الكفيــل مصــفداً
علـى الرحـل مغلـول اليـدين مكنعا
واســرتها الحـامون للـبيض مطعمـاً
وأموالهـا فـي النهـب للقوم مطعما
وأَوجههــــا مكشـــوفة لعـــداتها
واطفالهـا فـي الـذل غرثـى وجوعـا
إلـى اللَـه اشـكو معشـراً ضل سعيها
فجـاءوا بهـا شـنعاء تحمـل أشـنعا
جـزا اللَـه تيمـاً واللئيمـة اختها
عـن المصـطفى شـر الجـزاء وأفضـعا
فاقســـم لــولا بغيهــا وفجورهــا
وغصـب علـي مـا ادعاهـا مـن ادعـى
ولا راح يـدعى حجـة اللَـه في الورى
يزيــد فيعطــي مـن يشـاء ويمنعـا
ولا راح يــوم الطــف ســبط محمــد
لـدى القـوم مطلـول الـدماء مضيعا
وكــانت بنــو حــرب أذل وجمعهــا
أقــل ولا شــمت بــه العـز أجـدعا
دعتهـا نفـاق الـدهر حـتى تراجعـت
نكوصـاً علـى الاعقـاب لـن تتنعنعـا
فقــامت علـى رغـم المعـالي اميـة
بنقـض الـذي قـر ابـرم المجد ولعا
أبـاحت لهـم افعـالهم سـنن الأولـى
وعهــد عليـه سـالف الـدهر أجمعـا
أتاهــا يزيــد بالــذي فجـرت بـه
وكـــر علـــى آثـــارهم متوســعا
فمـن ناشـد تيمـاً علـى ضـعف رأيها
وقبـح الـذي أبـدى أخوهـا وابـدعا
خليلـي قـولا وانصـفا واسـئلا الـذي
تبرعهـــا عـــن أي وجــه تبرعــا
بـــأي بلاء كـــان منـــه اغصـــه
بمــر المنايــا مقــدماً فتجرعــا
بادبــارهم يــوم اليهــود وفرهـم
غــداة ابــن ود قارعــا ومقرعــا
ولـم تـر فـي الإسـلام تيـم واختهـا
لهـا ناجمـاً فـي افـق مجـد تطلعـا
أقـــل عنــاء فــي العلا جاهليــة
واخفــظ فـي الاسـلام قـدراً واوضـعا
ومـــا برحـــت ذلاً تشـــم باجــدع
وترنــوا بعمــاء وتسـطوا باقطعـا
مســــودين اذنابــــاً جاهليــــة
تســدد نصــلاً حيــن تغــرق منزعـا
وكــل علــى الإســلام غطـى عيوبهـا
كمـا ان ضـوء الشـمس غطـاه لعلعـا
فبـاتت لـه ترعـى الغـوائل لا تـرى
لـــه مضــجعاً إلا تمنتــه مصــرعا
فمـاذا الـذي ترجـوه لو عاد عودها
علـى بدؤها في الشرك لو ثم من وعا
ومـا ضـربت فـي الفضـل أيام شركها
بسـهم ولا قـامت مـع القـوم مجمعـا
بنـي المصـطفى باخير من وطأ الحصى
وأكــرم مـن لـبى وطـاف ومـن سـعى
ويـا خيـر مـن أم المروعـات ركنـة
فامتهـــا منـــاً وراع المروعـــا
ويـا خيـر مـن أمتـه غرثـى سواغباً
فاطعمهــا عــذب النــوال فاشـبعا
ويـا خيـر مـن جـاءته ظمئاً نواهلا
فاصـــدرها ري القلـــوب فانقعــا
ويـا خيـر مـن يرجو المسيئون عفوه
فـاولى بـه الصـفح الجميـل وأوسعا
سـما رزؤكـم كـل الرزايـا كما سما
علــى كــل مجــد مجــدكم وترفعـا
فــاحرزتم الغايـات فـي كـل حليـة
فقصــر عــن مسـعاكم كـل مـن سـعى
سـوابق فـي الهيجا سوابق في الندى
ســوابق ان صــد الخصـام المشـيعا
فـوارس يـوم البحـث والخصـم مـانع
فـاجلب صـعب النقـض قصـداً وجعجعـا
مصــابكم اضــنى فـؤادي مـن الأسـى
وازعــج عينــي أم تنــام فتهجعـا
إذا ذكــرت نفســي عظيــم مصـابكم
تقســمها الشــجو العظيــم ووزعـا
فقلـبي لحـر الوجـد لـم يفت صالياً
وطرفـي بمـاء الـدمع ريـان منقعـا
أروح بأنفـــاس الســـليم توجعــاً
واغــدوا بتــذكار السـقيم تفجعـا
وهـل نـدم يجـدي علـى فـوت نصـركم
كمـا نصـركم فـي العـالمين مشـفعا
هاشم بن حردان بن إسماعيل الكعبي.من بني كعب المرجح أنهم من بني خفاجة.شاعر إمامي من أهل دورق في خوزستان، مولداً وسكناً ووفاة.تعلم واشتهر في كربلاء.له (ديوان شعر -ط) صدره محمد حسن الطالقاني بمقدمة في 96 صفحة أشار فيها إلى أن هذا الديوان إنما هو قسم خاص بالمراثي الحسينية، منتزع من ديوانه الكبير المخطوط في 451 صفحة.