
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عــدتك نجــد فمــاذا أنــت مرتقـب
يـدنوا إليـك الحمـى أم تنقل الهضب
أبعــد أن بنــت عنهـا بـت ترقبهـا
فـاذهب فليـس لـك العتـبى ولا العتب
لـو كنـت صـادق دعـوى الحب ما برحت
بــك المطــي ولازمــت بــك النجــب
أعـــراب باديـــة تهنــى بيــوتهم
حيــث العوامــل والهنديــة القضـب
لــم يعــد ملكهــم بــاس ولا كــرم
فلا عـــدو لهـــم تلقـــى ولا نشــب
تجـري علـى العكـس مـن قولي ظعونهم
ولــو جـرت مطلقـاً مـا فـاتني الأرب
فكلمــا قلـت رفقـاً بالحشـى عنفـوا
فليـت لـو قلـت بعـداً بالسرى قربوا
يسـتعذب القلـب مـن تعـذيبهم أبـداً
كــأنهم كلمــا قــد عـذبوا عـذبوا
يــا منــزلاً بمحـاني الطـف لا برحـت
تسـقي السـحائب منـك البـان والكثب
كـم قلـت نجـداً ومـا اعنـي سواك به
وعــرب نجـد ومـن فـي ضـمنك العـرب
انــي وان عنــك عـاقتني بـداً قـدر
بــبين جســمي فقلــبي منـك مقـترب
لا تحســبن كــل دان منــك ذا كلــف
الــدار بــالجنب لكـن الهـوى جنـب
أقـــائل أهــل ودي أنهــم غربــوا
عـن نـاظري انهـم عـن خاطري عزبواه
لا والهـوى ليـس بعـد الـدار يشغلني
عنهــــم ولا محنــــة كلا ولا وصـــب
يـا سـائق الحـرة الوجنـاء انحلهـا
طــي السـري وطواهـا الابـن والنصـب
وجنــاء مــا الفـت يومـاً مباركهـا
ولا انثنــت عنــد تعريـس لهـا ركـب
علامـــة بضـــروب الســير اقربهــا
منهـا إلـى رأيهـا التقريـب والخيب
تــأبى جوانبهــا تــأبى مناكبهــا
حــب الســرى فكـأن الراحـة التعـب
عجــبي إذا جئت غربـي الحمـى وبـدت
منــــه لمقلتـــك الاعلام والقبـــب
وحــي عنــي الأولـى اقمـارهم طلعـت
مــن طيبـة ولـدى كـرب البلا غربـوا
فـاعجب لهـم كيـف حلـوا كـربلاء وكم
كــانت بهـم تفـرج الغمـاء والكـرب
فـاين تلـك البـدور الـتي لا غربـوا
وايـن تلـك البحـور الفعـم لا نضبوا
قــوم لهـم شـرف العليـاء مـن مضـر
والمــرء يؤخـذ فـي تحويـده النسـب
قــوم كــأولهم فــي الفضـل آخرهـم
والفضـل ان يتسـاوى البـدء والعقـب
فمنـــذر مصــطفى بــالوحي منتجــب
ومرتضـــى مجتــبي للهــدى منتخــب
الواهبـون لـدى البأسـاء مـا وجدوا
والطـالبون بصـدر الرمـح مـا طلبوا
والمــدركون إذا مــا أزمــة بخلـت
بصـــرفها وتخلــت عنــدها الصــحب
وكـم لهـم حيـث جـد الخطـب مـن قدم
رســت علا والجبــال القــود تضـطرب
ولا كيـــومهم فـــي كـــربلاء وقــد
جــد البلاء وارجحنـت عنـدها الكـرب
وفيــة وردوا مــاء المنــون بهــا
ورد المفاضــة ظمــآن الحشــا سـغب
مــن كــل ابيـض وضـاح الجـبين لـه
نـوران مـن جـانبيه الفضـل والنسـب
نجلـو العفـاة لهـم تحت القنا غرواً
تلاعـب الـبيض فيهـا والقنـا السـلب
أمــت اميــة ان تعلــو لهـا شـرفاً
ويصــبح الـراس مخـدوماً لـه الـذنب
ودون مــا يممــت هنــد وجـار بهـا
هنــد الســيوف وحـرب دونـه الحـرب
جـاءت ليسـتعبد الحـر اللئيـم وفـي
عـود العلا عنـد غمـز الضـيم مضـطرب
فشـــمرت للــوغى فرســانها طربــاً
وامتـاز بالسـبك عمـا دونـه الـذهب
فــوارس اتخـذوا سـمر القنـا سـمراً
فكلمــا ســجعت ورق القنــا طربـوا
يســـتنجعون اردى شـــوقاً لغــايته
كأنمـا الضـرب فـي افواههـا الضـرب
واسـتأثروا بـالردى مـن دون سـيدهم
قصــداً ومــا كــل ايثـار بـه الأرب
حــتى إذا ســئموا دار البلـى وبـت
لهــم عيانــاً هنـاك الخـرب العـرب
فغــودروا بــالعرى صــرعى تلفهــم
مطــارف مــن أنــابيب القنـا قشـب
واقبلـت زمـر الأعـداء ترفل والاضعان
تســـــعر والاحشـــــاء تتلهـــــب
جلالهــا ابـن جلا عضـب الشـبا ذكـراً
لا يعــرف الصــفح اذ يسـتلة الغضـب
تــأتي علــى الحـق المـاذي ضـربته
ولا يقيــم عليهــا الــبيض واليلـب
فكلمــا اســود ليــل مـن كتـائبهم
أحــاله مـن سـناه الضـوء لا اللهـب
ومــا اســتطال ســحاب مـن جمـوعهم
إلا اســتطار بــه مـن لمعـه الرهـب
وباســم الثغــر والابطــال عابســة
كــأن جــد المنايــا عنــده لعــب
لا يســلب القــرن اذ يرديــه بزتـه
والليــث همتــه المسـلوب لا السـلب
مــاض بمــاض اذا اسـتقبلت امرهمـا
بـدا لعينيـك مـتى فعليهمـا العجـب
تلقـي الـردى فـي الندى طلق العنان
تـردى حيـرة الـورى محمولهـا العطب
حــتى اذا ضـربت يمنـى القضـا وارى
احــدى العجـائب دهـر شـأنه العجـب
هـوى إلـى الترب قطب الحرب وابتدرت
مـن مهجـة الفـدب أيدي البيض تختضب
واقبلــت خفــرات المصــطفى ولهــا
نـدب علـى النـدب لكـن الحشـا يجـب
كــواكب فقــدت شــمس الضـحى فبـدت
والمـرء يعجـب لـو لـم يعـرف السبب
كـم حـرة مثـل قـرن الشـمس قد نفست
علـى العيـون بهـا الاسـتار والحجـب
ابــدت اميــة منهــا اوجهـاً كرمـت
بالصـون بسـئل عنهـا الكـور والقتب
مــن كــل باكيــة اســرى وشــاكية
حســـرى وزاكيـــة عــبرى وتنتحــب
وكــم كمــي بقــاني الـبرد مشـتمل
وكــم أبــي بماضــي الحــد يعتصـب
وجسـم بحـر نـدى فـي الـترب منعفـر
ورأس بــدر هـدى فـي الرمـح ينتصـب
وحــرة بعــد فقــد الصـون يحملهـا
بيــن المضـلين مهـزول المطـا نقـب
فخـــدرها وجليــل القــدر مهتــدل
ورحلهـــا وجميــل الصــبر منتهــب
فكلمـــا عـــاينت ضــلت مــدامعها
تجــري دموعــاً وضـل القلـب ينشـعب
كأنمــا الكـون مـا فيـه سـوى جسـد
بـالترب ملقـى علـى أعضـائه الـترب
يـا غيـث كـل الـورى ان عـم عـامهم
جــدب ويــاغوثهم ان نــابت النـوب
والثــابت العــزم والاهـوال مقبلـة
والراســـخ الحلــم والأحلام نضــطرب
والماجـد الحسـب المقري الظبا كرماً
حوبــائه وكــذاك الماجــدا الحسـب
مـا غـالبت صـبرك الـدنيا ومحنتهـا
الا انثنــت ولـه مـن دونهـا الغلـب
ولا تــروع لــك الأيــام ســرب حجـى
بلـــى اذا ريعـــت الاعلام والهضــب
ان يصـبح الكـون داجـي اللـون بعدك
والايـام سـوداً وحسـن الـدهر مسـتلب
فـانت كالشـمس مـا بالعـالمين غنـى
عنهـا ولا تجـدهم مـن دونهـا الشـهب
تـاللّه مـا سـيف شـمر نـال منك ولا
يـدا سـنان وان جـل الـذي ارتكبـوا
لولا الأولى اغضبوا رب العلا وابوا نص
الـــولا والحــق المرتضــى غصــبوا
اصـابك النفـر الماضـي بما ابتدعوا
ومـا المسـيب لـو لـم ينجـح السـبب
ومــا تــزال خيــول الحقـد كامنـة
حــتى اذا ابصــروها فرصــة وثبـوا
فــادرك الكـل مـا قـد كـان يطلبـه
والقصــد يــدرك لمـا يمكـن الطلـب
كـف بهـا امـك الزهـراء قـد ضـربوا
هـي الـتي اختـك الحـورا بها سلبوا
وان نـــار وغــى صــاليت جمرتهــا
كــانت لهـا كـف ذاك البغـي تحتطـب
فليبـك يومـك مـن يبكيـه يـوم غدرا
بالصـنو قـوداً وبنـت المصطفى ضربوا
واللَــه مــا كــربلا لـولا والاحيـاء
تــدرى ولــولا النــار مــا الحطـب
يفنــى الزمـان وفيـك الحـزن متصـل
بــاق إلــى ســرمد الايــام ينتسـب
كــأن حزنـك فـي الأحشـاء مجـدك فـي
الأحيـاء لـم تبلـه الأعـوام والحقـب
تقـول نفسـي ونـار الحـزن تضـرم في
قلـبي ومـاء البكـا فـي مقلـتي سرب
ترضــى مــن العيـن تجـري مـدامعها
ومــن فــؤادك ان يعتــاده اللهــب
هيهــات رمــت محــالا وادعيــت بـه
دعـوى يلـوح عليهـا الخلـف والكـذب
مـا انـت والقـوم ترجـوا نيل سعيهم
ومـا شـربت مـن الكـأس الـذي شربوا
هـب انـك فاتـك يـوم الـبين صحبتهم
فكيـف لـم تركـب النهـج الذي ركبوا
هاشم بن حردان بن إسماعيل الكعبي.من بني كعب المرجح أنهم من بني خفاجة.شاعر إمامي من أهل دورق في خوزستان، مولداً وسكناً ووفاة.تعلم واشتهر في كربلاء.له (ديوان شعر -ط) صدره محمد حسن الطالقاني بمقدمة في 96 صفحة أشار فيها إلى أن هذا الديوان إنما هو قسم خاص بالمراثي الحسينية، منتزع من ديوانه الكبير المخطوط في 451 صفحة.