
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إن تكــن كــربلا فحيــوا رباهـا
واطمئنــوا بهــا نشــم ثراهــا
والثمـوا جوهـا الأنيـق علـى مـا
كــان فــي القلـب حريـق جواهـا
واغمروهــا بـاحمر الـدمع سـقياً
فكــرام الــورى ســقتها دماهـا
قلـت للقلـب حيـن فـارق مغناهـا
ويشــــتاق بعـــد ذاك لقاهـــا
كنــت واصــلتها مليــاً قــديماً
فلــم اخــترت بعـد وصـل جفاهـا
مــا باحيائهــا علقــت فتجفــو
حيــث محيــاك ســاكنون ثراهــا
كــان أدلــى بهــا اليـك قبـور
كنـت مغـري الجشـا بفـرط هواهـا
فعلام البعـــاد بعــد التــداني
ورباهـــا بمــن عشــقت رباهــا
بئســـما أنــت إذ تخيــرت أهلا
مــن ذويهــا ومنـزلاً مـن سـواها
وتخيـــرت دونهـــا فــي أنــاس
حــظ عينــك مــن لقـاهم قـذاها
فلــك اللــوم لا لغيــرك شــوقاً
قلــت واهـاً أم حسـرة قلـت آهـا
وبنفســي مودعــون وفــي العيـن
بكاهــا وفــي القلــوب لظاهــا
مـــن بحـــور تضــمنتها قبــور
وبـــدور قــد غيبنهــا رباهــا
ركبهـم والقضـا باضـعانهم يسـرى
وهــادي الــردى أمــام ســراها
والمســاعي مــن خلفهـم نادبـات
والمعـــالي مشـــغولة بشــجاها
ســـاكبات الـــدموع لا يتلاقـــى
بيــن أجفانهــا وبيــن كراهــا
وكـــأني بهـــا عشـــية القــى
سـبط خيـر الـورى الركـاب لداها
يســأل القــوم وهـو أعلـم حـتى
بعـــد لأي ان صـــرحوا بســماها
إنهــا كــربلا فقــال اســتقلوا
فعلينــا قــد كــر حتــم بلاهـا
فلـديها قبور مختلف الزوار فيها
صـــــــــباحها ومســــــــاها
وبهـــا تهتــك الكــرائم منــا
ورؤوس الكــرام تعلــوا قناهــا
وتبــدت شــوارع الخيـل والسـمر
وفرســــانها يــــرف لواهــــا
تتـــداعى ثــارات بــدر ولمــا
يكفهـــا كبـــد حمــزة وكلاهــا
فـدعى صحبه هلموا فقد أسمع داعي
المنـــــون نفســــي رداهــــا
كنـــت عرضــتكم لمحبــوب أمــر
ان تــرو فيــه غبطـة وارتفاهـا
فـاذا الأمـر عكـس مـا قـد رجونا
محنـــة فاجــأت وأخــرى ولاهــا
فأجــاب الجميــع عـن صـدق نفـس
اجمعــت أمرهــا وحــازت هـداها
ولا معنـــى بــه تقدســت ذاتــاً
وجلال بــــه تعــــاليت جاهـــا
لا نخليـــك أن نخلـــي الأعــادي
تتخلـــى رؤســـها عـــن طلاهــا
أو تنــال الســيوف منـا غـذاها
أو تــروي الرمــاح منـا ظماهـا
ثـم مـع ذاك لـم يكـن قـد قضينا
مـــن حقــوق لزمننــا ادناهــا
كيـف تقضـى العبيـد مـن حق مولا
شـــكر نعمـــاه نعمــة أولاهــا
فجزاهــا خيــراً فليــت لنفســي
بعــض حــظ ممـا بـه قـد جزاهـا
واسـتبانت علـى الـوفى تتواصـاه
واضـــحى كمــا تواصــت وفاهــا
تتهــادى إلـى الطعـان اشـتياقاً
ليـت شـعري هـل فـي فناها بقاها
ولقــد أخــبر الــرواة حــديثاً
صــح لــي عــن طريقـتي وهـداها
أنـه لـم يصـب حسـيناً مـن القوم
جــــراح إلا عقيــــب فناهــــا
لــم تكــن ترتقــي إليـه سـهام
هــون أن تفتــدي حشــاه حشـاها
تتلقــى نحورهـا الـبيض والسـمر
ومقصــــودها لنحــــر ســـواها
ذاك حــتى ثــوت موزعــة الاشـلاء
صــرعى ســافي الرمــاح كســاها
وامتطــى النـدب مهـره لا يبـالي
أشــــأنه منــــونه أم شـــآها
يتلقـــى القنــا بباســم ثغــر
متلقــى العفــاة حيــن يراهــا
مطمئنــاً حيــث الألـوف فراداهـا
ســـواء فـــي عينـــه وثناهــا
تنفــر الأســد خيفــة ان تــراه
وهــي تــدريه أنــه مـا يراهـا
تبتغــي منهــج الفــرار وانــي
والعفرنــي هنــاك ســد فضــاها
مقريــاً وافــديه نســراً وذئبـاً
لحــم أســد لحـم الأسـود قراهـا
فيـــف كــف ردى العــداة نــدى
للـوحش أفـدى بـداً رداهـا نداها
واذا ابــن النــبي هــاج لحـرب
اخصــبت وحشــها ورافــت فلاهــا
وانــبرت نبلـة فشـلت يـدا رجـس
رماهـــا وكـــف علـــج براهــا
وهـــوى الأخشــب الاشــم فمــاجت
نقطــة الكــون ارضــها وسـماها
واتـى ابـن الضـبابي ينضي حساماً
حيــث مضـت كـف القضـى منتضـاها
ففـــرى بالحســام ثغــرة نحــر
طــال مــا طـال مـص طـه لماهـا
وانثنى بالكريم في الرمح لا يشعر
حلمــــاً ولا يفيـــق انتباهـــا
معجبـاً بالـذي اتـاه مـن الخطـب
وقــد يعجــب الســفيه السـفاها
ويلــه لــو درى غــداة تبــاهى
أي عظــــم وأي جلـــى اتاهـــا
أي صـــدر بنعلــة قــد رقاهــا
أي نحـــر بنصــله قــد فراهــا
وانثنـى المهـر بالظليمـة عـاري
الســرج نــاع للمكرمـات فتاهـا
واتــت زينـب الرزايـا وقـد كـض
جــوى الثكــل قلبهــا وقواهــا
اذهــل الثكــل قلبهــا فتبــدت
وهـي لـم تـدر سـافراً مـن خباها
طلبـــت صـــنوها فعــز فتبــدت
فــانثنت بـالجوى تنـادي أباهـا
يـا أبانـا قـد أدرك الـوتر منا
عصــبة الشــرك واشـتفت احشـاها
ابـــرزت كـــامن الغليــل وروت
مــن دمانــا غليلهــا وصــداها
لـم تـزل تقتضـي الديون اللواتي
فيــك حـتى كـان الطفـوف قضـاها
مــا كفاهـا أكـل الكبـود باحـد
عـن حسـين فـي كـربلا مـذ أتاهـا
ليتهــا إذ رمتـه بالقتـل أمسـى
غيــر قطـع الكريـم منـه شـفاها
وأرتضـت ذبحـه شـفاء عـن الـراس
يعلــــى علــــى رؤوس قناهـــا
مـا كفاهـا حمل الكريم عن الأسره
لنســـــــوانه وذل ســــــباها
لا ولا حملهــــا أســـارى بـــذل
دون ابرازهـــا لعيـــن عــداها
باديــات الوجــوه اعوزهــا مـن
بعــد سـلب القنـاع سـلب رداهـا
ينــــزوي وجوههــــا كـــل رآء
غيــر ان العفــاف صــان علاهــا
يتصــــفحن للأعـــادي وهيهـــات
لا مرقـــد خـــاب فيــه رجاهــا
تــترجى ابـن حـرة فـي البرايـا
علــه ان يــرى فيحمــي حماهــا
يــا لقــومي لعصـبة عصـت اللَـه
وأضـــحى لهـــا هواهــا الهــا
عجبت من فعالها الكفر ليت الدين
يومـــاً فـــي كفرهــا ابقاهــا
ودعاهـــا إلــى شــقاها يزيــد
فاســتجابت تـاهت لعمـري وتاهـا
اســخطت احمــداً ليرضــى يزيــد
ويلهــا مــا اضـلها عـن هـداها
ثــم مـع ذاك ترتجـي انهـا منـه
فيـــا للرجـــال مــا اعماهــا
يا ابن من شرف البراق وفاق الكل
والســــبعة الطبـــاق طواهـــا
ورقـــى حيـــث لا مقــرب يرقــى
لا ولا مرســــل هنالـــك فاهـــا
قـــاب قوســين دق معنــى فيــا
لِلّــه معنــى مقــام أو ادناهـا
ان تمنـى العدا لك النقص بالقتل
فقــد كــان فيــه عكــس مناهـا
حـــاولت نيلهــا علاك فاعياهــا
وانـــا مــن الثرايــا ثراهــا
فاتــاحت لــك الســيوف فجــاءت
لـــك تهــدى مــن العلا اعلاهــا
ايـن مـن مجـدك المنيـع الأعـادي
وبــك اللَـه فـي العنايـة باهـا
مجــدك الفــاخر الــذي شــيدته
آل عمرانهـــا واخـــت ســـباها
وعليــك اعتمــاد نفســي فيمــا
املتـــه ومـــا جنتــه يــداها
وذنــــوبي وان عظمـــن فـــاني
بـك يـا ابـن الكـرام لا أخشـاها
وبميســور مــا اســتطعت ثنـائي
والهــدايا بقــدر مــن أهـداها
هاشم بن حردان بن إسماعيل الكعبي.من بني كعب المرجح أنهم من بني خفاجة.شاعر إمامي من أهل دورق في خوزستان، مولداً وسكناً ووفاة.تعلم واشتهر في كربلاء.له (ديوان شعر -ط) صدره محمد حسن الطالقاني بمقدمة في 96 صفحة أشار فيها إلى أن هذا الديوان إنما هو قسم خاص بالمراثي الحسينية، منتزع من ديوانه الكبير المخطوط في 451 صفحة.