
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هبـوا بنـي مضـر الحمـرا على النجب
قـد جـذ عرنينكـم فـي صـارم الغلـب
ســلت أمــي حــداداً مــن مغامـدها
قـادت بهـا الصـعب مكـم بل وكل أبي
ألقـوا الـذوابل نضـو الـبيض صادبةً
أولا فهبــوا بســمر الفتـح والقضـب
هـذي بنـوا حـربٍ فـي حرب ابن فاطمة
قـامت على ساقها فاجتثوا على الركب
غــابت مضــرجةً منكــم بــدور دجـى
فــي كــربلا وهــوت كـالأنجم الشـهب
غــارت علـى ظمـأ منكـم بحـور نـدى
فـي بقعـة الطـف يـا للنـاس للعجـب
فــي موقـف أو تمـت فيـه بنـو مضـر
فالكــل مــن بعـده أضـحى بغيـر أب
ومعــرك غـادر ابـن المصـطفى غرضـاً
لأســهم غيــر قلـب الـدين لـم تصـب
للَــه أعبــاء صــبرٍ قــد تحملهــا
لــم يحتملهــا نــبي أو وصـي نـبي
والكـل رامـوا مواسـاة ابـن فاطمـة
فمـا رأو بعـض مـا لاقـى مـن النـوب
فــإن تكــن آل إسـرائيل قـد حملـت
كريــم يحيـى علـى طشـت مـن الـذهب
فــآل سـفيان يـوم الطـف قـد حملـت
رأس ابـن فاطمـة فـوق القنـا السلب
وهـل حملـن ليحيـى فـي السـبا حـرم
كزينـــب ويتاماهــا علــى القتــب
هل سيروا الرأس فوق الرمح هل شربوا
عليــه هــل قرعـوه الثغـر بالقضـب
هــل قنعــت آل الأسـواط هـل سـلبوا
منهـا المقـانع بعـد الخـدر والحجب
كــل تنــادي ولا غــاوت يجيـب نـدا
أيـن السـرايا سـرايا إخـوتي وأبـي
وإن يكــن يــونس آســاه مـذ نبـذت
جثمـانه الحـوت في قفر الفضا الرحب
فــإن النــبي عــن اليقطيـن ظللـه
نبــت الأســنة فــي جثمـانه القـرب
وإن يكـن يفـد بـالكبش الذبيـح فقد
أبــى ابــن أحمـد إلا أشـرف الرتـب
حـتى فـدى الخلـق حرصـاً فـي نجاتهم
بــالنفس والأهــل والأبنـاء والصـحب
ونــار نمــرودٍ إن كــانت حرارتهـا
علـى الخليـل سـلاماً مـن أذى اللهـب
ففـي الطفـوف رأى ابن المرتضى حرقاً
إن تلـق كـل الورواسـي بعضـها تـذب
حـر الحديـد هجيـر الشـمس حـر ظمـاً
أودى بأحشــاه حــر السـمر والقضـب
وأعظــم الكــل وفــداً حـال صـبيته
مــا بيـن ظـامٍ ومطـوي الحشـا سـغب
ونصــب عينيــه مــن أبنــائه جثـث
كأنهــا هضــب ســالت علــى الهضـب
مضــرجين علــى البوغــاء جلببهــم
فيــض المنـاحر مـن إبـراده القشـب
يـا نفـس ذوبـي أسى يا قلب مت كمداً
يـا عيـن سـحي دمـاً يا أدمع انسكبي
هـذي المصـائب لا مـا كـان فـي قـدمٍ
لآل يعقــوب مــن حــزن ومــن كــرب
أنــى يضــاهي ابـن طـه أو يمـاثله
فـي الحـزن يعقـوب فـي بدء وفي عقب
إن حــدبت ظهــره الأحـزان أو ذهبـت
عينـاه فـي مـدامع والـرأس إن يشـب
فــإن يوسـف فـي الأحيـاء كـان سـوى
إن الفــراق دهــى أحشــاء بـالعطب
هـــذا ويحضـــره مـــن ولــده فئةٌ
وإنـــه لنــبي كــان وابــن نــبي
فكيـف حـال ابـن بنت الوحي حين رأى
شــبيه أحمــدٍ فــي خلـق وفـي خطـب
مقطعـــاً جســمه بــالبيض منفلقــاً
بضــربة رأســه ملقــى علـى الكثـب
هنـاك نـادى على الدنيا العفا وغدا
يكفكـف الـدمع إذ ينهمـل كـل السحب
مهلاً أمــــي فلا هــــون ولا وهــــن
علــى حــدود مواضــي غـالب الغلـب
فــإن للثــأر بتــاراً بــه كمنــت
لنفخــة الصــور نيـران مـن اللهـب
عبد الحسين بن محمد من آل شكر.شاعر من شيوخ النجف، في العراق.له (ديوان شعر-ط).