
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا قُـلْ لَخِيْـرِ النَّاسِ نَفْساً وَوَالِداً
وَرَهْطــاً وَأجْــدَاداً مَقَالَـةَ مُخْتَـصِّ
مَحمَّـدٍ الْمَـأْمُولِ وَالْمُقْتَـدَي بهِ الْ
أَمِيرِ أبي الْعَبَّاسِ ذِي الْفَضْلِ النَّقْصِ
وَمَـنْ جَمَـعَ الآدَابَ بَعْـدَ افْتِراقَهِـا
وَثَقَّفَهَــا بِـالْبَحْثِ مِنْـهُ وبِـالْفَحْصِ
دقِيـقِ حَوَاشـِي الـذّهْنِ هُـذِّبَ طَبْعُـهُ
وَمُحِّـصَ فِـي قُـرْبِ الْمَـدَى أَيَّمَا مَحْصِ
بَعِيـدِ الْقَبُـولِ مِـنْ حَسـُودِ مُكَاشـِرٍ
تَخَلَّـــفَ عَــنْ بِــالنَّزْغِ والْفَــرْصِ
لِئَنْ سـَاغَ لِـي أَكْلِـي وَشُرْبِي فَإِنَّني
كَـذِي شـَرَقٍ مِـنْ غَيْبَتِـي عَنْـهُ مُغْتَصِّ
وَقَــدْ كُنْـتُ ذَا حَـظٍّ لَـدَيْهِ وَزُلْفَـةٍ
فَجَـاءَ الَّـذِي حَـاذَرْتُ فِيهِ عَلَى غَفْصِ
بِفَسـْخِ الَّـذِي سـَدَّى وأَلْحَـمَ بَـاطِلاً
وَقَــد وَقَصــَاهُ عَـاجِلاً أَيَّمَـا وَقْـصِ
مِــنَ أكْلُـبِ خُوِزَسـَتانَ نَغْـلٌ مُحَقَّـرٌ
ضـَئِيلٌ خَفِـيٌ الشَّخْصِ فِي صُورَةِ الدَّرْص
وَأَلْهَـبَ مِنـهُ الْجَمْـرَ بِالنَّفْخِ حَابِلٌ
عَلُــوقٌ بِأَذْنَـابِ الأَكَـاذِيبِ كَالشـَّصِّ
بَنُـو مُعْـوَرَاتِ الطُّرْقِ جَاءُوا بِعَوْرَةٍ
ذَوُو الآنْـفِ الـذَّكَّاءِ والأَعْيُنِ الرُّمْصِ
أَولُــوا بِظَنـةٍ فِـي بَاطِـلٍ وتَكَـذُّبٍ
وَصــِدْقُهُمُ يَـأْوِي إلَـى أَبْطُـنٍ خُمْـص
فَمَـا أَسـْنَدُوا قَـوْلاً إلَي ذِي تَمَاسُكٍ
ولاَ شــَيَّدُوا زُورَ الْمَقَـالِ عَلَـى إِصِ
وَبِالْقَصـْرِ قَـوْمٌ إِنْ رَأَوْنَـا تَبَلَّغُوا
وَحَطُّـوا لَنَـا الأَعْيَاقَ كَالرَّخَمِ الْقُصِ
تَلاَقَــتْ بِتَــأَلِيبٍ عَلْينَـا جُفُـونُهُمْ
وَفَرَّقَـتِ الأَقْـوَالَ بِـالثَّلْبِ والْغَمْـصِ
وَمَـا قَبُلوا نُصْحَ الْعَرُوضِيِّ فِي الَّذِي
رآهُ وَرَصـــُّوا إفْكَهُــمْ أَيّمَــا رَصِّ
وَقَــدْ هَطَلَتْـهُ غَيْبَـةٌ مِـنْ سـَحَابِهِمْ
وَكَـالُوا لَـهُ صَاعاً مِنَ النَّثِّ والْقَصّ
وَهَــبَّ لــهُ فِـي بُعْـدِه لَـكَ قَاصـِفٌ
مِـنَ الْحـزْنِ يُنْئِي عَنْـكَ بَـلْ بُقْصـِي
فَغَــصَّ بِشــُربٍ مِــنْ فِرَاقِــكَ آجـنٍ
عَصــُوفٍ بِجَـدْوَاهُ أَمَـرَّ مِـنَ الْعَفْـصِ
وَإِنْ أَنْجَـزَ الإِمْكَـانُ يَوْمـاً بِجَلْسـَةٍ
لَـدَيْكَ أَتَاكَ الْقَوْلُ بِالشَرْحِ واللَّخْصِ
فَـأَدْنَيْتَ حَقّـاً قَدْ أُطِيحَ بِشَخْصِهِ إلَى
نــزَوَانِ الْقَـوْمِ بِـالزُّورِ والْقَنْـصِ
فَأَقْتَبَـلُ الْعَيْـشَ الْغَرِيـرَ بِقُرْبِكُـمْ
وَأَسـْحَبُ فِـي لَـذَّاتِهِ أَذْيُـلَ الْقُمْـصِ
بِحَــقّ أَفَـاضَ الْقَلْـبُ فَاضـِل شـَرْبَةٍ
مِـنَ الهَـمِّ حَتَّى جَاءَنِي الأَمْرُ مِنْ فَصِّ
وَأَطْلَــعَ شـَخْصُ الْحَـقِّ عنْـدَكَ وَجْهَـهُ
إلَـى أَنْ يَقُودَ الْقُرْبُ مَنْطِقَ مُسْتَقْصِي
تَحَيَّفَنِــي رَيْــبُ الزَّمَـانِ بِبُعْـدكُمْ
تَحَيُّـفَ مِقْـراضِ الْمُجَـازِفِ فِـي الْقَصِّ
إِلَيْــكَ تَرَامَـتْ بِـي الأَمَـانِي هِمَّـةٌ
عَلَــى لُحُــق الأَقْـرَابِ ضـَامِرَةٍ حُـصِّ
وَخُــوصٍ ســَقَتْهَا الآلَ كَـأْسُ هَجِيـرِهِ
فَـأَفْنَتْهُ بِالْوَجْـدِ الْمُواشِكِ والرَّقْصِ
إلَـى ابْنِ الَّذِي أَحْيَا الْبَرِيَّةَ عَدْلُهُ
فَشـُبِّهَ بِالْفَـارُوقِ فِيهـمْ أَبِـي حَفْصِ
وَقَـدْ كَـانَ لِـي وَعْـدٌ عَلَيْـكَ بِخَاتَمٍ
عَلُـوقٍ بِلَحْـظِ الْعَيْنِ مُسْتَمْلَح الشَّخْصِ
شــَرِيف إِذَا مــا رفعــوه لســيد
تعـاظم واسـتعلى بـه شـرف الفـص
فَلاَ أَنَــا طَــالَعْتُ الأَمِيـرَ بِـذْكِرهِ
بِتَعْرِيـضِ قَـوْلٍ فِـي الْخِطَـابِ وَلاَ نَصِّ
وَلاَ أَنْجَـدَتْنِي مِنْـهُ فِـي ذَاكَ حُظْـوَةٌ
تُــذَكِّرُ إِنْجَـازاً وَلَسـْتُ بـذِي حِـرْصِ
وإِنِّــي لأَرْجُــو أَنْ يُســَرِّيَ لُبْســُهُ
فَيَأْخُـذَ مِنْـهُ اللَّبْـسَ أَخْـذَةَ مُقْتَـصِّ
وَإِن لَـمْ يَكُـنْ كَـرْعٌ يُقَـاوِمُ غُلَّتِـي
بِـرِيٍّ قَنَعَـا فِيـه بِالرَّشـْفِ والْمَـصِّ
إِذا لَمْ يَكُنْ كُلُّ الَّذِي يَشْتَهِي الْفَتَى
فَفِي الرَّأَيِ أَنْ يَرْضَى ويَقَنَعَ بالَشِّقْصِ
وَلَسـْتُ كَمَـنْ يُمْضـِي عَلَى الظَّنَّ حَكْمَهُ
وَيَجْعَـلُ إِسـْنَادَ الرِّجَـالِ إلـىَ حَـصِّ
وإِنِّـي لأُغلِـي الْمَـدْحَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي
يُغَـالِي بِإِعَطَـاء وَلَسـْتُ بِـذِي نَقْـصِ
بِــذِي هـامَ قَلْـبٌ لاَ بِخَرِيَـدةٍ بِهَـا
يَميـسُ بِهَـا غُصـْنٌ رَطِيـبُ عَلَـى دعْصِ
صـَليبَهُ عَـزْمٍ الْقَلْبِ كَالصَّخْرِ قَلْبُهَا
عَلَــى أَنَّـهُ يَكْتَـنُّ فِـي جَسـَدٍ رَخْـصِ
وَلاَ بِشــَمُولِ لَــذَّةِ الطَّعْــمِ قَرْقَـفٍ
مَنَاســِبُهَا فــي كَركْيــنَ وَالْقُفْـصِ
فَلَـوْ كَـانَ فـي حِمْـصٍ يُرَجَّـى شَبِيهُهُ
لَسـَاقَ مَطَايَـايَ الرِّجَـالُ إلـيَ حِمْصِ
أَمِيـلُ إلَـى شـُرْبِ الْكِـرَامِ بِغُلَّـتي
وَلَســـْتُ لأَوْشــَالِ اللِّئَامَ بِمُمْتَــصِّ
فَقُولُـوا لِمَـنْ قَـاسَ الأَمِيـرَ بِغَيْرِهِ
تَأَيَّـدْ فَمَـا الْكَيْلُ الْمُحَصَّلَ كَالخَرْصِ
تَيَمَّمْـتَ زَوراً فِـي الْمَقَـالِ وَبَاطِلاً
لَـدَى خُـرْقٍ سـَادَ الصـُّخُورَ عَلَى رَهْصِ
مَحَاسـِنُ هَـذَا الْخَلْقِ مِنْكَ ابْتَداؤُها
وَيْجْــذُبَها ذُو كُلْفَـة مِنْـكَ كَـاللِّصِّ
كَـذَا الْمَجْـدُ لاَ بِالْمَالِ يُجْمَعُ شَمْلُهُ
وبِالـدُّورِ شـِيدَتْ بِالقَرَامِيدِ وَالْجِصِّ
فَلاَ زِلْــتَ للـدَّهْرِ الْمُمَلَّـكِ مَالِكـاً
يَطيعُــكَ فِيمَـا تَشـْتَهِيهِ وَلاَ يَعْصـِي
وَحُـزْتَ مِـنَ الأَعْمَـارِ أَقْصـَى نِهَايَـةٍ
تفُوتُ مَدَى الإِحْصَاءِ فِيهَا يَدُ الْمُحصِي
محمد بن يحيى بن عبد الله، أبو بكر الصولي، الشطرنجي.نديم، من أكابر علماء الأدب. نادم ثلاثة من خلفاء بني العباس، هم: الراضي، والمكتفي، والمقتدر.وكان من أحسن الناس لعبا بالشطرنج.نسبته إلى جده (صول تكين) توفي في البصرة مستتراً.له: (الأوراق-خ) في أخبار آل العباس وأشعارهم، طبع منه (أشعار أولاد الخلفاء)، و(أخبار الراضي والمتقي)، و(أخبار الشعراء المحدثين)، وله (أدب الكتاب-ط)، و(أخبار القرامطة)، و(الغرر)، و(أخبار ابن هرمة)، و(أخبار إبراهيم بن المهدي-خ)، و(اأبار الحلاج-خ)، و(الوزراء)، و(أخبار أبي تمام-ط)، و(شرح ديوان أبي تمام-خ) الجزء الثالث منه، و(وقعة الجمل-خ) رسالة صغيرة، و(أخبار أبي عمرو بن العلاء).