
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَعَـزَّ يـا خَيْـرَ الْـوَرَى عَنْ أخٍ
لَـــمْ يَشــُبِ الإِخْلاَصَ بــالَّلبْسِ
كَـــانَ صــَدِيقاً وافِــراً وُدُّهُ
صـــَدَاقَةَ الأَنْفُـــسِ والجِنْــسِ
تَعَــزَّ عَنْــهُ بِنَبِــيِّ الهُــدَى
مَحَمَّــدٍ أُدْخِــلَ فِــي الرَّمْــسِ
وَهُـوَ حَبِيـبُ اللـهِ فـي أرْضـِهِ
مؤيَّـــداً بــالْوَحي والْقُــدْسِ
سـَمَّاكَ بِالرَّاضـي لِتَرْضـَى بِمَـا
تُســْلِفُ مِـنْ أَمْـرٍ ومَـا تُنْسـى
قَــدْ أَنْـذَرَ الـدَّهْرُ تَصـَارِيفُهُ
بِأَلْســــُنٍ ناطِقَــــةٍ خُـــرْسِ
يُخْبِرُنَــا عَــنْ مَــوْتِهِ كَـوْنُهُ
بِغَيْـــرِ إِذْكَـــارٍ وَلا حَـــدْسِ
كَــانَ نَســِيباً لإِمـامِ الْهُـدَى
بَـــالْوُدِّ والألْفَـــةِ والأُنْــسِ
ونِســْبَةُ الجِســْمِ شــَتَاتٌ إذَا
لَــمْ تتــآلفْ نِســْبُةُ النَّفْـسِ
وَكَــانَ فَرْعــاً ذَاكِيـاً غُصـْنُهُ
مُهَــذَّباً مِــنْ خَيْـرِ مـا غَـرْسِ
وَكَــانَ فـي السـُّودَدِ ذَا هِمَّـةِ
وَكَــانَ فـي النِّعْمَـة ذَا غَمْـس
أَرْسـَى عَلَيْـهِ دَهْـرُهُ مِثْـلَ مَـا
أَرْســَى عَلَــى ســَاكِنَةِ الـرَّسِّ
إِنْ صــُرِفَ الــدهر إلَـى مَضـَى
عَــادَ سـُرُورُ النَّـاسِ ذَا عَكْـسِ
حَـــوادِثُ الأَيَّـــامِ شـــَقَّاقَةٌ
تُقَـــرِّبُ الْمَـــأَتَمَ بــالْعُرْسِ
يَعْتَقــبُ الْمَــرْءُ بِهـا حَـالُهُ
بِــوَطْئِهِ الْحَـزْنَ إلَـى الْـوَعْسِ
مَـنْ عَـزَّ بالـدُّنْيَا هَفَـا قَلْبُهُ
وَعَــاد مِنْـهُ النُّـورُ ذا طَمْـسِ
وَزالَ فــي تَلْوينَهــا عَقْلُــهُ
وَغَــالُهُ طَيْــفٌ مِــنَ اللَّقْــسِ
مَنِيَّــةٌ إِنْ لَـمْ تُفَـاجِ الْفَتَـى
كَــانَتْ لَـهُ بِالسـُّقْمِ ذَاتَ مَـسِّ
لَهفِــي عَلَيْــهِ وَقَلِيــلٌ لَــهُ
لَهْفِـي وهَـلْ يَرْجِـعُ لِـي أَمْسـِي
لَهْفِــي عَلَــى مُنْتَخَــبٍ حِلْمُـهُ
أَرْجَــحُ مِـنْ رَضـْوَى وَمِـنْ قُـدْسِ
أَيْنَ الأُولَى كَانُوا شَمُوسَ الْوَرَى
لُيُــوثَ حَــرْبٍ غَيْـرَ مَـا شـُمْسِ
جَـرَى عَلَـى السـُّودَدِ مِنْهُمْ كَمَا
شــــُيِّدُ بُنْيَـــانٌ عَلَـــى أسِّ
فـافْرِسْ لَـهُ صـَبراً يُزِيلُ الأَذَى
فَالــدَّهْرِ للإِنْســَانِ ذُو فَــرْسِ
يَنْعَــمُ مِنْــهُ جِســْمُهُ تَــارَةً
ثُـــمَّ تَــرَاهُ جَاســِيَ الْجَــسِّ
فَلَـمْ تَـزْلْ فَوْقَ المُلُوكِ الأُولَى
مِــنْ عَـرَبٍ سـَادُوا ومَـنْ فُـرْسِ
مَـنْ لاَ يَـرَى حُبَّـكَ فَرْضـاً فَمـا
أَدَّى فُـروضَ اللـهِ فـي الْخَمْـسِ
فــداؤُكَ النَّـاسُ جَمِيعـاً عَلَـى
رَغْـــمِ عَـــدُوٍّ لِحَـــزٍ شــَكِسِ
فـالْخَلْقُ وارد مِنْ رِفْهٍ إلَى الْ
مَـــوْتِ وَذِي عَشــْرٍ وذِي خَمْــسِ
أَوَّلُهُــــمْ مَنْتَظِـــرٌ آخـــرّاً
فَهُــوَ عَلَيْـهِ الـدَّهْرَ ذُو حَبْـسِ
حَتَّـــى يَجِئُوا وَكِفَــاتٌ لَهُــمْ
وَلاَ يُــرَى لِلْقَــوْمِ مِــنْ حِــسِّ
وَبَعْثُهُــمْ مِــنْ بَعْـدِ ذَا كُلِّـهِ
لِخَابِـــلِ الجِنَّـــةِ والإِنْـــسِ
تَخْشـــَعُ أَصـــْوَاتُهُمْ خِيفَـــةً
فَلاَ تُنَـــاجِي بِســَوَى الْهَمْــسِ
دَاعِـي المَنَايَـا خَـاطِبٌ كُفْـوَهُ
كَخِطْبَـــةِ المْعُتَــامِ لِلْعِــرْسِ
يَسـْمُو إِلَـى الأَنْفُـسِ فِـي قُدْرَةٍ
مُنَكِّبـــاً عَــنْ ســَاقِطٍ جِلْــسِ
تَلْعَـبُ بِـالْمَرْءِ اللَّيَـالِي كَمَا
قَــدْ تَلْعَــبُ الأَقْلاَمُ بِــالنَّقْسِ
تُرْضـــِعُ بالإِنْعَــامِ ذَا عــزَّةٍ
يُقْطَـــمُ بِــالْبُؤْسِ وَبِــالتَّعْسِ
تُتْبِــعُ نُعَمَاهَــا بِبَأْســَائِهَا
وَيَعْقِـــبُ الصـــِّحَّةُ بــالنُّكْسِ
فَــالحُرُّ فِيهــا أَبـداً حَـائِرٌ
مِـنْ سـَوْمِهَا الْغَـالِي عَلَى مَكْسِ
يُتْعِــبُ فِيهَــا أَبــداً جِسـْمَهُ
وإنَّمَـــا الرَّاحَــةُ كــاَلخَلْسِ
يَخْــدَعُ فِيهـا بِـالْمُنَى نَفْسـَهُ
وَوافِــدُ الْمَــوْتِ بِــهِ مُرْسـِي
يَنْسـَى الَّـذِي يـأَتِي بِهِ صَرْفُهَا
والآمِــلُ الغَــرَّارُ قَـدْ يُنْسـِي
تَلْبِســـُهُ مِــنْ طَمَــعِ غَفْلَــةٌ
بِــالْمَطْعَمِ المَلْـذُوذِ وَالُّلبْـسِ
فَأَســْلَمَ اللـهُ إِمَـامَ الْهُـدَى
فَمَــا عَطَـاءُ الـدَّهْرِ بِـالنَّحْسِ
كُــلُّ الْـوَرَى أَنْـتَ وَكُـلٌّ يُـرَى
عَبْــدَكَ مِــنْ عـالٍ ومِـنْ نِكْـسِ
بَقَـاؤُكَ الْفَـوْزُ لَنَـا وَالْغِنَـى
نُصــْبِحُ فِيـهِ مِثْـلَ مـا نُمَسـْي
شـَوىً صـُرُوفُ الدَّهْرَ مَا لَمْ تُصِبْ
فِي الرَّطْبِ إِنْ عَاثَتْ وفِي اليَبْسِ
مَــنْ تـاجَرَ الـدَّهْرَ بِلاَ صـَرْفِهِ
فَصــَارَ مِــنْ رِبْـحٍ إلَـى وَكْـسِ
فَأَســْلَمَ الكُــلَّ فَلاَ بَــأْسَ أَنْ
يُـرْزَأَ فـي السـُّدْس وفي الخُمْسِ
إِن غَيَّــبَ الْبَـدْرَ كُسـُوفٌ فَقَـدْ
لاَحَــتْ بِســَعْدٍ غُــرَّةُ الشــَّمْسِ
مَــا طَـالِعُ الأُمَّـةِ يَـا سـَيِّدِي
إِذَا خَطَــاكَ الْخَطْــبُ بِـالْبَخْسِ
محمد بن يحيى بن عبد الله، أبو بكر الصولي، الشطرنجي.نديم، من أكابر علماء الأدب. نادم ثلاثة من خلفاء بني العباس، هم: الراضي، والمكتفي، والمقتدر.وكان من أحسن الناس لعبا بالشطرنج.نسبته إلى جده (صول تكين) توفي في البصرة مستتراً.له: (الأوراق-خ) في أخبار آل العباس وأشعارهم، طبع منه (أشعار أولاد الخلفاء)، و(أخبار الراضي والمتقي)، و(أخبار الشعراء المحدثين)، وله (أدب الكتاب-ط)، و(أخبار القرامطة)، و(الغرر)، و(أخبار ابن هرمة)، و(أخبار إبراهيم بن المهدي-خ)، و(اأبار الحلاج-خ)، و(الوزراء)، و(أخبار أبي تمام-ط)، و(شرح ديوان أبي تمام-خ) الجزء الثالث منه، و(وقعة الجمل-خ) رسالة صغيرة، و(أخبار أبي عمرو بن العلاء).