
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَمَّار بن ياسِر بن عامرِ الكِنانيّ، أبو اليَقظان، شاعرٌ مخضرمٌ، صحابيٌّ، من الوُلاةِ الشُّجعانِ ذَوي الرَّأي، وهو أحَدُ السّابقينَ إلى الإسلامِ والجَهْرِ بهِ، هاجَرَ إلى المدينةِ، وشَهِدَ بدراً وأُحُداً والخَندقَ وبيعةَ الرُّضْوانِ. وكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يلقِّبُه بالطَّيِّبِ المُطيَّب. وهو أوَّلُ مَنْ بنى مسجداً في الإسلامِ وهو مسجدُ قُباء، وولَّاه عُمَر بن الخطَّاب الكُوفةَ، فأقامَ زَمَناً وعَزَلَهُ عنها. وشَهِدَ موقعةَ الجَمَلِ ومعركةَ صِفِّينَ مع عليّ بن أبي طالب. وقُتل في الثانية، وعُمُره ثلاثٌ وتسعون سنةً.
عَمْرُو بْنُ الحارِثِ بْنِ مُنَبِّهٍ النِهْمِيّ، اشْتُهِرَ بِاِبْنِ بَرّاقَةَ نِسْبَةً إِلَى أُمِّهِ، وَهُوَ مِنْ قَبِيلَةِ نِهْمِ الهَمْدانِيَّةِ، مِنْ الشُّعَراءِ الصَّعالِيكِ فِي الجاهِلِيَّةِ، وَقَدْ عُرفَ بِالشَّجاعَةِ وَالفَتْكِ وَكانَ مِنْ عَدّائِي العَرَبِ، أَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ وَوَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَهُوَ مِنْ الشُّعَراءِ المُقِلِّينَ، أَشْهَرُ شِعْرِهِ مِيمِيَّتُهُ الَّتِي مَطْلَعُها: (تَـقُـولُ سُلَيْـمَـى لا تَعَـرَّض لِتَلْفَـةٍ وَلَيْلُكَ عَنْ لَيْلِ الصَّعالِيـكِ نائِمُ)، تُوفِّيَ بعدَ السَّنةِ الحادية عشرةَ للهِجرةِ.
الحُطَيْئَةُ هُوَ جَرْولُ بنُ أَوسٍ العَبْسِيُّ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ، وَهُوَ راوِيَةُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى، وَعدّهُ ابنُ سلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ في طبقاتِ فُحولِ الشُّعراءِ، وكانَ مِنْ أَكْثَرِ الشُّعَراءِ تَكَسُّباً بِشِعْرِهِ، وَهُوَ مِنْ أَهْجَى الشُّعَراءِ القُدامَى؛ فقد هَجا أُمَّهُ وَأَباهُ وَهَجاً نَفْسَهُ، وَقَدْ سَجَنَهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ لِهِجائِهِ الزِّبرِقانِ بنِ بَدْرٍ، أَدْرَكَ خِلافَةَ مُعاوِيَةَ بنَ أبيِ سُفْيانَ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 45هـ/ 665م.
قُطْبَةُ بْنُ أَوْسٍ، وَيُلَقَّبُ بِالحادِرَةِ أَوْ الحُوَيْدِرَةِ وَمَعْناهُ الضَّخْمِ، مِنْ قَبِيلَةِ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدٍ، وَهُمْ بَطْنٌ مِنْ غَطْفانَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مُقِلٌّ، أَشْهَرُ قَصائِدِهِ قصيدتُهُ العَيْنِيَّةُ ومَطْلَعُها (بَـكَــرَتْ سُـمَــيَّةُ غُدْوَةً فَتَـمَـتَّعِ / وَغَـدَتْ غُـدُوَّ مُـفــارِقٍ لَمْ يَرْجِـعِ) وَقَدْ اخْتارَها المُفَضَّلُ الضَّبِيَّ ضِمْنَ المُفَضَّلِيّاتِ، عُرِفَ بِمُهاجاتِهِ مَعَ زَبّانَ بْنِ سَيّار الفَزارِيّ، وَلا يُعْرِفُ تارِيخُ وَفاتِهِ إِلّا أَنَّ أَخْبارَهُ تُشِيرُ إِلَى أَنَّهُ عاشَ فِي أَواخِرِ العَصْرِ الجاهِلِيِّ.
الخَنْساءُ هِيَ تُماضِرُ بِنْتُ عَمرٍو بنِ الحارِثِ بنِ الشَّرِيدِ، مِن بَنِي سُلَيمٍ، شاعِرَةٌ مُخَضْرَمَةٌ، عاشَتْ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَتْ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَتْ، وَوَفَدَتْ عَلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَليهِ وَسَلَّمَ مع قومِها، فَكانَ الرسول يَسْتَنْشِدُها وَيُعْجِبُهُ شِعْرُها، اشْتُهِرَتْ بِرِثائِها لِأَخَوَيْها صَخْرٍ وَمُعاوِيَةَ اللَّذَيْنِ قُتِلا فِي الجاهِلِيَّةِ، وَتُعَدُّ الخَنْساءُ أَشْهَرَ شاعِراتِ العَرَبِ، تُوُفِّيَتْ نَحْوَ عامِ 24ه/645م.
لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مالِكِ بْنِ جَعْفَرَ بْنِ كِلابٍ، مِنْ قَبِيلَةِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، مِنْ شُعَراءِ الجاهِلِيَّةِ وَفُرْسانِهِمْ وَأَشْرافِهِمْ، وَكانَ كَرِيماً نَذَرَ أَلّا تَهُبَّ الصَّبا حَتَّى أَطْعَمَ وَنَحَرَ، أَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ، وَتَرَكَ قَوْلَ الشِّعْرِ بَعْدَ إِسْلامِهِ إِلّا بَيْتاً واحِداً، وَهُوَ مِنْ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ وَأَحَدِ المُعَمِّرِينَ عاشَ مِئَةً وَخَمْساً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوَ ذلِكَ، سَكَنُ الكُوفَةَ بَعْدَ إِسْلامِهِ وَتُوُفِّيَ فِيها حَوالَيْ سَنَةِ 41 هـ المُوافِقَةِ لِسَنَةِ 661م.
حَسّانُ بْنُ ثابِتٍ الخَزْرَجِيُّ الأَنْصارِيُّ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأسلم بعدَ دُخولِ الرّسولِ صلّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ إلى المَدينَةِ، وحظي حسانُ بِمنزلةٍ كَبيرةٍ فِي الإسلامِ؛ حيثُ كانَ شاعِرَ الرَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدافِعُ عَنْهُ وَيَهْجُو شُعَراءَ المُشْرِكِينَ، وَكانَ الرَّسُولُ يَقُولُ لَهُ: "اهْجُهُمْ وَرُوحُ القُدُسِ مَعَكَ"، عُرِفَ فِي الجاهِلِيَّةِ بِمَدْحِهِ لِلغَساسِنَةِ وَالمَناذِرَةِ، وتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَكانَ قَدْ عَمِيَ فِي آخِرِ حَياتِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي حَوالَيْ سَنَةِ 54هـ/674م.
دُرَيدُ بْنُ الصِمَّةِ بْنِ الحارِثِ بْنِ مُعاوِيَةَ، يَعُودُ نَسَبُهُ إِلَى هَوازِنَ مِنْ قَيْس عَيْلانَ، كانَ سَيِّدَ قَبيلَتِهِ بَني جُشَمَ وَشَاعِرَهُم وَفارِسَهُم، وَقد خاضَ مِئَةَ غَزْوَةٍ ما أخفقَ بِواحِدَةٍ مِنْها، وَفَقَدَ إِخْوَتَهُ الأَرْبَعَةَ فِي وَقْعاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ فَرْثاهُمْ، وَأَشْهَرُهُمْ عَبْدُ اللهِ الَّذِي رَثاهُ بِقَصِيدَتِهِ الدالِيَةِ (أَرَثَّ جَـدِيــدُ الْحَـبْــلِ مِنْ أُمِّ مَعْـبَـدِ / لِعَـــاقِــبَــةٍ أم أَخْـلَفَــتْ كُـلَّ مَـوْعِــدِ) وَعُمِّرَ دُرَيْدُ طَوِيلاً فَقِيلَ إِنَّهُ عاشَ مِئَتَيْ عامٍ أَوْ نَحْوَ ذلِكَ، وَقُتِلَ فِي مَعْرَكَةِ حُنَينٍ إِذْ أَخْرَجَهُ قَوْمُهُ تَيَمُّناً بِهِ، فَماتَ عَلَى شِرْكِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي السَّنَةِ الثّامِنَةِ لِلهِجْرَةِ.
قَيْسُ بنُ الخَطِيمِ، مِن قَبِيلَةِ الأَوْسِ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ، نَشَأَ يَتِيماً إِذْ قُتِلَ أَبُوهُ وَجَدُّهُ وَهُوَ صَغِيرٌ، فَلَمّا بَلَغَ أَخَذَ بِثَأْرَيْهِما، وَكانَ فارِساً شُجاعاً شَهِدَ عَدَداً مِنْ الوَقائِعِ بَيْنَ الأَوْسِ وَالخَزْرَجِ، وَأَكْثَرَ شِعْرِهِ فِي يَوْمِ البُعاثِ، وَهُوَ مِنْ الشُّعَراءِ المُقَدَّمِينَ فِي الجاهِلِيَّةِ قَدَّمَهُ بَعْضُ الرُّواةِ وَعُلَماءُ الشِّعْرِ عَلَى حَسّانَ بنِ ثابِتٍ، وَهُوَ مِن طَبَقَةِ شُعَراءِ القُرَى فِي طَبَقاتِ ابنِ سَلامٍ. وقد قَتَلَهُ قَوْمٌ مِنْ الخَزْرَجِ بَعْدَ يَوْمِ البُعاثِ فِي حَوالَيْ السَّنَةِ الثّانِيَةِ قَبْلَ الهِجْرَةِ.
خِداشُ بنُ زُهيرٍ، مِن قَبيلَةِ عامِرِ بنِ صَعصعَةَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِن أشرافِ قومِهِ وفُرسانِهم، شَهدَ حربَ الفِجارِ ولهُ فِيها أخبارٌ، وهو شاعِرٌ مُجيدٌ مُتقدِّمٌ، عَدّهُ أَبو عَمرِو بنُ العلاءِ أَشْعرَ مِن لَبيدٍ، وَهوَ مِن شُعراءِ الطَّبقةِ الخامِسَةِ عندَ ابنِ سَلَّامٍ فِي طَبقاتِ فُحولِ الشُّعراءِ.
هو عمَّارُ بن ياسرِ بن عامرِ بن مالكِ بن كِنانةَ بن قيسِ بن الحُصَينِ بن الوذيمِ بن ثعلبةَ بن عوفِ بن حارثة بن عامر بن بأمّ بن عنس بن مالك العنسيّ.
وأمُّه سُميّة بنت الخيَّاط كانَتْ سابعةَ سبعةٍ في الإسلامِ، عذَّبها أبو جهلٍ وطعَنَها في قبلها، فماتتْ، فكانتْ أَوَّلَ شهيدةٍ في الإسلامِ.
يُكنى بأبي اليقظان.
وكان رسولُ اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يمرُّ بعمَّارٍ وأمِّهِ وأبيهِ وهُمْ يُعَذّبون بالأبْطَحِ في رَمْضاءِ مَكَّةَ فيقول: "صبراً يا آل ياسرٍ، إنَّ موعِدَكَمُ الجَنَّةُ".
وُلِدَ عمَّار في مكَّةَ، كانَ أبوه ياسرُ بن عامرٍ قد قَدِمَ إلى مكَّةَ مع أخَوَيهِ الحارثِ ومالكٍ من اليَمنِ باحثِينَ عن أخٍ لهم، فرجِعَ أخواه، وأقامَ أبوهُ، وحالفَ أبا حذيفةَ بن المغيرةَ بن عبد اللهِ بن عُمَرَ بن مَخزومٍ، فزوَّجَه أبو حذيفةَ بجارِيَتِهِ سُميَّةَ بنتُ الخيّاط، فولدَتْ لَهُ عمَّاراً. ثمَّ أعتقَ أبو حذيفةَ عمّار، فصار عمّار بذلك مولىً لبني مخزوم. أسلمَ عمّار قديماً، فكان من السابقينَ إلى الإسلامِ؛ إذ أسلمَ معَ صهيبِ بن سنانٍ الرُّومي في ساعةٍ واحدةٍ في دارِ الأرْقَمِ بعدَ بِضعةٍ وثلاثين رجلاً. وقد أسلمَ كذلك أبوه ياسرٌ وأمُّهُ سُميّة وأخوه عبدُ الله.
لمَّا كان عمّارُ مِن المَوالي في مكّةَ، ولم تَكُنْ لَهُ قبيلةٌ تمنَعُهُ؛ فقدِ استُضْعِفَ هو وأهلُهُ، وعُذِّبوا لِيتركُوا دِينَهُم، وقد رَوى عثمانُ بن عفَّان أنَّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم كان يمرُّ بعمَّارٍ وأهلِهِ وهُمْ يُعذّبون، ولا يستطيعُ أنْ يدَفَعَ عَنْهُم العذابَ، فيقول: "صبراً آل ياسر؛ فإنَّ موعِدَكُمُ الجنَّةَ"، وقال: "اللهُمَّ اغْفِرْ لآل ياسر وقدْ فَعَلْتَ".
بعد وفاة النبي صلّى الله عليه وسلّم، شاركَ عمّارٌ في حروبِ الرِّدّةِ، واستبسلَ يومَ اليمامةِ لمَّا اشتدّ القتالُ، ورَأى تأزُّمَ الموقفِ في القتالِ، فاعْتلَى صخرةً، وصاحَ: "يا معشرَ المسلمينَ، أمِنَ الجَنَّةِ تَفَرُّونَ؟ أنا عمَّارُ بن ياسرٍ، هَلُمُّوا إليّ". وقد قُطِعَتْ أذُنُه يومئذٍ، فكانتْ تَتَذَبْذَب، وهو يقاتلُ أشدَّ القتالِ. وفي عَهْدِ الخليفةِ عُمر بن الخطَّابِ، أرسلَهُ عُمَرُ والياً على الكُوفةِ.
انحازَ عمّارٌ إلى جانبِ عليّ بن أبي طالبٍ في حَربِه مع معاويةَ بن أبي سفيانَ بعد مقتلِ عثمانَ بن عفَّانَ، فشَهِدَ موقِعةَ الجَمَلِ، ثُمَّ وَقْعَةَ صِفِّين.
قُتِلَ عمّارُ بن ياسرٍ على يدِ أبي الغاديةَ الجُهَنِيّ في وَقْعَةِ صِفِّين في صَفَر سنة 37 هـ، وعُمُره 93 سنة، وهو يقاتلُ في صفوفِ جيشِ عليِّ بن أبي طالب وهو شيخٌ طاعِنٌ في السنِّ في يدِه حربةٌ تُرْعِد.
روى أنسُ بن مالكٍ عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قوله: "ثلاثةٌ تشتاقُ إليهم الجنَّةَ: عليٌّ وسلمانُ وعمّارٌ".
وروى عليٌّ بن أبي طالبٍ أنَّ عمَّاراً استأذنَ على النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقال: "مَنْ هذا؟"، قال: "عمّار"، قال: "مرحباً بالطيِّبِ المُطَيَّب".