
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حــيّ الغصــون تعمَّمــت ببقيـة
مـن تاجها النضِر الجميل الأخضر
وأعجــب لاوراق تنــاثر عقـدها
فكأنهــا صـبغت بصـبغ العصـفر
تبكـي علـى لاأعشاب هجَر غصونها
بمــدامع نضــبت ووجــه أصـفر
جـاءَ الخريـف فحـيِّ أيامـاً مضت
وقـل السـلام على الزمان الأزهر
هـذه الطبيعـة ترتـدي لفراقها
ثـوب الحـداد فحيّهـا واسـتعبر
انــي لانظرهــا ويشـجيني بهـا
حــزن يوافــق لوعـتي وتحسـّري
ويـروق لـي في عزلتي إن أجتلي
وجـه الغزالـة بالقنـاع الأحمر
نــثرت أشـعتها يواقيتـاً علـى
سـطح الميـاه وما لها من مذخر
وتـروق لـي نظراتهـا لمـا تغضّ
الطـرف عـن تحـديق عين المبصر
فكأنهــا بســمات صــبّ موجــع
عند الوداع يقول يا هند اذكري
تمضـي ببرقعهـا الشـحوب كأنها
تنوي الفراق إِلى انتهاء الادهر
وتســير باســمة وباكيـة معـاً
حــتى تُحجَّــب مـن وراء الابحـر
وأنـا أراقبهـا وأبكـي مثلهـا
أملــي وأبسـم للزمـان الاغـبر
وأعــود للماضـي وأنظـر خيـره
نظـر الحسـود إِلى الغنيِّ الخيّر
أرثـي لما قد فاتني منه واشرق
بالبكـاء علـى ربيعـي المـدبر
انـي شـكوت مـن الزمـان وأهله
دهـراً ويـؤلمني بـأن لـم أشكر
وشـربت آخـر مـا بقـي من كاسهِ
فجعلــت آخـر سـكرة فـي الآخـر
يا أيها القمران يا عين المهى
يـا نغمـة الـوادي بيـوم ممطر
يـا طـائر الأغصـان يشجينا إذا
خطب الطبيعة من أعالي المنبر
يا كل ماخلق الربيع من الجمال
بروضـــه مــن زاهــر ومعطــر
جـاء الخريـق بليلـه فإذا أتى
مـن بعـده زمـن الربيـع الانور
هـل تبـذلون علـيَّ دمعـة مشـفق
لمـا أُغيَّـب فـي المكـان الاقفر
طانيوس بن متري عبده.من كبار مترجمي القصص الروائية عن الفرنسية، ترجم منها عدداً لم يتفق لكاتب عربي سواه أن نشر مثله. وله نظم كثير، جمعه في (ديوان) طبع الجزء الأول منه، والثاني لا يزال مخطوطاً.ولد في بيروت، ومال إلى الموسيقى فعمل ملحناً في فرقة تمثيلية، وانتقل إلى الإسكندرية، فأصدر جريدة (فصل الخطاب) سنة 1896م، ثم اشترك في تحرير الأهرام، فالبصير، وأصدر مجلة (الراوي) ولما أعلن الدستور العثماني عاد إلى بيروت، فأقام إلى ما بعد الحرب العامة الأولى، ورجع إلى مصر فكان من محرري جريدة الأهرام بالقاهرة، وأفشى أسراراً للماسونية، فقيل: حاول مجهولون قتله، وسافر إلى بيروت مستشفياً، فتوفي فيها، وكان سريع الترجمة، يتصرف بالأصل المنقول عنه، زيادة واختصارا، وفي ديباجته طلاوة خلص بها نثره وأكثر شعره من التعمل.من قصصه المترجمة (البؤساء -ط)، و(عشاق فينيسيا -ط)، و(مروضة الأسود -ط)، و(جاسوسة الكردينال -ط)، و(عشاق فينسيا -ط) سبعة عشر جزءاً، و(الساحر العظيم -ط)، وغير ذلك وهو كثير.