
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أرســلت كتــابي منظومـا
خببــاً يتــدرج كــالنثر
وجعلــت كلامــي مفهومَــا
مؤتمًّــا بالشـعر العصـري
ونبـذت اللفـظ المرحومـا
فليحـي علـى أيـدي غيـري
وخلاصــة مـا أبـديه لكـم
فـي نـثري هـذا أو شـعري
إنــي أخلصــت بخــدمتكم
فـاقرأ عـن مشـروعي تـدرِ
أنشــأت مجلــتيَ المثلـى
وحبســتُ عليهــا أوقـاتي
ســيراً وأحاديثــاً تتلـى
مــا فيهـا غيـر روايـات
لتكـون فكاهـة مـن يقـرا
ونــديم الــذاهب والآتـي
ونقلـت بهـا مـا يعجبكـم
عــن أشـهر كتـاب العصـر
واخـترت لهـا مـا يطربكم
مــن كــلّ حـديث كـالخمر
صــفحات وقائعهــا تـترى
تــأتيكم صـبحاً كـل أحـد
مئة فــي اســبوع كــبرى
لـم يـأتِ بها من قبل أحد
فتؤلـــف مكتبــة صــغرى
أن يجمـع منهـا كـل عـدد
وتنــــاجيكم وتحـــدثكم
بعجــائب أحــداث الـدهر
وتزيــل همومــاً تحزنكـم
وتســلِّي مضــطرب الفكــر
درر تتـــأَلق مــن نِقــس
مــن فـوق طـروس كالمـاس
ويــراع شــق مـن النفـس
قــد لان فطيَّــب أنفاســي
أخرجــتُ الــدرَّ بلا فلــس
فخــذوا لا تخشـوا أفلاسـي
مـا الـدر بدري فالتقطوه
ولا هــو أُخـرج مـن بحـري
مـن يشـفق يندم فاغتنموه
حظــاً مــن فــرص العمـر
أطلقتُ عليها الراوي اسماً
لا طــابق فيــه مســماها
لسـواها الإسـم دعـي قدماً
وأبيــح لهــا فتســماها
عينـت لهـا جنيهـاً رسـماً
أجبـــوه ممــن يقرأهــا
الرســم زهيــدٌ لا يــذكر
والصـَرف كـثيرٌ لـو تـدري
ورجــائي انــي لا أخســر
بمعونــة قــرائي الكـثر
وعسـايَ أفـوز بمـا أبغيه
فــادرك منكــم غايــاتي
وازيـح لكـم ستر التمويه
فيظهــر حســن روايــاتي
وافـرج فـي هـذا التفكيه
متـــاعب أهــل الأزمــات
فــاهوّن دفــع الــدينار
بـالرغم عن العسر المصرى
ويســرُّ الكـاتب والقـاري
فـالقول يطيـب مـع اليسر
إن أحســن كـان باحسـاني
يسـري وثـوابي إن ترضـوا
أو أفشــل كــان بخـذلاني
خسـري وجـزائي إن تغضـوا
فعلـــيَّ بقــدر الإمكــان
إن أســعى والمسـعى فـرضُ
فــإذا أحســنت فلا أشـكر
فنجـاحي أفصـح مـن شـكري
وإذا قصـــَّرت فلا أعـــذر
فقصـوري أقبـح مـن عـذري
طانيوس بن متري عبده.من كبار مترجمي القصص الروائية عن الفرنسية، ترجم منها عدداً لم يتفق لكاتب عربي سواه أن نشر مثله. وله نظم كثير، جمعه في (ديوان) طبع الجزء الأول منه، والثاني لا يزال مخطوطاً.ولد في بيروت، ومال إلى الموسيقى فعمل ملحناً في فرقة تمثيلية، وانتقل إلى الإسكندرية، فأصدر جريدة (فصل الخطاب) سنة 1896م، ثم اشترك في تحرير الأهرام، فالبصير، وأصدر مجلة (الراوي) ولما أعلن الدستور العثماني عاد إلى بيروت، فأقام إلى ما بعد الحرب العامة الأولى، ورجع إلى مصر فكان من محرري جريدة الأهرام بالقاهرة، وأفشى أسراراً للماسونية، فقيل: حاول مجهولون قتله، وسافر إلى بيروت مستشفياً، فتوفي فيها، وكان سريع الترجمة، يتصرف بالأصل المنقول عنه، زيادة واختصارا، وفي ديباجته طلاوة خلص بها نثره وأكثر شعره من التعمل.من قصصه المترجمة (البؤساء -ط)، و(عشاق فينيسيا -ط)، و(مروضة الأسود -ط)، و(جاسوسة الكردينال -ط)، و(عشاق فينسيا -ط) سبعة عشر جزءاً، و(الساحر العظيم -ط)، وغير ذلك وهو كثير.