
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فَـــرَغَ الشـــَّيخُ فَاســتَجَابَ أَفُلُّــو
نُ بــأَعلَى الأُولِمــبِ وَانقَبـضَّ حَـالا
حَـــامِلاً وَهــوَ مُزمَهــرٌّ عَلَــى كِــت
فَيـــهِ قَوســـاً وَجَعبَـــةً وَنَبــالاَ
حَانِقــاً كُلَّمَــا خَطَـا ارتَجَّـتِ النَّـب
لُ عَلَيــهِ كَاللَّيــلِ بِــالهَولِ مَـالاَ
وَرَمَــى الفُلــكَ مِــن بَعيــدٍ بِسـَهمٍ
مِـــن لُجَيـــنٍ فَزُلزِلَـــت زِلــزَالاَ
ضـــَرَبَ الغُضــفَ وَالبِغَــالَ فَــأَلقَى
شـــَرَّ ســـَهمٍ فَجَنـــدَلَ الأَبطَـــالاَ
فَتَــــوَالَت نِيـــرَانُ مَوتَـــاهُمُ إِث
رَ وَبَــاءٍ بِالفَتــكِ تِســعاً تَــوَالَى
شـــَهِدت ثَـــمَّ رَبَّــةُ الأَذرُعِ البَــي
ضـــاءِ هِيــرَا دَمَ الأَرَاغِــسِ ســَالا
فَعَلَيهِـــم حَنَّـــت فَــألهَمَت القَــر
مَ أَخِيلاً أَن ادرَأَنَّ الوَبـــــــــالا
فـــدَعاهم للرَّبـــعِ عاشـــرَ يــومٍ
وَاســـتوَى قائمــاً عجــولاً فقــالا
أرانـا أَيـا أَترِيـذُ والخَطبُ قَد عَرا
نَخُـوضُ علـى الأَعقابِ ذَا اليَومَ أَبحُرا
نــتيِهُ ولاتَ الحِيــنَ والـرُّزءُ فـادحٌ
وهذا الوَبا والحربُ قد أَفنَيا السُّرى
فَســَل قائفـاً أو كاهنـاً أو مفُسـِرّاً
رُؤَى الخَلـقِ إِذ زَفسٌ رُؤَى الخلقِ سَيَّرا
علـى مـا أَفُلُّـونٌ مـنَ الجَيـشِ نـاقِمٌ
يَقُــل أَفَبِالقُربــانِ والنَّـذرِ قَصـَّرا
عسـاهُ يُزِيـلُ السـُّخطَ إِن نَنتَقـي لـهُ
مِــن العَنـزِ والحُملانِ ذِبحـاً مُكَفِـرّا
فَلَمَّـا انتهـى آخِيـلُ هَـبَّ ابـنُ ثَسطُرٍ
أَجَـلُّ ذَوي العِرفـانِ كَلخَـاسُ وَانبَـرى
فقِيبُـــوسُ أَولاهُ النُّهـــى وَبِهَــدَيهِ
لســاحِلِ إِليُــونٍ بأُســطُولهِم ســَرى
خَبِيــرٌ بعِلــمِ الغيـبِ مـاضٍ وحاضـرٍ
ومُســتَقبَلٍ فانســابَ فيهــم مُحَـذِّرا
أَتــأمُرُني آخِيــلُ أَن أَكشــِفَ الـذي
يَغيــظُ إِلاهـاً يُنفِـذُ النَّبـلَ أَسـطُرا
سـأَفعلُ إن تُقسـِم بـأَن تـدفَعض الأَذى
بكفِّـــك والإفصـــاحِ عنّــيَ مُجهــرا
سيُغضــِبُ قَــولِي ســيِّداً ذَا خُطُــورةٍ
لــدَيهِ الأَخـائِيُّون تَعنُـو كمـا تَـرى
وليــس لِمَــرءٍ يُغضـبُ المَلـكَ حِيلـةٌ
وإن كَظَــمَ السـُّلطانُ غَيضـاً وأضـمَرا
فلا بُـــدَّ أن يَقتَـــصَّ وهــوَ ســَجِيَّةٌ
فهـل لَـك إِنقـاذي إِذا الأمـرُ أُظهِرا
فقــال أَخِيـلٌ فـا أمنَـنَّ وهـاتِ مـا
لَـدَيكَ مـن الإنـذارِ بـالغيبِ مُخبِـرا
بحَـــقِّ أَفُلُّـــونٍ مُقَـــرَّبِ زَفســـنا
ورَبٍّ بِمـــــا أَولاكَ جئتَ مُعَبِّـــــرا
فلمـا اختَلَجَـت نَفسـي بصَدري ومُقلَتي
بعَينـي مـنَ الإِغريـق لا تَخـشَ مُنكَـرا
ونَفــسَ أَغـا مَمنُـونض قَيـلَ قُيُولنـا
إذا كُنــتَ تَعنِـي لَـن تُمَـسَّ وَتعثَـرا
فلمَّـا اطمـأَنَّ الشـَّيخُ قـال فما على
ذَبـائحَ او نَـذرٍ هَـوى السـُّخطُ مُسعَرا
ولكـنَّ اَتريـذاً علـى الكـاهنِ اعتَدى
وَأمســـَكَ عنـــهُ بِنتَـــهُ وَتَجَبَّــرا
فـإن لَـم تَـؤُب فالوَيـلُ فيكُـم مُخَيّمٌ
وليـس يُـداني الجـبرُ منكـمُ مَكسـَرا
لِتَرجِـــع لأهليهـــا بلا فدِيــةٍ ولا
بَــديلٍ وتُؤتُــون الذَّبِيـحَ المُسـَطَّرا
فَيُعطَــى خَرِيســاً ثـم نَسـتَدفِعُ الاَذى
ونَســتَعطِفُ الــربَّ الغَضـُوبَ لِمـاجرى
فقـام أغـامَمنُونُ ذو الطَّـول مُغضـبَاً
يُمَيِّــزُهُ الغَيــظُ العَنِيــفُ تَســَعُّرا
وقـــال وعَينــاهُ تَطــايرَ منهمــا
شـــِرارٌ لكَلخــاسَ الــوليِّ مُعَــزِّرا
أَيـامُنبِىءَ السـُّوءِ الذي لم يَفُه لنا
بخَيــرٍ ولكــن ظَــلَّ بالشـَّرِّ مُنـذِرا
يقَــول وفعــلٍ لـم تُقِـم قَـطُّ حِكمـةً
وهــا أَنــتَ للأســرارِ جئتَ مُفَســِّرا
تقــولُ إِلاهُ النَّبـلِ قـد شـَدَّ صـائِلاً
لأَنّــيَ لــم أَرضَ الفشـداءَ المُقَـرَّرا
ولــم تَــدر أنــي جانِـحٌ لبَقائِهَـا
وقــد فَضــَلَت زَوجــي كَلِيتَمَنَســتَرا
فليسـت بحسـُنِ القَـدِّ والخَـدِّ دُونَهـا
ولا بســُمُوّ العَقــلِ والفِعـلِ مَخـبرَا
ومَهمـا يَكُـن مِـن ذَا فـأُخلِي سَبِيلَها
إذا كــانَ خَيــراً للجُنُـود لتظفَـرا
أَوَدُّ زَوالَ الســـُّخطِ عنهــم وإِنَّمــا
أَرُومُ جَـــزاءً أَرتَضـــِيه فأَصـــبِرا
فيَبـدُو لـدى الإِغرِيـقِ أَنّـيَ لـم أَكُن
بلا ســـَلَبٍ كــي لا أُهــانَ وأَصــغُرا
وكُلُّكُـــمُ فينـــا شـــُهُودٌ بــأَنَّني
حُرِمــتُ نَصــيبي والقَضــاءُ تَقَــدَّرا
سليمان بن خطار بن سلوم البستاني.كاتب ووزير، من رجال الأدب والسياسة، ولد في بكشتين (من قرى لبنان) وتعلم في بيروت، وانتقل إلى البصرة وبغداد فأقام ثماني سنين، ورحل إلى مصر والأستانة ثم عاد إلى بيروت فانتخب نائباً عنها في مجلس النواب العثماني وأوفدته الدولة إلى أوربة مرات ببعض المهام، فزار العواصم الكبرى.ونصب (عضواً) في مجلس الأعيان العثماني، ثم أسندت إليه وزارة التجارة والزراعة، ولما نشبت الحرب العامة (1914- 1918م) استقال من الوزارة وقصد أوربة فأقام في سويسرة مدة الحرب، وقدم مصر بعد سكونها.ثم سافر إلى أميركة فتوفي في نيويورك، وحمل إلى بيروت.وكان يجيد عدة لغات.أشهر آثاره (إلياذة هوميروس - ط) ترجمها شعراً عن اليونانية، وصدّرها بمقدمة نفيسة أجمل بها تاريخ الأدب عند العرب وغيرهم، وله (عبرة وذكرى - ط)، و(تاريخ العرب -خ)، و(الدولة العثمانية قبل الدستور وبعده -ط)، و(الاختزال العربي -ط) رسالة، وساعد في إصدار ثلاثة أجزاء من (دائرة المعارف) البستانية، ونشر بحوثاً كثيرة في المجلات والصحف.