
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَظَــلَّ أَخِيـلٌ حانِقـاً عنـدض فُلكـهِ
بَعيداً عَنِ الشُّورى افتِخَارِ البَوَاسلِ
يُؤَجّــجُ فــي أَحشـائِهِ نـارَ عُزلـةٍ
ووَجــدٍ لضـَجَّاتِ الـوَغَى والجَحافِـلِ
وَفـي فَجـرِ ثضانِي عَشرَ يَوماً مَقَامَهُ
أَتَـى زَفـسُ في رَهطِ الخُلُودِ الأَفاضلِ
ولَـم تَـكُ ثِيـتيسٌ لِتَنسـَى وُعُودَهَـا
فَشـَقَّت عُبَابـاً حـالَ بَيـنَ المَرَاحِل
تَجَـاوَزَتِ الجَـوَّ الفَسِيحَ إلى السَّما
إلـى حَيـثُ زَفـسٌ بالجِبالِ العَواطِلِ
على القُمَّةِ العُليا بشهنَّ قدِ استَوى
بَعيـداً عَـن البَاقينض جَمَّ المَخَايِلِ
تَــدَنَّت إِلَيهـش وانبَـرَت مُسـتَجِيرةً
ومَسـَّت بيُمنـى ذَقـنَ مَولى العَوَاهِلِ
ومــالَت بِيُســراها تُقَبِّــلُ رًكبَـةً
وتَلتَمِــسُ الحُسـنى بكُـلِّ الوسـائل
أَبـا الخَلـقِ زَفساً إِن صَدَقتُكَ خِدمةً
بِقَـولي وفِعلـي بيـنَ رَهـطِ الأَماثلِ
أَجِر وَلَدِي أََدنى الرِّجال إلى الرَّدَى
فقــد حَطَّــهُ أَترِيــذُ حِطَّـةَ خـاذِلِ
وأعــدَمَهُ ســَهماً فَلا تَطَّرِحــهُ يـا
حَكيمـاً تَجَلَّـت فِيـهِ غُـرُّ الشـَّمَائلِ
أَفِـز جَيـشَ طُـروَادا لِيَعظُـمَ قَـدرُهُ
ويُنزِلَـهُ الإِغرِيـقُ أَسـمى المنـازِلِ
فأَبطـأَ رَكَّـامُ الغُيُـومِ ولـم يُجِـب
علـى الرُّكـبِ انقَضـَّت وصـاحت أَلاِصلِ
ومـا ذَا الَّـذي تَخشـى فَخَـلِّ تَعَلُّلاً
وقُل أَو أَشِر بالوَعدِ أَو رَفضِ نائلي
فــأَعلَمَ بيــنَ الخالِـدينَ مَـذَلَّتي
فقــال مُبينــاً زَفـرَةَ المُتثَاقِـلِ
لــذَلِك عِــبرٌ ضـَيقٌ إِن نُمِـي هُنـا
لشهيرا انبَرَت لي بالجَفا والقَلاَقِلِ
فتُــوغِرُ صــَدري إِذ بِكُــلِّ نَميمَـةٍ
بِمُجتَمَــعِ الأَربــابِ تُثقِـلُ كـاهِلي
وتَزعَــمُ أَنــي للطَّــراوِدِ ناصــِرٌ
فَهُبّــي ولا تَنظُــركِ هَبَّــة عاجِــلِ
ســأَنظُرُ فيمــا تَبتَغيـنَ وهاكِهـا
إشــارَةَ وَعــدٍ بالإِجابَــةِ قــائِلِ
ففيهـا بِـدارِ الخُلـدِ عَهـدٌ مُصـَدَّقٌ
وَثِيــقٌ وَطيــدٌ لــن يُمَـسَّ بطـائِلِ
وَحَــرَّكَ جَفَنيــهِ فمــادَت شــُعُورُهُ
وزُلـزِلَ عَـرشُ الخُلـدِ أَقوَى الزَّلاَزِل
سليمان بن خطار بن سلوم البستاني.كاتب ووزير، من رجال الأدب والسياسة، ولد في بكشتين (من قرى لبنان) وتعلم في بيروت، وانتقل إلى البصرة وبغداد فأقام ثماني سنين، ورحل إلى مصر والأستانة ثم عاد إلى بيروت فانتخب نائباً عنها في مجلس النواب العثماني وأوفدته الدولة إلى أوربة مرات ببعض المهام، فزار العواصم الكبرى.ونصب (عضواً) في مجلس الأعيان العثماني، ثم أسندت إليه وزارة التجارة والزراعة، ولما نشبت الحرب العامة (1914- 1918م) استقال من الوزارة وقصد أوربة فأقام في سويسرة مدة الحرب، وقدم مصر بعد سكونها.ثم سافر إلى أميركة فتوفي في نيويورك، وحمل إلى بيروت.وكان يجيد عدة لغات.أشهر آثاره (إلياذة هوميروس - ط) ترجمها شعراً عن اليونانية، وصدّرها بمقدمة نفيسة أجمل بها تاريخ الأدب عند العرب وغيرهم، وله (عبرة وذكرى - ط)، و(تاريخ العرب -خ)، و(الدولة العثمانية قبل الدستور وبعده -ط)، و(الاختزال العربي -ط) رسالة، وساعد في إصدار ثلاثة أجزاء من (دائرة المعارف) البستانية، ونشر بحوثاً كثيرة في المجلات والصحف.