
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـــذَا وأُوذِسُ مـــاضٍ فـــي ضـــَحِيتَّهِ
الــى خَرِيسـا وذَاكَ الثَّغـرَ مُـذ وَصـَلا
طـوى الشـِّراعَ إلـى قَعـرِ السَّفينةِ وال
حِبــالَ حــلَّ وحــالاً أَنــزَلَ الــدَّقَلاَ
وقــام يَجــذِفُ لَلمرفــا ويَطــرَحُ مِـر
ســـاةً ويُوثِــقُ شــَدَّ الجُمــل مُعتَقِلا
فــأَخرَجَ الذِبــحَ والحَســناءُ تَتبَعُــهُ
إلــى مَقضــامِ فبُــوسٍ فــانثنى وتَلا
أَيـــا خَرِيـــسُ اَغــامَمنُونُ أَرســَلَنِي
لِــرَدِّ بِنتــكَ واســتدراكِ مــا حَصـلا
لِفيبُـــــسٍ بضــــحايانا نُقَرِّبُهــــا
جِئنــا عَســاهُ يُزِيـلُ السـُّخطَ والعِلَلا
آوى إِليـــهِ ابنَـــةً رَقَّــت عَــواطفُهُ
لهـــا وبَاشـــرَت الإِغرِيقَـــةُ العَمَلا
صـفَوُّا علـى المَذَبـحِ المُـزدَانِ ذِبحَهُـمُ
ذَرُّوا الشـــَّعِيرَ وكُـــلٌ كَفَّــهُ غَســَلا
وَللمَّـــاءِ خَرِيـــسٌ مَـــدَّ فــي لَهَــفٍ
يَــدَ الضــَّرَاعَةِ يَــدعُو الـربَّ مُبتَهِلا
يــا ربَّ كِلاَّ وَذَا قَــوسِ اللُّجَيــنِ ويـا
مـــولىً بقُـــوَّتِهِ تِينيذُســـاً وَصــلاَ
وَيــا وَلِــيَّ خَرِيــسٍ قَــد أَجَبـتَ دُعـا
دَعَـــوتُهُ وَبَلَـــوتَ القَــوم شــَرَّ بَلا
أَجِــب ســُؤالي وَعَــن أَبنَــاءِ دَانَـوُسٍ
أَزِل وَبـــاءً علـــى أَعنـــاقِهِم ثَقُلا
كــذَا دَعــا وَأَفُلُّــونُ اســتجَابَ وَهُـم
دَعَــوا وَذَرُّوا شــَعِيراً طَــاهِراً فَضـُلا
والذابِــحُ الذِبـحَ أَعلـى رأسـَهُ وكـذَا
مــن بعــدِ تَجرِيــدِهِ أَفخــاذَهُ عَـزَلا
بالشــَّحم غَشــَّى حَوَاشــيها وَأَتبَعَهَــا
الأَحشــاءَ دامِيــةً مــن فَوقِهـا وَشـَلا
فأَضـــرَمَ الشـــَّيخُ خُشــبَاناً مُقَطَّعَــةً
وَالخَمــرَ صـبَّ عَلَيهَـا والصـِّلا اشـتَعَلا
وَحـــــولَهُ بســـــفَافِيدٍ مُخَمَّســــَةٍ
أطرافُهَــا فِتيضــةُ الإغرِيــقِ وَالنُّبَلا
حَتَّــى إِذَا ذَابَــتِ الافخَـاذُ وَاجتَعَلُـوا
باقي الحَشا اقتَسَمُوا اللَّحمَ الَّذِي فَضَلا
ثُــمَّ اشــتَوَوهُ وَهَبُّــوا للطَّعـامِ وَلَـم
يَكُــن بِهِــم قَـطُّ شـاكٍ لـم يَنَـل جُعَلا
لمَّــا اكتَفَـوا بِكُـؤُوسِ الـرَّاح طَافِحَـةً
دارُوا وَفِــتيَتُهُم قَــد رَتَّلَــت جَــذَلا
ظَلُّــوا نَهَــارَهُمُ يَبغُــونَ بـالنَّغَمِ ال
شــــادِي تَقَبُّـــلَ رَبِّ مِنهُـــمُ انتَفَلا
وَعَظَّمُــــوهُ بأَنشـــادٍ لَـــهُ نُظِمَـــت
فَطـابَ نضفسـاً بِطيـبِ اللَّحـنِ وَاجتَـذَلا
والشــَّمسُ لمَّـا تَـوَارت بـالغُرُوبِ لـدَى
مَرابِــطِ الفُلــكِ قــاموا والظَّلاَمُ عَلا
حَتَّـــى إِذَا اَبرضـــزَت وَردِيَّ أَنمُلهــا
بِنـــتُ الصــَّبَاح وَذَاتُ الفَجــر مُنجلا
عــادُوا لِقَــومِهِمِ وضــالرِيحُ مُســعِفَةٌ
لهُــــم بِفَيــــضِ إِلاهٍ ذِبحَهُـــم قَبِلا
هَبُّـوا إِلَـى نَشـرِ مُـبيَضّ الشـِّرَاعِ علـى
أَكنَــافِ ســاريَةٍ ثُــمَّ انثنَــوا عَجَلا
راحُــوا ومَركَبُهُــم شـَقَّ العُبَـابَ علـى
تلاَطُـــمِ المَــوجِ يَــدوِي حَــولَهُ قُلَلا
كـادُوا يَطِيرُونـض حَتَّـى قَـومَهُم بَلَغُـوا
فَلِلرَّصــِيفِ اســتَجَرُّوا لَمَركَــبَ العَجِلا
القَـــوهُ بَيـــنَ عِضـــَاداتٍ مُثَبَّتَـــةٍ
وَبَيـــنَ فُلــكٍ وضــخَيمٍ فُرِّقُــوا جُمُلا
سليمان بن خطار بن سلوم البستاني.كاتب ووزير، من رجال الأدب والسياسة، ولد في بكشتين (من قرى لبنان) وتعلم في بيروت، وانتقل إلى البصرة وبغداد فأقام ثماني سنين، ورحل إلى مصر والأستانة ثم عاد إلى بيروت فانتخب نائباً عنها في مجلس النواب العثماني وأوفدته الدولة إلى أوربة مرات ببعض المهام، فزار العواصم الكبرى.ونصب (عضواً) في مجلس الأعيان العثماني، ثم أسندت إليه وزارة التجارة والزراعة، ولما نشبت الحرب العامة (1914- 1918م) استقال من الوزارة وقصد أوربة فأقام في سويسرة مدة الحرب، وقدم مصر بعد سكونها.ثم سافر إلى أميركة فتوفي في نيويورك، وحمل إلى بيروت.وكان يجيد عدة لغات.أشهر آثاره (إلياذة هوميروس - ط) ترجمها شعراً عن اليونانية، وصدّرها بمقدمة نفيسة أجمل بها تاريخ الأدب عند العرب وغيرهم، وله (عبرة وذكرى - ط)، و(تاريخ العرب -خ)، و(الدولة العثمانية قبل الدستور وبعده -ط)، و(الاختزال العربي -ط) رسالة، وساعد في إصدار ثلاثة أجزاء من (دائرة المعارف) البستانية، ونشر بحوثاً كثيرة في المجلات والصحف.