
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فقــالَ أَغــاممنُونُ يـا شـَيخُ حِكمـةً
نَطَقــتَ ولكِـن ذَا المُقاتِـلُ يَسـتَعلي
يــرُومُ امتلاَكَ الأَمـرِ والنَّهـيِ إِنمـا
بِعلمــيَ مَــن لا يَتَّفيــهِ ولا يُــدلي
وإن تَكُــنِ الأَربــابُ أَولَتــهُ شــِدَّةً
فَهَل هُم أَباحُوا أن يُهِينَ أُولِى الفَضل
أَجـــابَ أَخِيــلٌ للحَــدِيثِ مُقاطِعــاً
بـأمرِكَ مُـر غيـرِي فَلـم يَمتَثِل مِثلي
فــإن رُحــتُ مُنقـاداً لقَـولٍ تَقُـولُهُ
إِذَاً فـادعُني نَـذلاً وأَوضـَعَ مَـن نـذلِ
ولكــنَّ لــي قَـولاً صـَرِيحاً فَخُـذ بـهِ
لأَجــلِ فَتــاتي لَسـتُ مُنتضـِياً نَصـلي
ولَـــن أَتَصـــَدَّى للـــدِّفَاعِ لأَيِّكُــم
لِسـَلبِكُمُ بِـالعُنفش مـا نِلـتُ بالعَدلِ
ومِـن دُونشـها احذَر أَن تَمُدَّ يداً لِما
حَـوَت سـُفُنُي وافعَـل إِذَا تُقـتَ للفِعلِ
يـرَ الجَيـشُ مـا تُبـدِي ورُمِحيَ عاجِلاً
يُسـِيلُ دِمـاكَ السـُّودَ فابلُ إِذا تُبلِي
كَــذَا انفَصــَلا بَعـدَ اختِصـامٍ وَحِـدَّةٍ
وَفُضَّ اجتِماعُ الحَشدِ من بَعدِ ذَا الفصلِ
فآخِيـلُ فـي فَطرُقـلَ والصـَّحبِ قـافلاً
إِلـى فُلكِـهِ والخَيمِ في مُنتهى السَّهل
وَأترِيــذُ أَلقــى للعُبَــابِ ســَفِينةً
بِعِشـــرِين مَلاَّحــاً تَنَقَّــى بلا مَهــلِ
وَفيهــا خَرِيســا والضـَّحايا لِفيبُـسٍ
ورَبَّانُهـا أُوذِيـسُ ذُو الفَضـلِ والعَقلِ
وَمُــذ مَخَــرَت أَترِيـذُ نـادَى بِجُنـدِهِ
وُضـُوءاَ وَتَطهِيـراً فقامُوا إِلَى الغُسلِ
ولَبَّـوهُ وَالأقـذًارَ فـي البَحرِ أَفرَغُوا
وَقادُوا الضَّحايا خِيرَة الثَّورِ والسَّخلِ
وأَذكَـوا لها في الجُرفِ ناراً تَصَاعَدَت
دُخَانـاً إِلـى الزَّرقـا رَوائِحَها تُعلِي
بـذَا اشـتَغلُوا طُـراًّ وَأَترِيذُ لم يَزَل
بِهاجِســِهِ فــي كَيـدِ آخيـلَ ذَا شـُغلِ
دَعــا أُورِبَاتـاً ثـم تَلـثيبِيُوسَ مَـن
لـهُ لَـم يـزالا أَصـدَقَ الصَحبِ والرُّسلِ
وَقـال اذهَبـا اقتَادا بَرِيسا بِزَندِها
إِلَـيَّ هُنـا مـن خَيـمِ آخيلَ ذي النُّبلِ
وإن هُـــوَ يَــأبَى جِئتُــهُ بِعِصــَابَةٍ
بِنَفسـي فَيـزدَادَ انخِـذَالاً علـى خَـذل
سليمان بن خطار بن سلوم البستاني.كاتب ووزير، من رجال الأدب والسياسة، ولد في بكشتين (من قرى لبنان) وتعلم في بيروت، وانتقل إلى البصرة وبغداد فأقام ثماني سنين، ورحل إلى مصر والأستانة ثم عاد إلى بيروت فانتخب نائباً عنها في مجلس النواب العثماني وأوفدته الدولة إلى أوربة مرات ببعض المهام، فزار العواصم الكبرى.ونصب (عضواً) في مجلس الأعيان العثماني، ثم أسندت إليه وزارة التجارة والزراعة، ولما نشبت الحرب العامة (1914- 1918م) استقال من الوزارة وقصد أوربة فأقام في سويسرة مدة الحرب، وقدم مصر بعد سكونها.ثم سافر إلى أميركة فتوفي في نيويورك، وحمل إلى بيروت.وكان يجيد عدة لغات.أشهر آثاره (إلياذة هوميروس - ط) ترجمها شعراً عن اليونانية، وصدّرها بمقدمة نفيسة أجمل بها تاريخ الأدب عند العرب وغيرهم، وله (عبرة وذكرى - ط)، و(تاريخ العرب -خ)، و(الدولة العثمانية قبل الدستور وبعده -ط)، و(الاختزال العربي -ط) رسالة، وساعد في إصدار ثلاثة أجزاء من (دائرة المعارف) البستانية، ونشر بحوثاً كثيرة في المجلات والصحف.