
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـارا يَسـُوقُهمَا الأَمـرُ العَنِيـفُ على
البَحـرِ المَخـوفِ علـى رَغـمٍ على ألمِ
بَيـنَ المَرَامِـدَةِ الغضـبَى أَخيـلُ بَدا
لــدى ســفِينَتِهِ الســَّودَاءِ والخِيَـمِ
رآهُمــــا فَتَلَظَّـــى واحتِرامُهُمـــا
والخَـوفُ صـَدَّاهما عـن وَاجِـبِ الكَلِـمِ
فاســـتُوقِفا وَجَلاَ والقَلــبُ أَنبَــاهُ
فقــال مُبتَــدِراً بالبِشــر والسـَّلَمِ
يـا مُرسـَلَي زَفسَ والناس ادنُوَا عَجَلاً
مـا الـذَّنبُ ذنبُكمـا إِن تَقَصُدا عَلَمي
أَتريـذُ يَبغـي بَرِيسـا فـا أتِيَنَّ بها
فَطرُقـلُ يـا مُجتبَـى زَفـسٍ فَهيـتَ قُـمِ
ليأخُــذاها وعنــدَ الخالِـدِينَ وعِـن
دَ النَّـاسِ والمُعتَـدِي فَليَشـهدَا قَسمي
لئِن تَــوَلَّت ســُرى الإِغرِيــقِ نازِلَـةٌ
واستَدفَعُوا العارَ واضطُرُّوا إِلى هِمَمي
لا شـَكَّ أَودَى بـهِ الغَيـظُ المَشُوم فلم
يَــذكُر ولــم يَتَـرَوَّ الأَمـرَ بـالحِكَمِ
حــتى إِذا قـاتلُوا فـي ظِـلِّ فُلكهِـمِ
ظَــلَّ الأَخــاءَةُ فـي أَمـنٍ وفـي سـَلَمِ
فقــام فَطرُقــلُ يُمضـِي أَمـرَهُ وَأَتـى
بهــا بِقَلــبٍ بنــارِ البَـثِّ مُضـطَرِمِ
تَســلَّماها وســارا وَهــيَ مُكرَهضــةٌ
لفُلــكِ مَلـك المَكينِيّيـن ذي العَظَـمِ
فَغَــادَرَ الرَّبــع آخِيـلٌ وسـارَ إلـى
الجُـرفِ الخضـلِيِّ يُفيضُ الدَّمعَ كَالدِّيَمِ
وصـاحَ يَبسـُطُ ذَرعـاً وَهـوَ يُحـدِقُ فـي
بَحــرٍ طَغــى مُسـتَمِدًّا رَحمَـةَ الرَّحِـمِ
أُمَّــاهُ ثِيـتيسُ مُـذ أُولِـدتِني وَقضـى
زَفــسٌ بِقَصــرِ حَيـاتي فَليَصـُن شـِيمي
علــيَّ ضـَنَّ بنَـذر المَجـدِ حيـثُ أَغـا
مَمنُـونُ فـي طَـولِهِ يَسـطُو علـى قِسَمي
هَبَّــت وقـد سـَمِعت مـن لُجِّهـا صـُعُداً
مثـلَ الـدُّخانِ مـنَ الأَمـواجِ كالنَّسـَمِ
مـن قُـربِ نِيـرا أَبِيها الشَّيخ طائرَةً
عَلَــت فــألفَتهُ يُهمِـي دَمـعَ مُحتَـدِمِ
فعــانَقَتهُ وَصــاحت يــا بُنَــيَّ عَلا
مَ ذا البكــاءُ فَبُـح بالضـَّيمِ لاَتَجِـمِ
سليمان بن خطار بن سلوم البستاني.كاتب ووزير، من رجال الأدب والسياسة، ولد في بكشتين (من قرى لبنان) وتعلم في بيروت، وانتقل إلى البصرة وبغداد فأقام ثماني سنين، ورحل إلى مصر والأستانة ثم عاد إلى بيروت فانتخب نائباً عنها في مجلس النواب العثماني وأوفدته الدولة إلى أوربة مرات ببعض المهام، فزار العواصم الكبرى.ونصب (عضواً) في مجلس الأعيان العثماني، ثم أسندت إليه وزارة التجارة والزراعة، ولما نشبت الحرب العامة (1914- 1918م) استقال من الوزارة وقصد أوربة فأقام في سويسرة مدة الحرب، وقدم مصر بعد سكونها.ثم سافر إلى أميركة فتوفي في نيويورك، وحمل إلى بيروت.وكان يجيد عدة لغات.أشهر آثاره (إلياذة هوميروس - ط) ترجمها شعراً عن اليونانية، وصدّرها بمقدمة نفيسة أجمل بها تاريخ الأدب عند العرب وغيرهم، وله (عبرة وذكرى - ط)، و(تاريخ العرب -خ)، و(الدولة العثمانية قبل الدستور وبعده -ط)، و(الاختزال العربي -ط) رسالة، وساعد في إصدار ثلاثة أجزاء من (دائرة المعارف) البستانية، ونشر بحوثاً كثيرة في المجلات والصحف.