
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَضـَت وفـي قَلبِهـا مِـن غَلبهـا غُصَصٌ
مــا بَيــنَ مُضـطَربٍ أَمسـَى وَمُلتَهِـبِ
وَناصــِعُ الجِســمِ دامٍ كـادَ يُلبسـُهُ
ثَـوبَ السَّوَادِ اشتِدادُ الغَيظِ والكَرَبِ
فَبادَرَتهــا تُجـاري الرِّيـحَ طـائِرَةً
إِيرِيـسُ تَـدفَعُها عَـن مَضـرَبِ القُضـُبِ
إِذا بــآريسَ يُسـرى القَـومِ تَحجُبُـهُ
وَالرُّمـحَ والخَيـلَ أَركـامٌ مِنَ السُّحُبِ
أَحنَــت علـى رُكبَتَيـهِ تَبتَغـي عَجَلاً
خَيلاً لَــهُ مُلجَمــاتٍ خــالِصً الـذَّهَبِ
قــالَت أُخَـيِّ أَعِرنِيهـا لِتَـذهَبَ بـي
لِمَرتَـعِ الخُلـدِ إِنَّ الجُـرحَ بَـرَّحَ بي
أَنــالَنِيهِ ابــنُ إِنسـِيٍّ أَخُـو قِحَـةِ
لا يَنثَنــي جَزَعـاً حَتَّـى لِزَفـسَ أَبـي
فقــالَ دُونَــكِ أَفراســي وَمَركَبَـتي
حَلَّــت بِهــا بِفُــؤَادٍ خــارَ مُكتَئبِ
وإيــرِسٌ وُصـُروعُ الخَيـلِ فـي يَـدِها
تَسـتَاقُها وَهـيَ أَجرى مِن سَنَا الشُّهُبِ
حَتَّــى إِذا لِـذُرَى شـُمِّ الأُلمِـبِ علَـت
فاســتَوقَفَتها وحَلَّتهـا مِـنَ القَتَـبِ
وَبادَرَتهـا بِقُـوتِ الخُلـدِ وانطَلَقـت
لأُمِّهــا قِــبرسٌ تَحنُـو عَلـى الرُّكَـبِ
هَشــَّت لَهــا واستَضـَمَّتها لِمُهجَتِهـا
ذِيُونَــةٌ تَســتَقِصُّ الأَمــرَ بــالعَجَبِ
وأيُّ رَبٍّ كمــا لَــو كُنــتِ جانِيَــةً
جَنَــى عَلَيـكِ كَمـا أَلقَـاكِ أَيُّ غَـبي
قَــالت فَمـا كَـان رَبًّـا جَـلَّ بَشـَراً
ذاك ابــنُ تيـذِيُسٍ مُسـتَمطِرُ النُّـوَبِ
لأَنِّنـــي آنيـــاسٌ رُمـــتُ نَجــوَتَهُ
أَعَـزُّ مـا لـي بأَهـلِ الأَرضِ مِـن نَسَبِ
فالدَّانَوِيُّونَ بالطُّروادِ ما اجتَزأُ وا
حَتَّـى إِلَينا انثَنَوا بِالبِيضِ والشُّهُبِ
قـالت ذِيُونـةُ صـبراً كـم لَنـا مَثَلٌ
بِالنَّـاسِ يَبلُـونَ أَهلَ الخُلدِ بالنَّصَبِ
فَإِســـوَةٌ لَـــكِ آِريـــسٌ وَهَيبَتُــهُ
عَامـاً وَشهراً ثَوى في السِّجنِ لم يُهَبِ
أَلقـاهُ فيـهِ ابـنُ أَلوِيسٍ أُتُوسُ كذا
أَخــوهُ إِفيَلطُــسٌ بالُّــلِّ والحَــربِ
وَكَبَّلاَهُ بـــأَغلالِ الحَديـــدِ وَمـــا
أَجــدَاهُ مِــن غَضـَبٍ يَشـتَدُّ أو صـَخَبِ
وكـادَ يَهلِـكُ لَـو لَـم تُنـمِ مَخبَـرَهُ
إِيريــبُ إِذ صـانَهُ هِرميـسُ بـالحُجُبِ
وهيــرَةٌ فَــابنُ أَمفِــترونَ أَلَّمَهـا
بِشــَرِّ سـَهمٍ بـأَعلى الثَّـدي مُنتَشـِبِ
وَنَفــسُ آذِيــسَ ذَاكَ القَـرمُ أَورَثَـهُ
عَمـداً فَنُكِّـصَ مُلتَاعـاً علَـى العَقِـبِ
فَـاَمَّ صـَرحَ أَبـي الأَربـابِ زَفـسَ أَخا
بُــؤسٍ بِنَبـلٍ بِعَظـمِ الكَتـفِ مُنتصـِبِ
فَـــذَرَّ بَلســـَمَهُ فِيُّـــونُ يُــبرِئُهُ
مُـذ كـانَ من خالدِي الأَدهارِ والحِقَبِ
فَيـا لِوَيـلِ بَنِـي الإنسَانِ إِن حَمَلُوا
عَلـى بَنِـي الخُلـدِ عَن حُمقٍ وَعَن غَضَبِ
فـالاسُ أَغـرَت ذِيُومِيـذاً عَلَيـكِ وَلَـم
يَعلَــم لصــُنعِ يَــدَيهِ أَيَّ مُنقَلَــبِ
لَـم يَـدرِ أَنَّ علـى الأَربابِ مَن كَسَبَت
يَـداهُ شـَراًّ إِلـى الأَوطَـانِ لَـم يَؤُبِ
فَلا يَهُــشُّ لَــهُ مِــن فَــوقِ رُكبَتِـهِ
طِفــلٌ يَقُـولُ بِلُطـفٍ يـا أًبـي أَجِـبِ
فَليَخـشَ بَطـشَ أَخِـي بـاسٍ أَشـَدَّ قُـوىً
وَصــَولَةً مِنــكِ يَســتَقرِيهِ بـالطَّلَبِ
وَليَفكِــــرَنَّ بِأَغيَـــالا حَليلَتِـــهِ
ذَاتِ الجَمَـالِ وَذَاتِ العَقـلِ وَالحَسـَبِ
وَســنَى تُؤَرِّقُهـا الرُّؤيـا فَتُقلِقَهـا
فَتَســـتفَيقَ بِقَلــبٍ رِيــعَ مُضــطِربِ
مِـن ثَـمَّ تُـوقِظُ فـي لَهـفٍ جَوَارِيَهـا
وَينتَحِبـــنَ بِــدَمعٍ فــاضَ مُنســَكِبِ
وَطَهَّــرَت بِيَـدَيهَا الجُـرحَ فَـانفَرَجت
آلامُهــا وَاســتَكَنَّت ثِقلَــةُ الوَصـَبِ
لكِــن آَثِينـا وَهيـرا مُـذ تَعَمَّـدَتا
إِغضـابَ زَفـسٍ لِما في النَّفسِ مِن أَرَبِ
قـالت أثِينـا أَبـي هَل لا يُسوءُك أَن
أَقُـولَ ما كانَ في ذا الجُرحِ مِن سَبَبِ
لا شــَكَّ قِـبريسُ رامَـت دَفـعَ غانِيَـةٍ
وَجـدَّ الصـَبٍّ مِـنَ الطُّـروَادِ ذِي نَشـَبِ
فَأُنشــِبَت بِعُــرَى الإِبرِيـزِ راحَتُهـا
فَمَزَّقَتهــا فَرامَــت نِحلَــة الكـذِبِ
أَصـاخَ يَبسـِمُ وَاسـتَدعى الجرِيحَ على
رِفـقٍ وَقـالَ لَهـا يا مُنيَتِي احتَسبِي
دَعــي لآرِس وَآثِينــا الحُــرُوبَ وَلا
تُعنَـي بِغَيـرِ لَذِيـذِ الحُـبِّ والطَّـرَبِ
سليمان بن خطار بن سلوم البستاني.كاتب ووزير، من رجال الأدب والسياسة، ولد في بكشتين (من قرى لبنان) وتعلم في بيروت، وانتقل إلى البصرة وبغداد فأقام ثماني سنين، ورحل إلى مصر والأستانة ثم عاد إلى بيروت فانتخب نائباً عنها في مجلس النواب العثماني وأوفدته الدولة إلى أوربة مرات ببعض المهام، فزار العواصم الكبرى.ونصب (عضواً) في مجلس الأعيان العثماني، ثم أسندت إليه وزارة التجارة والزراعة، ولما نشبت الحرب العامة (1914- 1918م) استقال من الوزارة وقصد أوربة فأقام في سويسرة مدة الحرب، وقدم مصر بعد سكونها.ثم سافر إلى أميركة فتوفي في نيويورك، وحمل إلى بيروت.وكان يجيد عدة لغات.أشهر آثاره (إلياذة هوميروس - ط) ترجمها شعراً عن اليونانية، وصدّرها بمقدمة نفيسة أجمل بها تاريخ الأدب عند العرب وغيرهم، وله (عبرة وذكرى - ط)، و(تاريخ العرب -خ)، و(الدولة العثمانية قبل الدستور وبعده -ط)، و(الاختزال العربي -ط) رسالة، وساعد في إصدار ثلاثة أجزاء من (دائرة المعارف) البستانية، ونشر بحوثاً كثيرة في المجلات والصحف.