
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وخطــر الحضـر أخيـل أبـرزا
حقـا مـن اللجيـن كان أحرزا
منمنـــمٌ مكيلــه ســتّاً وزن
مـا مثلـه حـقٌّ بـذياك الزمن
زخرفــه أبنـاء صـيدا وخـرج
قـوم فنيقيـا بـه على اللجج
حـتى إذا لمنوس جاؤوا وقفوا
حيـث بـه القيل ثواس أتحفوا
وإفنـس بـن إيسـنٍ بين العدى
بـه ابن فريام لقاوون افتدى
لـذاك فطرقـل عفـا عـن دمـه
والآن قــد أبـرز فـي مـأتمه
أعـــده خليلـــه للســـابق
وخيــر ثــورٍ قــارحٍ للاحــق
وللأخيــر نصــف شــاقلٍ ذهـب
مـن ثم بين القوم ناهضاً خطب
وصـاح يـا سراة من منكم رغب
بخـوض ذا الميدان حالاً ينتصب
فانتصــب ابــن ويلـسٍ أيـاس
ثــم أذيـس اللبـق النـبراس
فـــأنطلوخ ســابق الأتــراب
وانتظمـوا صـفا علـى اقتراب
ولهــم أخيــل أعلـن الغـرض
فـانبعثوا انبعـاث عداءٍ ركض
إذا بآيــاس ســريعاً ســبقا
لكـــن وراءه أذيــس طبقــا
يـدنو كمـا النساجة البديعه
لصــدرها قـد دنـت الوشـيعه
إذا بهـــا بنولهــا أمــرت
سـلكاً بـه تحـوك ثـم اجـترت
خطـاه فـي خطى ابن ويلسٍ تقع
من قبلما العثير عنهن ارتفع
يجــري علـى أعقـابه ونفسـه
بــرأس أيــاس يثــور قبسـه
والقـوم طـرّاً يرتجون الغلبه
لــه وضـجو وهـو عـادٍ عقبـه
حـتى إذا علـى الختام أشرفا
أذيــس فــالاس دعــا وهتفـا
عونــك يـا ربـة قـوي قـدمي
وذلـك الـدعاء في الحال نمي
فشـــددت بــالعزم معصــميه
وخففـــت بجربـــه رجليـــه
وحيـن همـا أن يصيبا الخطرا
أيــاس فــالاس رمــت فعـثرا
أكــب فـي خـثي ثيـارٍ ذبحـا
أخيـل فـي مـأتم فطرقـل ضحى
بــه امتلا فـوه وأنفـه وخـف
أذيـس أولاً إلـى أولـى التحف
وأســرع ابــن ويلــسٍ يليـه
والخــثي حشــو أنفـه وفيـه
لقـرن ذاك الثـور حـالاً مالا
وصــاح وهـو يتفـل الـدمالا
واخيبــة الهمــة والإقــدام
فربــةٌ تلــك لــوت إقـدامي
وعــن أذيــس أبــداً تحـامي
كــالأم منــذ غــابر الأيـام
فــارتفعت قهقهــة الجمهـور
وأنطلـــوخ صــاح بالحضــور
قــال لهـم مبتسـماً مسـرورا
وإن غــدا مغنمــه الأخيــرا
هلا أيــا صـحب خـبرتم خـبري
آل العلـى تجـل قـدر العمـر
أيــاس فــاتني نعــم بنـزر
لكـن أذيـس إلـف ذاك العصـر
شــيخٌ ولكــن ذو جنـانٍ نضـر
مــا معـه قـط بهـذا الـدهر
خلا أخيــل مــن مجـارٍ يجـري
أجــاب آخيــل لـذا الإطـراء
مــا كنــت مـداحي بلا جـزاء
لـذاك قـد زدتـك مـن حبـائي
نضــار يصــف شــاقلٍ وضــاء
وعـــاجلاً نفحـــه بالـــذهب
فــراح معـتزّاً بملـء الطـرب
سليمان بن خطار بن سلوم البستاني.كاتب ووزير، من رجال الأدب والسياسة، ولد في بكشتين (من قرى لبنان) وتعلم في بيروت، وانتقل إلى البصرة وبغداد فأقام ثماني سنين، ورحل إلى مصر والأستانة ثم عاد إلى بيروت فانتخب نائباً عنها في مجلس النواب العثماني وأوفدته الدولة إلى أوربة مرات ببعض المهام، فزار العواصم الكبرى.ونصب (عضواً) في مجلس الأعيان العثماني، ثم أسندت إليه وزارة التجارة والزراعة، ولما نشبت الحرب العامة (1914- 1918م) استقال من الوزارة وقصد أوربة فأقام في سويسرة مدة الحرب، وقدم مصر بعد سكونها.ثم سافر إلى أميركة فتوفي في نيويورك، وحمل إلى بيروت.وكان يجيد عدة لغات.أشهر آثاره (إلياذة هوميروس - ط) ترجمها شعراً عن اليونانية، وصدّرها بمقدمة نفيسة أجمل بها تاريخ الأدب عند العرب وغيرهم، وله (عبرة وذكرى - ط)، و(تاريخ العرب -خ)، و(الدولة العثمانية قبل الدستور وبعده -ط)، و(الاختزال العربي -ط) رسالة، وساعد في إصدار ثلاثة أجزاء من (دائرة المعارف) البستانية، ونشر بحوثاً كثيرة في المجلات والصحف.