
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بنفسـي فـتى بالشمس رأد الضحى أزرى
ونـورا يفـوق النور من كان والبدرا
تبــدى لنــا مـن ذيـل آفـاق غيبـه
إلـى أن رأى فـي العلا بيننـا جهـرا
ومـا كـان ذاك الغيـب مـن فرط ضوئه
لـذاك السـنا مـن قلبـه يظهر السرا
ولكـن فيـض الفضـل عـن نفحـة الرضا
جـدير باعطـاء المنـى العبد والحرا
وهيهــات كتـم الغيـب اشـراق ضـوئه
واسـفار وحـي في الدجى يشرح الصدرا
ولمـــا تبـــدىلي وفـــاض شــعاعه
تـذكرت مـن نـور الهدايـة لـي ذكرا
وســامرت خيــر نفــس ابيـة وقـدرا
تعـــالى أن احـــاذى بـــه قــدرا
ومعنــى لــه احـرزت مـن غيـر علـة
وفـوزا بخيـر لـم أخـل بعـده خيـرا
ولجنــا مفــازا مــن عنــان محمـد
بــه بشـر المختـار فاطمـة الزهـرا
وفــرع علــى مرتضــى مــن معينــه
بأسـرار هذا الروح ان يرتضى الكفرا
امــام الهـدى المهـدى لا مـن تكسـب
حوى الملك والتمليك والرتبة العذرا
ولـــم لا ورب العـــرش ذاك خليفــة
مـن اللـه مـذ ولـه قد عاهد العذرا
فهـل بنـا مـا نحـن نحـن إلـى فـتى
فـتى مـا فـتى بـل ذلك الآية الكبرى
فـتى منـه ركـن الـدين صـار ممنعـا
ولــم لا وهـذا منتهـى مضـر الحمـرا
فـتى مـا فـتى رجلاه فـي غاية الثرا
ومـن فـوق هـام العـرش همته الصغرى
فـتى منـه ماضـي الخيـر صار مضارعا
وحـالا ذوى التـأخير صـار بـه صـدرا
فــتى لا تبـارى الريـح جـود يمينـه
ولا البحـر ان ما جاد لا تذكر القطرا
وان صــال مــا فــي كفـه زان كفـة
كفــاء لــه فـي الـروم لا ولا مصـرا
وان قــال دع عنــك الاقاويـل جملـة
فقـد دانـت الاقـوال عنـد من استقرا
فمـــن مالـــك والشــافعي واحمــد
ونعمــان اربــاب الموطــأة الغـرا
ومـــن آل ســر قــدس اللــه ســره
ومــن ذاهـب لا يعـرف الحـر والقـرا
ومـن زاهـد لـم يـف فـي الـدهر مرة
بـأمر بـه رفـق ولـم يشـته التمـرا
ومـن مدلـج يبقـى مـن الوصـل طائلا
برفـع القلـوص الحرف قد احسن الجرا
ومــن بعـد مـن لا ينتهـى عـده لنـا
اذا ذكروا مولى الموالي ابو البشرا
علا ســـبعة الافلاك مـــن ارض ملكــه
وفــي الملأ الأعلــى علا سـبعا اخـرى
أعـز القـوم واف الحـزم خيـر مؤيـد
وأعلــم حـبر قلـب البطـن والظهـرا
وأنقــى الـورى عرفـا وأخشـع خاشـع
وأرفعهــم ذكــرا وأرفعهــم فخــرا
وأزهــدهم فــي وشــي ثــوب مزخـرف
وأكــثرهم للّــه مــن فضــله شـكرا
وأقربهــم عفــوا واكفــا مكــافىء
يخــبر وأولــى منهــم بهــم غفـرا
بــدا بــره فــي كــل شـرق ومغـرب
ألــم تـر منـه الـبرق وقـت الحـرا
تــروح لــه الآمــال مـن كـل وجهـة
وتقطـع فـي تلقائهـا النجد والغورا
إلــى ســرحه قطــع الفيـافى محتـم
علينـا ولـو سعيا على الرأس او جرا
فيمــم امامــا امــم الــدهر وجـه
وعنـــه كنــا قبلا لنــا وبــه ورا
بكـــل ســـريع كالريـــاح مــروره
علـى رسـله بعـد الوفا يسبق الطيرا
علام مـا الـوفى والسـفر قلـع ركبهم
بهــم ثمــر تــدرك السـنن السـفرا
فـدع يـا رعـاك اللّه زينب في الحما
ودع ام عمـروٍ وابـن احشـائها عمـرا
واحسـن مـا فـي النفـس مـن كل علقة
وان كــان ذاك الامـر نقـدا وان درا
ولا تكــثرت بــالنفس حيــا وميتــا
وكــل امرهـا للّـه والخلـق والامـرا
ودم هكــذا وادفــن وجــودك اينــا
مـن الـذنب لا كالذنب بل شبه الفكرا
ولا تعــد حكـم اللّـه فـي كـل كـائن
عليـك ولـو جـل القضـاء ولـو شـبرا
ولا تجزعـــن مـــن شـــدة مطمئنــة
الـم تـر ان اليسـر يصـطحب العسـرا
هـو الـوقت فـان كـل مـا فيـه زائل
ســريعاً ولـو بـث السـرور ولـو درا
وكــن شـاطرا فـي اللّـه للّـه وحـده
ولا تعـط غيـر اللّـه فـي حقـه شـطرا
فـدع غيـر وجـه اللّـه مـا لـك غيره
فلا يملــك المخلــوق نفعـا ولا ضـرا
وخـذ مـن هنا زادا وذا الغيث التقى
ومـا هـو الا تركـك الكفـر والكـبرا
وكـل خـبيث عنـد ربـك قـد نهـى وخذ
آيـة فـي النحـل مـن فـي فـتى قـرا
مـتى انظـر الـوجه الملثـم بالحيـا
كفاحــا وأملــى عنـد رؤيتـه عـذرا
مــتى تجمــع الايــام بينـي وبينـه
واســمع مـن فيـه الجـواهر والـدرا
مـتى امسـك الكـف الـذي طـال بـاعه
علــى كــل ذي بــاع والثمـه عشـرا
وأخــــذ منـــه بيعـــة مطمئنـــة
بــأعظم ربــح لا أرى بعــده خســرا
وبيـــن يــدى مهــدى امــة احمــد
امـاني وفـي جهد العدا ابذل العمرا
فعنـد الـوغى ينسـى الفتى سمة اسمه
اذا انـا لـم اشـجع فليـس ابـي حرا
وان لـم اجد في الحرب بالنفس مخلصا
فمـا واحد قلبي اذا لم اذق لها حرا
ومــا لـي فـي ادراك مـا فـات همـة
اذا لـم الاقى الموت بالصعدة السعرا
واعــط الطبــول الســمهرية حقهــا
وابلـغ فـي الانصاف من بعدها التبرا
اصــول بهــا يمنـى ويسـرى محاربـا
وآونــــة ســـرا وآونـــة جهـــرا
وأغـرى الجبان النكس في حومة الوغى
الـى ان تـرى مـا ليـس مسـتترا سرا
وآونـــة شـــأن الاميـــر تثبتـــا
وآونــــة فــــرا وآونـــة كـــرا
وحصــرا ولا كالسـجن فـي قـوم صـالح
وآونــــة بـــرا وآونـــة بحـــرا
ونكرمهـــم طـــورا بــذوق ســلاحهم
ومــن ضــر يجـرى مثـل فعلتـه ضـرا
علـــى يميـــن واليميـــن عزيمــة
علـى المرء ان المرء لا يعدم القبرا
ولا شــيء لــي غيــر المقـدر ثـابت
ولا غيـر عمـرو قـدر اللـه لـي عمرا
علام محيـــا المــرء يقطــر مــاؤه
وعزمتــه مــن فضــل خشــيته سـكرا
فلامــس فــتى لــم يطــل يــد لامـس
فنـا ذيلهـا وافـرح بوجـدانها بكرا
وروضــها بطعـن السـهم ترتـد ثيبـا
وان لـم تـزل مـن قبـل طعنتـه غدرا
اذا استسـهل الاقـوام مـن اجـل زينب
خطوبــا تـدر الشـر مـن ضـرعها درا
فكيــف الــذي يحظــى بخيــر مؤيـد
وخيــر حيــاة مــع منعمــة حــورا
وربــع بســاحات الرضـا ملـؤه رضـى
وغــرة عيــن فــوق قصــر علا قصـرا
بحيــث تــرى الانهـار تجـرى بشـحرج
نقــى وافنــان الثمـار تـرى نضـرا
وحيــث لزيـم الفقـر ينعـم بـالغنى
فلا تخــش فقــرا ولا مبعــدا هجــرا
وحيــث اخــو الاحـزان يجهـل شـرحها
بمــا ملأ العينيـن مـن نعمـة حضـرا
وحيـث يكـون الـدهر عبـدا لكـل مـن
غـدا طائعـا للّـه امـر ابـي البشرا
اذا بــرق ذاك الشــهب لعلـع رعـده
همــا دمـع عينـى مـن تـذكره قطـرا
ومهمـا تـراء الـبرق وانكشـف الدجا
تـذكرت مـن ذكـر الحبيبـة لـي ذكرا
وعــاينت فــي طرفـى كتابـا مسـطرا
وامعنـت طرفـى فـي السطور لكى اقرا
وناشـــدته عنــى ولــم اك عارفــا
مـن الكـون معروفـا لكى ادرك الامرا
فــادركت منــه بعــض شــيء وصـنتهُ
صــيانة ذى جهــل بمعــروف اغــترا
وغــــالطني بعـــض ودام مغالطـــا
فـــأوقفني عنـــه فشــبهته جهــرا
أظـل بـذات الضـمآن فـي جـرع رامـة
اصـلى بظـل الضال لي الظهر والعصرا
ارى مغــرب الاغيــار اعتــم ظلمــة
فهيهــات هيهـات انتقـالي ولا بـدرا
اراقـب نـور الشـمس مـن كـوة الحما
طـوال الليـالي علني ان ارى الفجرا
اردد فــي تـك الطلـول علـى الربـا
تـــردد ذي حــاج ليــدركها شــهرا
وان هــي لــم تفتــح مغلـق بابهـا
عكفــت بـذاك البـاب اطلبهـا عشـرا
وامكـث ان لـم الـق فـي جانب الحما
رفيـف بـروق عنـد ذاك الحمـا دهـرا
واعلـــم انــي اكمــه لا ارى ســنى
ومـن عنـد رب العـرش احتسـب الاجـرا
وارقــب مــن فيـض الرحيـم مراحمـا
ونعمــاء مـن ضـراء لا تنتهـي حصـرا
وارضــى بكــوني ناسـكا غيـر عـارف
علـى حـد علـم العقل استعمل الفكرا
وان كــان علــم العقـل غيـر موصـل
الـى شرح علم السر اذا لم يزل قشرا
نهايـــة اعقــال العقــول معاقــل
عـن الحـق فـي كـن بـه قصـرت قصـرا
قــديما ارتنــا مــن وراء خبائهـا
سـتور رسـوم لـم تـزل للعلـى سـترا
سـبرنا بهـا بحـر المعـالي فلم تجد
لنـا بعـد ذلـك السـبر من احد خبرا
الا ليـت ذاك السـبر مـا كـان حاصلا
لقــد ضـيع الايـام الفاضـل الفخـرا
فعـش هكـذا مـا هكـذا غيـر مـا ترى
مـن الامـر لا ترفـع بـأمر تـرى امرا
بــه واحــد فيــه لــه وهـو صـاحب
وليــس بــه فيــه فلا ترتكـب جـورا
قـــرأت كتــاب الكائنــات مســطرا
فلـم اسـتفد منـه سـوى واحـد سـطرا
وعــانيت فيــه كــل صــعب وســاهل
فمـا شـرحت تلـك المعانـاة لي صدرا
وصــيرت نهــج السـر فـي كـل شـاحب
فمـا رضـت امـرا قـط لـي يسر الامرا
تخيلتـــه وهمـــا فــوافيت غيــره
فـالفيت فـي اخطـار سـيرى لـه خطرا
ونمــت فخــال النــوم انــى نـاظر
اليــه وادنــى داره دونهــا بصـرا
فــبيني وبيــن الناعمــات مجاهــل
يضـل بهـا الخريـت عـن ساحة الزهرا
ودونــي ودون الملتقــى كــل شـاهق
علـى ان يـرى نسـر السـماء بها كرا
فيــا املــى دونــي توقــف فـأنني
رجوتــك حــتى لــى تعرضــت الاخـرى
ونــادي صــريخ بالرحيــل واســمعت
خطوب الليالي ذا الندى لبنى الغبرا
أفـى الحشـر بعـد النشـر أنت منازل
مقـامي لانـي اليـوم انتظـر الحشـرا
فقـم لا تـرم مـا لـي بك اليوم حاجة
فقـد نلـت علمـا لـم اكن بعده غمرا
فلــم ار وفــرا للقناعــة للفــتى
ولا ككفــاف النفــس للمتقــى ذخـرا
ولا مثــل مــوت الحــي للحـي راحـة
فعـش غيـر حـى ان تـرد عيشـك الامرا
وقـــل مســتغيثا بالامــام وحزبــه
اذا رمـت خيـرا او خشـيت الورى ضرا
ولا ســد بــاب العلــم عنــى محجـب
ومفتـاح غيـب الامـر تعطـى ولا فخـرا
لمـن تـذهب الآمـال يا علم ذا النهى
ويـا عقـل اربـاب النهـى كلهـم طرا
ومــن نرتقــى فـي ريـف رأفتـه اذا
الـدهر مـن نيـل المنـى عمم الحجرا
فهــل دون مــأواك الخصــيب فنـاؤه
بسـاتين يجنـى المرء من روضها زهرا
فيــا كعبــة الآمــال طــال تبـددى
بفقــد معــان انـت منـى بهـا ادرى
امنــت بفضــل منـك لـي فيـه جـانب
اليــك فلا اخشــى علــى عـرة فكـرا
فمـع مـا تـرى مـن قصـد وجهك للمنى
تـرى يهتـك الـدهر المحـارم والسرا
فكيـــف امـــام العــالمين وهــذه
ثيـاب الهـدى مـن فيـض فاصـله اغرا
تجـــر افتخــارا ذيلهــا بتبخــتر
علـى فخـر عبـد اللـه اكرم به فخرا
لـــه بـــأبى بكــر علــو ورفعــة
علــى كــل مرقــوع علا ذروة قــدرا
وقــد نــوه المنشــور منـك بنشـره
ابــا طيــا فقــد اوجــب النشــرا
امــام جيــوش المســلمين وقطبهــم
ابـو الـدهر ممـن عـدله قوم الدهرا
عفيـــف شـــريف ذو طـــراف ممـــد
بــه جــاءت الآثــار تزبــره زبـرا
واعلا علامــــات الامــــام خليفـــة
تعــالى عــن الاشـباه سـيرته يسـرا
وتملـــى اســاطين الخلافــة بعــده
علـى حسـب الـترتيب تجـرى به الاجرا
مقيمـى ربـوع النـاس اهـل الذين هم
اهلــى ابــى حفـص وعثمـان والكـرا
وارواح جسـم الخيـر مـن يـوم بـدره
بنـا رائد يستشـفع الشـمس والبـدرا
خلائق ايــاهم عيــن الــدهر سـاهرا
فلمـا اتـاهم لـم يـرم بعـدهم امرا
فمـا بعـدهم بعـد طـوى الـدهر بسطه
فمـن شـاء فليـؤمن والا أتـى الكفرا
ونــذكر حــزب اللــه كــل مجاهــد
ولا ســيما فــي قــدير حلــو قـدرا
لهـم وقفـة فـي الخير ما مثل مثلها
سـوى وقفـة وافـت لاهـل الرضـا بدرا
ســـلام متـــم مـــن ولـــى مجــدد
ايــادى عــرف لا يـرى بعـدها نكـرا
مجيــد القـوافي الحاسـرات وجوههـا
من الذل يا ابن العز يعزى الى زهرا
خــذو مــن التبريــح ذاب مفارقــا
وليــس مـن الـدنيا يعـد ولا الاخـرى
لكــم فضــل اصــحاب النــبى محمـد
بخـاتم اقطـاب الـورى الآيـة الكبرى
علـــى احمــد منــى صــلاة تأيــدت
وخيـر سـلام قـد أبـى العـد والحصرا
الشيخ الحسين الزهراء.شاعر من شعراء السودان في العصر الحديث، ولد في قرية واد شعير بالقرب من المسلمية جنوب الخرطوم من أبويين عباسيين، حفظ القرآن، وتلقى مبادئ التعليم الديني، ثم سافر إلى القاهرة لمواصلة تعليمه في الأزهر، ثم عاد إلى بلده معلماً، ثم داعياً من دعاة الثورة المهدية، وجعل من شعره لساناً للثورة، تولى القضاء ولقب بقاضي الإسلام، ثم سجن حتى مات في سجنه.