
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـرح الخفـا مـا الحـق فيه خفاء
وتــــوالت الآيـــات والانبـــاء
فــالأمر جــد والقلــوب مريضــة
والــــداء داء والـــدواء دواء
والحادثـــات مصـــاعق بمنــابر
بعظاتهـــا تتواضـــع الأشـــياء
والحــق أظهــر ان يـرى بشـواهد
لــم لا وقــد قـامت بـه الاسـماء
والشـمس فـي أوج العلا مـن مغـرب
بهـــرت عليهــا هيبــة وبهــاء
والبــدر قابلهــا فتــم كمـاله
وتقلـــدت بعقودهـــا الجــوزاء
ودرارى افلاك العلا دارت علـــــى
أقطابهــا فزهــت بهـا العليـاء
وتكــاملت فــي كــل مجـد ابجـد
لمــا اســتقام زمانهـا الاشـياء
مـــا ان تــرى الا جميلا زاهــرا
بهرتــه فـي حلـل البهـا زهـراء
وسـقته مـن خمـر الهـوى بعيونها
ولمــى ثغــور شــفاهها لميــاء
بالآيــة الكـبرى الـتي بظهورهـا
كمــل الرضــا وانجـابت الاسـواء
مهــدى رب العـرش منتظـر الـورى
والــى الــولى والاكرمــون وراء
السـابق ابن السابقين الى الهدى
مــن معشــر نتجــت بهـم زهـراء
وبهــم تبلــج كــل غصــن مثمـر
بحلاه تزهــــو روضـــة خضـــراء
تســقى بعــذب رائق مــن ابحــر
مــن فيضــها ملأ البحـور المـاء
وهمـى وجـاد علـى الانام بما ترى
مــن غيثـه الهـامى عميـم سـماء
يشـرى لنـا بظهـور مهـدى الـورى
ايـــه ونعمــى بعــدها نعمــاء
جمعــت حـذافير الـولاء لنـا بـه
وعلـى الجميـع مـن الامـام خبـاء
رفعتــه منــه يـد بقـدرة قـادر
فــوق المبــاني مــا علاه بنـاء
بمكــانه الأمــن المؤيــد وقتـه
والأرض ارض والســــماء ســــماء
انعـم بـأمر كـان مـن جـد القضا
جــار وقــد حكمــت بـه الاسـماء
ولــه الاشـارة مـن ألسـت بربكـم
طوعــا لــه وليســمع العلمــاء
مـا حـالهم مـا بالهم لم يسمعوا
نفســى لهــم ممــا يشـين فـداء
مـن يحفـظ التنزيل من يدرى الذي
فيــه ومــن لـم يـدر ذاك سـواء
مـن يحفـظ الاخبـار عن اهل النهى
وتعيـــن ذلـــك فطنــة وذكــاء
ويــرد اشــكال الامــور لشـكلها
ولهــا عليـه مـن الثنـاء سـناء
ويــرى القبيــح بدايـة ونهايـة
ويــروم احســن مـا الإلـه يشـاء
مثـل الـذي فـي بحـر ليـل جهلـه
داج واشــرق مــا يــراه مســاء
لا والـذي خلـق النوى وهدى الورى
ولـــه وراء ممـــاتهم إحيـــاء
علمــاء امــة احمــد ناشــدتكم
ردوا جـــوابي انكـــم علمـــاء
ارضـى وترضـون الضـلال بعيـد مـا
ظهـر الهـدى وانجـاب عنـه قـذاء
ويخيــب ظنــى فيكــم وعشــيرتي
انتــم وتقمــع جمعنـا الغربـاء
ونكـون دون الـدون من بين الورى
كلتــا يــدى احســاننا خرقــاء
ردوا علــى اعيــذكم مــن شـامت
لكــن اجيــدوا فــالجواب شـفاء
مهــدى امـة احمـد بـي لـم تـذر
خلا يـــدوم لـــه لـــدى اخــاء
فتنكــرت مــن ذاك مــل مقاصـدي
فغــذا الجميــع سـوى علاك هبـاء
مـا لـي سـواك وليس بعدى من جفا
لكــن بــذاك جــرى علــى قضـاء
وارى علــى بــوقت عـداك دائمـا
بيــن الــورى تتكــبر الاســماء
وانـا المصـغر بيـن ظهـر انيهـم
حســبى المتصــاغر انهـم اكفـاء
لــم تعـرف الايـام قبلـك منزلـي
ولــذلك لــم يرفــع علـى لـواء
واسـتعملتني اليـوم فـي عاداتها
فــاطعتهن ولــى ولــديك رجــاء
اجملـــت فيمــا لا ارى اجمــاله
حقـــا ولكـــن للامـــور مضــاء
ومواضــع التفصـيل دونـى شـأوها
لعبــت بهــا مـن دونـى الاهـواء
فلسـان حـالي الكنتـه فهـا أهتى
بعضـــال داء مـــا لــديه دواء
جهــل الــولاء امـات ديـن محمـد
وأهيلــه مــاتوا وهــم احيــاء
وتراكمــت ظلمـاتهم بيـن الـورى
لمـــا اطمـــأن لهــم ودام ولاء
يــا ابــن النـبى محمـد ووليـه
وامينـــه مــاذا اليــك مــراء
انــا عبـد عبـد اسـتعيذ بـذمتي
ابــدا اليــك ولــى هنـا اعـاء
مـا بـي اسـتهانوا بل بشرع محمد
فعليــه مـن اثـر الـدمار حيـاء
وامــاته الجـم الغفيـر مهـاجرا
ولـــه بمــاء ســمائك الاحيــاء
فتنــاولنه مــن اللئام واعطــه
صــنف الكــرام فـأهله العلمـاء
واشـرط عليهـم ما اردت من الهدى
يعطــوا العهــدود لأنهـم امنـاء
رسـم ترقـرق بالسـنا فلـه الهنا
اذ نــاله بعــد الفنــاء بقـاء
وكســته اثــواب الرضــا مهديـة
تتلــو المضــرة اختهـا السـراء
فغـدا بهـا يختـال في حلل اليها
ولكـــل شـــيء شـــدة ورخـــاء
كـم ارتعـى مـن روض دانيه الجنا
ثمــر الرضـا تـدنيه لـي وجنـاء
طارحتهـــا تحــف الكلام فنــوعت
تحـــــف الملام وهاجهــــا ادلاء
واذا نسـيمات الصـبا دعـت الصبا
لوصــــالها تتنصـــل الاعضـــاء
ترتــاع ان هتفـت بهـا مـن كـوة
ســحرا لتجديــد الســلام رخــاء
عـاش ابـن سـينا جهـده اوصـافها
بشــقائه فــإذا هــي العنقــاء
دقــت ورقــت وارتقـت فـي سـكره
بلمــى شــفاه دونــه الصــهباء
كيـف التواصـل والقوى نهت السرى
اذ مســها مــن ضــعفها الاعيـاء
فتنزلــت حاجاتهـا فـي سـوح مـن
بحمـــولهم تتنـــزل الضـــعفاء
وتركتهــا وكفــى لقــائي مــرة
اذ لا يــدوم مــع الزمـان لقـاء
تلـك الـتي جهـد الزمـان لوصلها
ولـــه بـــذلك غـــدوة ومســاء
حــتى بألطــاف المهيمــن مكنـت
اغراضـــه منهـــا يــد بيضــاء
فغــدا بهــا متصـرفا فـي اهلـه
يعطــى ويمنــع مـن يـرى ويشـاء
ودعــا بهــا للّــه دعـوى قـاهر
ســمعت بعــز مكانهــا العظمـاء
فأجــابه اهـل النهـى فـي طاعـة
ســفكت بهـا قبـل اللقـاء دمـاء
وديلـو مـن نـادى الهـدى منقصـة
وســقوفها بيــن الســقوف هـواء
حـاكت بهـا يسـرى الشمال عجائبا
شـــملا تفتقـــه يـــد عســـراء
فــي ثــان ايـام الدنيـة عطلـت
بيــض المهــا وجــواهر ونســاء
فـي تاسـع مـن رابع في الثان من
بعــد المئيــن وللأمــور مضــاء
واللّــه دمــر مـن طغـى وابـاده
حـــتى تــولى قتلــه الضــعفاء
ولقــد تبــدد جســمه برمــاحهم
فكـــأنه مـــن خلقـــه اشـــلاء
صـالوا بـه وذويـه بيـن حصـونهم
فـــي خنــدق غــرت بــه الأذواء
شــادوه بالحصـن القـوى وايـدوا
بالنـار مـن فـي النار فهي جناء
فــي كــل مزغــال شـرارة بنـدق
رام طــوى مــن فـي يـديه خـواء
وكروبهــم كالرعــد بيـن صـواعق
للمســـلمين وكـــل ذاك عـــداء
اللّــه اكــبر ان يــرد وجـوههم
عــن شــأنه او تمنــع البأسـاء
ولجــوه عمــدا باختيــار صـادق
ولهــم يــد فــي فتكــه خرقـاء
وفـــت بذمـــة احمـــد ومحمــد
مهــــديهم وجنــــوده شـــهداء
فعلـوا ومـا فعلـوا ولكـن ربهـم
رام بهــم ولهــم بــذاك ســخاء
وســموا خراطيـم الشـقا بحـوازم
بيـــض بكـــت آثارهــا بيضــاء
نــوح الحمـام تنـوح غيـر موسـد
بعــد الوســاد وعينهــا وسـناء
تنشـاق بعـد عـبير عنـبر مسـكها
رمــم الانـام وذا الـتراب وطـاء
وبنـــات آرام ترامــت مــن ذرى
اوج العلا مـــا عنـــدهن غطــاء
فسـل الطلـول هنـاك عـن اسيافهم
ورمــاحهم فــي الكــافرين رواء
وامـرر بهـم وعلـى الديار فحيها
ان الــديار مــن الـدمار هبـاء
واغــش القبــور بمنحــة وهديـة
ان القبـــور ببعضـــها شــهداء
واســتجوب الاطـواد صـرعى بينهـا
مـاذا الرغـام وفـي النفوس اباء
وتخـط خـط النـار تعـرف خـط مـن
مــج الهــدى لمــا نهـاه شـقاء
والنـار ترعـى فـي الجسوم كأنها
عشـــــب لعمـــــرى ان ذاك بلاء
ما النار شأن النار اعجب ما أرى
تجــرى بهــم وجســومهم ســوداء
عنهـا اسـتفد خـبرا وكـن متبصرا
فــي أمرهــا وليعـل منـك بكـاء
عـبر تجـل على القلوب ذوى الذكا
ايـــه وتكســـف بينهــن ذكــاء
أتظـــن تلــك مرامــة مانوســة
لا والــــذي ضـــلت بـــه الآراء
وهــدى لــدين محمـد مـن يهتـدى
وبـه تخصـص فـي الهـدى الخلفـاء
هـم والـذي بـرأ الورى هم لا سوى
كــل النفــوس لهـم سـواى فـداء
وفـدى النفـوس لنـا فـإني دونهم
بــي والــذي بـرأ الـورى ادواء
هـم كـالنجوم وفـي الجـدوى نـدى
بــل الصــدا مـا بعـدهم اظمـاء
مـاذا الـذي نقتـاس مـن افعالهم
فقياســــهم بســـواهم اغـــواء
مــا دونهــم مرمـى مريـد صـادق
هــل بعــد عـرش الاسـتواء بنـاء
فســوى خلائف احمـد مهـدى الـورى
كــل الانــام مـن الخيـور فضـاء
إلا الــذين غــدوا علـى ىثـارهم
أهــل الولايـة والصـفا والأمـراء
ذاك الرقيـق الزمـه واتـرك غيره
ربــط الجيــاد لغيـر ذاك نـواء
واعصـم سـقاءك بالوكاء من الظما
مـا فـي الفضـاء امـام قصدك ماء
واصحب اسيرك في الثرى خوف الثوى
بيـن المنـا وخطـا الخطـا بهماء
واحلـل اسـيرك هـا هنا ان تستطع
مــا فـي القيامـة للأسـير فـداء
خفـــض عليــك فللخطــوب ترســل
طـــورا وطـــورا شــدة ورخــاء
وعلــى النـبي وآلـه صـلى الـذي
وصــل الصــلاة فطالهـا العظمـاء
وكـذاك سـلم ذا العلا مـا انشـدت
بـرح الخفـا مـا الحـق فيه خفاء
الشيخ الحسين الزهراء.شاعر من شعراء السودان في العصر الحديث، ولد في قرية واد شعير بالقرب من المسلمية جنوب الخرطوم من أبويين عباسيين، حفظ القرآن، وتلقى مبادئ التعليم الديني، ثم سافر إلى القاهرة لمواصلة تعليمه في الأزهر، ثم عاد إلى بلده معلماً، ثم داعياً من دعاة الثورة المهدية، وجعل من شعره لساناً للثورة، تولى القضاء ولقب بقاضي الإسلام، ثم سجن حتى مات في سجنه.