
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا صــاديا لمدامــة الخمـار
غرثـــان ســار طــالب الآثــار
مســتخبراً علمــا بــرب الـدار
رد فــي بحـار العلـم والاسـرار
بنجــــائب الاوراد والاذكــــار
ولـترع خوفك فوق أن ترعى الرجا
وقـم الليـالي لا تنم وقت الدجا
لا تخـش مـن ضـرر ولا تشـك الوجا
ودع التكاسـل عنـد أوقـات الإجا
بـه فالمعـارف فـي دجـا الاسحار
واعلــم بأنـك لا تـزال مطالبـا
وبكــل عــاد لا تــزال مغالبـا
فعلــى حظـوظ النفـس لا تتكـالب
واسـأل مليكـك بـالقليب وقالبا
وصــلا اليــه وفيــض علـم جـار
وفـؤادك احفـظ مـن خـواطر حدسه
أيضـا وفلكـك فـي المشارع ارسه
ولتحـى ليللـك سـيما فـي سدسـه
فـالخير يـأتى مـن حضـيرة قدسه
لـذوى العنـا والجـد في الاسفار
والحـب يأخـذ صـفو قلـب نـديمه
كــالخمر يلعـب دائمـا بمـديمه
فـالزم فـداك النفـس بيت عليمه
واشــرب بـذكرك خنـدريس قـديمه
بصـــبابة مــع فتيــة أبــرار
واكتـم هـواك اذا بـدا لك شارق
حســن لقلبــك بالمحاسـن سـارق
واعلــق بـذاك ولا يعوقـك عـائق
لــولا المحبـة مـا تـروى صـادق
فــي أبحــر التوحيـد والأنهـار
وارقـب رقيبـك فـي لويلات الولا
ودع الدنيـة لا تـرم فيها العلا
وافـرح بفقـدك جيفة تكفى البلا
وانـدب علـى نفسـى ولا تندب علي
مـا كـان مـن جـاه ومـن ازهـار
واتبـع بصفو القلب ويحك من سرى
فـي كـل مفعـول ولـو بيعـا شرا
واحـذر بجهـد أن تميـل إلى مرا
واركـن الى خدام ليلى في الورى
وخـذ الطريـق لهـم يزهـد الدار
بحلال قوتـــك للجـــوارح أيــد
وعلــى حزمــك باهتمــاك شـيدى
وعليــك نفســك بالشـريعة قيـد
واجهـد ولا تخشـى الملامـة سـيدى
فـي منهـج القـوم الآلـى الأحرار
واغنـم زمانـك قبـل أيام الكبر
وعـظ الفـؤاد بـتى وتياك الكبر
ودع الـردا وكذا الأزار لمن جبر
واخلـع ثيـاب العجب عنك ولا تذر
تمزيــق مـا يـردى مـن الاسـتار
إيــاك خلــى أن تقــوه بوشـية
وكـذاك فاحـذر أن تخـون بمشـية
مـن أيـن تـأمن ان تصـاب بغشية
طيــب فــؤادك بالصـفا وبخشـية
كــى معــك يبـدو طيـب الاعطـار
واصـحب فريقـا بـالتقى متـدرعا
لا معشـرا لـردى الشـقا متجرعـا
بــل بارعــا بجــوايز منـدرعا
واركـب علـى سـفن الرجا متضرعا
مــن غايـل يغتـال قلـب السـار
وانعـم بـذلك ذلـك العيش الهنى
واعلــم بأنـك دون مملـوك دنـى
لا تجــترى لا تفــترى لا تكتنــى
لا تــدعى اوصــاف مـولاك الغنـى
ترمـــى بســـهم بليــة ضــرار
كـن فـي الطريق على اجتهاد لائق
متباعــدا عــن كـل امـر عـائق
متولعــا فرحــا بـذكر الخـالق
واكتــم ولا تفشــى لامــر خـارق
كالعـــارفين ائمـــة الأســرار
والشاذلى من في المهيمن قد فنى
وســريهم وجنيـدهم عبـد الغنـى
وابـن الرفاعى ومن بعزة قد عنى
والخلـوتى ومـن له النسب السنى
بـدر الـدجا السمان ذى المقدار
كـن أن تكـن بجمـال سلمى هائما
لا لاهيــا عنهــا بنفسـك نائمـا
فيهـا الوجـود ومـن تراه قائما
لاحــظ بقلبــك للحقيقـة دائمـا
بتخشــــع وتخضــــع ووقــــار
خـل الـتي لزمـت حماهـا والبذى
وكـذاك خـل المبتـدى والمحتـذى
واعمـل إلـى ذيالك المسك الشذى
وادخـل بوجـدك ذلـك الحزم الذي
واشـرب مـن الخمـار كـأس خمـار
وتجـردن مـن قبـل تحريـم الهوى
واغسـل ثيابـك من مصاحبة الدوا
وأذق جنانــك كلـه ألـم النـوى
جــرم نفيــس ليـس يـدخله سـوى
مـن قـد تطهـر مـن صـدا الاوزار
كـن ذاكـراً متهجـداً فعسـى لعـل
وصـل يكـون ولا يخيـب مـن اتصـل
والجـأ إلـى مـن عز في ذات وجل
وجميـع مـا ترعاه قبل دخولك ال
حـرم المنيـع اتركـه باستبصـار
ذلـك الحجـاب وذلـك سـور مـانع
وكـذلك الـبردى القشـيب اليانع
ايضـا ومـن هـو فـي صحابك قانع
ســيف صــقيل للقواطــع قــاطع
عـن حضـرة المدد الشهى المدرار
واقصــد تجاهـك داخلا فـي شـرعة
متطهــرا متنزهــا عــن بدعــة
واصـعد إلـى أوج الكمـال بسرعة
متقاعــداً متباعــداً عـن رفعـة
بـــبراق عــزم عنايــة طيــار
ان شـمت برقـا في الدياجر لائحا
أو عاشـقا لـديار علـوى رائحـا
كـن للحـبيب بـدمع عينـك بائحا
مـن يرتقـى يبقـى امامـا صالحا
تســعى اليــه أكــابر الأقطـار
واعمــل بحــق معــالم مشـهورة
مســطورة فــي كتبهــم مزبـورة
او عنــد ميقــات هنـاك بصـورة
احـــرم بنيــة حجــة مــبرورة
واشـمم شذا الرند الشذى الزارى
وارمـــق علاك بـــأعين مرميــة
مخفيـــة فـــي غيهــا محميــة
وأجــب الاهــك للحمـا مـع نيـة
وطــف القــدوم بنيــة قدســية
لتفـوز بالعليـا وقـرب البـارى
وأتـى المناسك ما استطعت مهللا
متعللا متــــــأولاً متحـــــولا
متحققـــا بـــالحق لا متقــولا
قـف بالصـفا بصفاك واسع مهرولا
متواجـــدا بــالزهر والازهــار
واذهب لميقات الرضى وارم الشقا
متقويــا بـالزاد راكـب منتقـا
والبـس حلا الأحسان من بعد النقا
ايضـا علـى عرفـات عرفان التقى
قــف بالشــهود وقـوف صـب دارى
واجمـع بجمـع بعـد جمـع واقصرا
ذكــرا وذكــرا طـولن لا تقصـرا
تجـد المنـا فيها واحسان القوى
واجمـع بجمـع ثـم جىء ام القرى
متهيئا نـــاو قضـــا الأوطــار
دع عنـك نومـا ثـم بيعا والشرا
واحلـق بهـا وانحـر ورميا كررا
فيمـا عـدا معلـوم ايـام القرا
وطـف الافاضة كي تفيض على الورا
بمعــارف مزجــت بكــاس عقــار
واعمـد الـى حضـر الـورى بتعمد
لوصــاله الأشــهى وحسـم الكمـد
وقــرور عيــن بالأمــاني مغمـد
ثــم الصـلاة علـى النـبي محمـد
شــمس الشــموس وقــرة الأبصـار
الشيخ الحسين الزهراء.شاعر من شعراء السودان في العصر الحديث، ولد في قرية واد شعير بالقرب من المسلمية جنوب الخرطوم من أبويين عباسيين، حفظ القرآن، وتلقى مبادئ التعليم الديني، ثم سافر إلى القاهرة لمواصلة تعليمه في الأزهر، ثم عاد إلى بلده معلماً، ثم داعياً من دعاة الثورة المهدية، وجعل من شعره لساناً للثورة، تولى القضاء ولقب بقاضي الإسلام، ثم سجن حتى مات في سجنه.