
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الحمــد للــه ولــي الحمــد
الواحـد الفرد المعيد المبدي
منـــزه عـــن شـــبه ونـــد
ومــا لــه مــن والـد وولـد
ســـبحانه مــن أبــدي فــرد
أعطـى وأولـى بعـض خلـق ومنع
بعضـا وبعضـا بعد خفض قد رفع
ولـم يكـن يسـأل عمـا قد صنع
وكــل مــا أراده حتمـاً وقـع
ولـــم يقابــل قــوله بــرد
هـو اللطيـف كـم لـه لطف خفي
أشـهى لنـا من احتساء القرقف
ومــن وصـال الحـب كـل مـدنف
بــه يخـص مـن أريـد وأصـطفي
أســـعاده مــن ســيدٍ وعبــد
عمـت جميـع العـالمين رحمتـه
والضـيق تتلـوه قريبـاً فرجته
والخلـق كلهـم جميعـاً قبضـته
فمــن أريــد بســطه وبهجتـه
سـلم مـن فعـل القبيح المردي
نسـأل بعـد الضيق منه الفرجا
ونلتجـي إليـه مـع مـن التجا
ونبتغـي منـه الأمـان والنجـا
وأن يـدلنا الطريـق المنهجـا
إلـى نجـاة الروح فهو المهدي
ثــم الصــلاة والسـلام الأسـنى
علـى الـذي عليـه ربـي أثنـى
محمـد زاكـي الخصـال الحسـنا
مـن خـص فـي زيـادة والحسـنى
قبـل الأنـام مذ نشأ في المهد
غـوث الصـريخ وغيـاث العـائذ
بــه فكــم نجـا بـه مـن لائذ
أبقى الورى عهداً لدى التخاوذ
أخــو خطــاب فاصــل ونافــذ
ومكرمـــاتٍ نزهــت عــن عــد
وآلــــه وصـــحبه الكـــرام
والعلمـــاء الســـادة الأعلام
وتـــابعيهم إلـــى القيــام
مــن كــل ذي كرامــة إمــام
وفــــي زمــــانه بالعهـــد
وبعــد فالســلام مــن مجهـول
فـي الفـن حـادي عشـر العقول
فـي سـاحة المعقـول والمنقول
كـم قطـر المنحريـر بـالنقول
وكــم ابـات جهبـذاً فـي قيـد
فلـــم يســم صــاحب الســلام
ولســت تــدريه إلـى القيـام
لكــي تــرى كـم عـالم إمـام
تحــت خمــول الـذكر فـي ظلام
فـي عـرض تسـعين كـثير الفقد
أحبكــم لكــونكم مــن جنسـي
فـــي حســـبٍ ونســـبٍ ونحــس
وكــدر عيــش الصــفاء ينسـي
فـأن تكونـوا قـد جهلتم نفسي
فــذا كلامــي شــاهد كالشـهد
قـد قلب الدهر لنا ظهر المجن
مثلكــم وقـد رمانـا بـالمحن
وصـال فـي جيش الشقاق والفتن
وكــل خــلٍ معنــا لقـد فتـن
وظــل يرمينــا بقـوس الطـرد
ومــع ذا نبـدي لـه التجلـدا
ونظهــر الغفلــة والتبلــدا
ولــم نشـمت الحسـود الأبعـدا
ولـم نـزل نـدق اقفـاء العدى
فــي غــارة ملحاحــةٍ وطــرد
مـا حـالكم في الحلة الفيحاء
بعــد فراقكـم حمـى الـزوراء
وبعــد بعــدكم عـن الحـدباء
فــإن وجــدتم ألـم البرحـاء
فالصـبر قـد يطبـخ حلو القند
يـا ايها الذين آمنوا إصبروا
وصــابروا ورابطـوا لتنصـروا
ظنـوا برب العيش خيراً تجبروا
وكيـف والأرسـال عنـه أخـبروا
أن قـــال عنــد ظــن عبــدي
رأيـــت مكتــوبكم الفصــيحا
يخجــل فـي ترتيبـه الفصـيحا
إن كنــت قـد أخفيتـه صـحيحا
عنــي ورمــت صــاحباً نصـيحا
قــد زار كفــي بغيــر عمــد
أزرى بتوقيـع العميـدي نـثره
والشـاعر المغلـق أخـزى شعره
آمنــت إذ لا يســتطاع كفــره
بـأن مـن أنشـاه يبقـى ذكـره
فـي طيـب عيـش لظهـر المهـدي
هـذا هـو التنجيـم والتقـويم
فـــأنت بعـــد هــذه ســليم
وعــن قريــب خصــمكم ســليم
شـــيطانه عـــن الأذى ســليم
يــود لـو كـان بـأرض الهنـد
فـافهم رمـوزي قد هديت للرشد
وقـولي القـول الصـحيح والأسد
وبعـدما جـاوزت يـا بدر الأسد
فتـم علـى روض السرور والرغد
واسـكت فـإن الصـمت مما يجدي
كــذا رأيــت فيكـم المقامـة
ذات كلام حــــف بالفخامــــة
مـا أحسـن الـتركيب وانسجامه
إذا نظـــرت ســاعة أرقــامه
أسـكر مـن خمـر الجوى والوجد
قضــت لبـاني ركنهـا المجيـد
بــأنه الــبيت مــن القصـيد
فـوق ابـن عبـاد بـل العميدي
كــذا وفــوق عابــد الحميـد
وفــوق سـحبان وفـوق الكنـدي
بثثــت فيهـا كـل علـمٍ نـافع
يـا حنفـي مـا أنـت إلا شافعي
فقــد جنينـا كـل زهـر يـانع
وقــد قطعنـا كـل غصـن نـابع
قبــل وصــولها لـبيت الحمـد
صـرت بهـا أخطـب فـي المراتب
أقـرأ مـا فيهـا على النوادب
كــأنني الثكلـى بـدمع سـاكب
وكبــدٍ مــن الهمــوم واجــب
وشــجن بــادٍ علــى الأفنــدة
مـا أنـت إلا يـا فـتى مظلـوم
جنـــى عليــك ظــالم غشــوم
وقــد مضــى فـي جسـمه كلـوم
إلـــى لظــى وخلفــه خضــوم
تنتظــر القـايم كـي تسـتعدي
قـد جـار في كل البرايا حكمه
وعـم هـذا النـاس طـرأ ظلمـه
ولـم يكـن لـه حلـى إلا اسـمه
أبــدى ضـراراً لا يطـاق هضـمه
وصــار يرمـي ديننـا بالبعـد
فقـــام إذ ذاك لــه جماعــة
للخيــر والتقـى غـدت جماعـة
وبــددوا أعــوانه فـي سـاعة
وســـلبوه العــز وارتفــاعه
وأخـــذوا الـــروح بلا تـــع
ذاك الــذي سـن لـك الحصـارا
ذاك الــذي أورثــك الـدمارا
فـادع عليـه الليـل والنهارا
أن يملأ اللَــه حشــاه نــارا
قبـل القيـام فـي مضيق اللحد
لـو لـم يكـن لم يحصل الدمار
لـو لم يكن لم يبد ذا الشنار
لـو لم يكن ما كان ذا الحصار
لـو لـم يكـن لـم يكن العوار
فــي عيـن كـل باسـلٍ ذي مجـد
فـافهم وبشـراك سيأتيك الظفر
سيصـطفيك الشـهم مولانـا عمـر
وتنجلـي عنـك الهمـوم والكدر
بقربـه فهـو لـدنيانا القمـر
وزيرنـا السـامي ولـي العهـد
ممهـــد العـــراق باتفـــاق
مهـــدم حصـــون ذي النفــاق
دافــع أهـل الجـور والشـقاق
بكــــل بتــــارٍ لــــه فلاق
صمصــامة الحــق حديـد الحـد
حينئذ آتيـــك مـــن بعيـــد
مقبـــل الجنـــاب كالعبيــد
معرفــاً إنــي أخــو القصـيد
وســـائل الطــارف والتليــد
منكـم وابـدي لكـم مـا عنـدي
لكـــن لكـــل أجـــل كتــاب
كمــا علمــت أيهــا النقـاب
فأصـبر عسـى أن يرفـع الحجاب
عــن كثــبٍ وتكــثر الحجــاب
فـي بـابكم عن غير أهل الرفد
إنــي غريــب لســت تعرفنــي
قبلاً وأن كنـــت عرفــت فنــي
وايـأس عـن السـؤال بعـد عني
وأبــق علــى جهلـك لا تـدعني
تمــزق الــذباب منــي جلـدي
وبعــد فالكتـاب فـي الكتـاب
قـــد وصــلا لــذلك النقــاب
أداهمــا بعــض مــن الأحبـاب
عنــي إلـى الكـرام والنجـاب
ولــم أكــن ألقاهمـا لبعـدي
أخــبرني أنهمــا فــي مـأتم
خاضـا من الأحزان في بحر الدم
عضــهما الـدهر بنـاب الأرقـم
ولقيــا مــا لـم يصـرح بفـم
دمعهمــا خــدد صــحن الخــد
والســر فــي ذاك لهـم صـديق
مــن الرجــال صــادق صــديق
ليــس لــه فــي وصـفه رفيـق
ولا إلـــى عليـــائه طريـــق
فـوق السـهى بنـي بيوت المجد
وكـان سـاكناً بـأطراف القـرى
وكــان نافعـاً لأصـناف الـورى
فراســلاه فــي مهـم قـد طـرا
وكاتبــاه بالـذي قـدماً جـرى
فوقعــا فــي وهــدة الـتردي
هــذا حـديث صـح عنـدي متنـه
اكننتــه وفيــك يجلـى كنهـه
فــإن تكــن تعلـم مـا أظنـه
فسـر إلـى السـر الـذي تجنـه
وقــل لــه إنـي بقيـت وحـدي
سـألت عـن أشـياء ليسـت تكتب
ولا برقــم الحاســبين تحســب
فـــإن أردت أيهــا المجــرب
فأرسـل فـتىً فـي نقله لا يكذب
يخــبرك عــن فــردٍ وأي فـرد
إيـاك أن تمشـي علـى الطريقة
مـا دمـت فـي بحـارك العميقة
وخــذ برســم هــذه الأنيقــة
وأمضـى علـى آثارهـا الحقيقة
تنـل بهـذا الفعـل جـل القصد
هـذا زمـان قـل فيـه الصـادق
أبنـــاؤه منـــافق ومـــارق
والجـل منهـم في الخداع حاذق
يخــادع الظــل الـذي يرافـق
ولـم يـزل عـن الهـدى فـي صد
مــولاي بشــرى بقــي القليـل
وفــات مــن مصــابك الجليـل
إن لـم تكـن تصـبر يـا خليـل
فأســرع فكــل مســرع نبيــل
فليـس يرضـى الضـيم غير الود
عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين السويدي العباسي البغدادي، زين الدين، أبو الخير.مؤرخ، من بيت قديم في العراق، ولد ونشأ وتوفي في بغداد.له كتب، منها (حديقة الزوراء- خ) ثلاثة أجزاء كبيرة في تاريخ بغداد، و(حاشية على شرح القطر للعصامي) نحو، و(شرح الشيبانية) في العقائد، و(حاشية على تحفة ابن حجر) ونظم.