
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســفَرَت فهيّجنـا الصـباح الثـاني
وبــدَت لنــا فتثلّــث القمــران
وتكلّمـــت ســـحر الحلال كمثلــه
أو خنــدريسٌ مــن دنـان الحـاني
فبـدا لنـا بـرقٌ حكـى برقَ الدجى
وبـــدت لآلٍ غُصـــنَ فــي مَرجــان
خــودٌ مـن الأعـراب يقتُـل جفنُهـا
طــرق الســهام وطرفهــا ســيّان
مـن أحسـن الأتـراك أضـحى وجههـا
والشـَعر أمسـى مـن بنـي السودان
كالغصــــن إلا أنّ فيـــه شـــِدةً
تهـــتزّني ورقٍ مـــن العِقيـــان
عبلاء خرســاء الخلاخــل مـن جـوىً
فيهــا فقـد كتمـت علـى الأشـجان
أدمــاء مـا صـلَبَت مُـذَهَّبَ قرطهـا
إلا لتنصـــر مـــذهب الصـــلبان
مــا رقّ خــدّاها وأُمــرِض جفنهـا
إلا لِتَمتُـــن فتنـــة الشـــيطان
قــد ســتَّرت قمـراً بجـون غمامـةٍ
فبـــدا كبــدرٍ لاح وســط دخــان
بدويـــة لـــم تعرفــنّ تســتّراً
بـل كـان ذاك السـتر مـن جرّانـي
قـد كـان طـاع القلـبُ حـبَّ فريدةٍ
ونهيتـــه عــن حبِّهــا فعصــاني
وتركــت كــل التُرّهــات بحبهــا
وقصــرت مـدحي فـي عظيـم الشـان
مـن جاءنـا يـدعو الأنام إلى سبي
ل الحــق والمهــدي مـن الرحمـن
قـد خصـّه الرحمـن بـالحِكَم البهي
ة والــدليل القــاطع القرآنــي
فغــدا مقيمــاً للشــريعة آمـراً
بــــالبِرِّ والإســـلام والإيمـــان
خــرَّت لســطوته الملـوك وأفـررت
وانشــق خوفــاً طـاق ذي الأيـدان
وتســـاقطت أركـــانه وتزعزعــت
أركـــانه واهـــتزّ كالنشـــوان
قــرمٌ مقيــم الــدين بالمسـنان
ليـــثٌ مـــدمِّر دولــة الأوثــان
فــي فتيـةٍ بـذل النفـوس يسـرّهم
فــي عـزّ ديـن اللَـه ذي الأركـان
قـومٌ إذا اغـبرَ السـماء رأيتهـم
تركـــوا فلانـــاً غائثـــاً بفلان
لا يرعـون عن العدى كي يلبسوا ال
غـبراء مـن حُلـل النجيـع القاني
سـل عنهـم فـي بـدر بـل في خندق
كـم جنـدلوا مـن أشـجع الفرسـان
سـل عـن أبـي جهـلٍ ببدر إذا بدا
بيـن الصـفوف يجـول فـي الميدان
أين الشجاعة منه إذ أُلقي على ال
ومضــاء مطروحــاً مــن الشــبان
شـبّانهم ترمـي الكهـول من العدى
وكهــولهم ضــرباً بكــل يمــاني
مــن جُبِّهـم نـاران تبـدو للقـرى
نــار الحديـد ونـار فـوق رعـان
نـالوا السيادة والعلاء بصحبة ال
طهــر الزكـيّ المنجـب العـدناني
مــن فــاق كـل الأنبيـاء وآدمـاً
فضـلاً كـذا الكرسـي مـع الرضـوان
بـل تربة المختار خير من ذرى ال
عــرش الرفيــع وخيـر كـل جنـان
يــا أيهــا الشـفّاع إنـي مـذنب
أرجــوك يــوم الهـول لا تنسـاني
بـل واسـقني يـا كـوثراً من كوثر
يــــوم الرجـــوع بحشـــرجٍ ملآن
فلأنـــت لا ترضــى لنــا بمذلّــة
ولأنـــت لا ترضــى لنــا بهــوان
ترضـــى يـــا كريـــم وإننـــا
فــي شــدة مــن زفـرة النيـران
ثـم الصـلاة عليـك يـا علم الهدى
وكـــذا الســلام كوابــلٍ هتــان
والآل والأصـــحاب أهـــل الخيــر
والتقــوى وأهـل الـبر والإحسـان
عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين السويدي العباسي البغدادي، زين الدين، أبو الخير.مؤرخ، من بيت قديم في العراق، ولد ونشأ وتوفي في بغداد.له كتب، منها (حديقة الزوراء- خ) ثلاثة أجزاء كبيرة في تاريخ بغداد، و(حاشية على شرح القطر للعصامي) نحو، و(شرح الشيبانية) في العقائد، و(حاشية على تحفة ابن حجر) ونظم.