
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيـا سـُرورٌ وَأَنـتَ يـا حَـزَنُ
لِـم لَم أَمُت حينَ صارَتِ الظُعُنُ
أَطـالَ عُمـرِيَ أَم مُدَّ في أَجَلي
أَم لَيسَ في الظاعِنينَ لي شَجَنُ
أَم لَـم يَبِن مَن هَوَيتُ مُرتَحِلاً
أَم لَـم تَوَحَّش مِن بَعدِهِ الدِمَنُ
يـا لَيتَ ماءَ الفُراتِ يُخبِرُنا
أَيـنَ تَـوَلَّت بِأَهلِهـا السـُفُنُ
مـا أَحسَنَ المَوتَ عِندَ فُرقَتِهِم
وَأَقبَـحَ العَيشَ بَعدَ ما ظَعَنوا
وَيـحَ المُحِبّيـنَ كَيـفَ أَرحَمُهُم
لَقَـد شـَقوا في طِلابِهِم وَعَنوا
هَـذي الحَماماتُ إِن بَكَت وَدَعَت
أَسـعَدَها فـي بُكائِهـا الفَنَنُ
فَمَـن عَلـى صـَبوَتي يُسـاعِدُني
إِذا جَفـاني الحَـبيبُ وَالسَكَنُ
صــَبَرتُ لِلحُـبِّ إِذ بُليـتُ بِـهِ
وَمـاتَ مِنّـي السـِرارُ وَالعَلَنُ
يـا مُبدِعَ الذَنبِ لي لِيَظلِمَني
هَجـرُكَ لـي في الذُنوبِ مُمتَحِنُ
مــالي مِــن مِنَّـةٍ فَأَشـكُرَها
عِنـدَكَ لا بَـل عِندي لَكَ المِنَنُ
جَهِلــتَ وَصـلي فَلَسـتَ تَعرِفُـهُ
وَأَنــتَ بِـالهَجرِ عـالِمٌ فَطِـنُ
حـارَبَني بَعـدَكَ السـُرورُ كَما
صـالَحَني عِنـدَ فَقـدِكَ الحَـزَنُ
أَعانَـكَ الطَـرفُ وَالفُؤادُ عَلى
روحــي وَرَوحـي عَلَـىَّ يَعتَـوِنُ
مِمّـا كَسـاني الهَـوى فَكِسوَتُهُ
لـي أَبَـداً مـا لَبِسـتُها كَفَنُ
أَوهَنَنـي حُـبُّ مَـن شـُغِفتُ بِـهِ
حَتّـى بَرانـي وَشـَفَّني الـوَهنُ
عَــذَّبَني حُــبُّ طَفلَــةٍ عَرَضـَت
فيهـا وَفـي حُبِّهـا لِيَ الفِتَنُ
إِذا دَنَــت لِلضـَجيعِ لَـذَّ لَـهُ
مِنهـا اِعتِنـاقٌ وَلَـذَّ مُحتَضـَنُ
كَحلاءُ لَــم تَكتَحِــل بِكاحِلَـةٍ
وَسـنانَةُ الطَـرفِ ما بِها وَسَنُ
فَفــي فُــؤادِيَ لِحُبِّهـا غُصـُنٌ
فـي كُـلِّ حيـنٍ يُـورِقُ الغُصـُنُ
قيــلَ لَهـا إِنَّـهُ أَخـو كَلَـفٍ
بِحُبِّكُـــم هـــائِمٌ وَمُفتَتِــنُ
فَأَعرَضــَت لِلصــُدودِ قائِلَــةً
يَقـولُ مـا شـاءَ شـاعِرٌ لَسـِنُ
مـا كـانَ في ما مَضى بِمُؤتَمَنٍ
عَلــى هَوانـا فَكَيـفَ يُـؤتَمَنُ
حُبّـانِ غَضـّانِ في الفُؤادِ لَها
فَمِنهُمـــا ظــاهِرٌ وَمُنــدَفِنٌ
أَوطَـنَ يـا سـِحرُ حُبُّكُـم كَبِدي
فَلَيــسَ لِلحُــبِّ غَيرَهـا وَطَـنُ
سـَمِعتِ فينـا مَقـالَ ذي حَسـَدٍ
لَمّــا أَتـاكُم بِـهِ هَـنٌ وَهَـنُ
إِن كـانَ هِجرانُكُـم يَطيبُ لَكُم
فَلَيــسَ لِلوَصـلِ عِنـدَنا ثَمَـنُ
خَلَعـتُ فـي الحُبِّ ماجِناً رَسَنى
كَـذاكَ فـي الحُبِّ يُخلَعُ الرَسَنُ
وا بِـأَبي مَـن يَقولُ لي بِأَبي
وَمَــن فُـؤادي لَـدَيهِ مُرتَهَـنُ
يَطلُبُنـــي حُبُّــهُ لِيَقتُلَنــي
وَلَيــسَ بَينــي وَبَينَـهُ إِحَـنُ
وَكَـم مِن أَشياءَ قَد مَضَت سُنَناً
كَمـا جَرَت في القَبائِلِ السُنَنُ
وَقــائِلٍ لَسـتَ بِـالمُحِبِّ وَلَـو
كُنـتَ مُحِبّـاً هَزَلـتَ مُـذ زَمَـنُ
فَقُلــتُ رَوحـي مُكـاتِمٌ جَسـَدي
حُبِّــيَ وَالحُــبُّ فيـهِ مُختَـزَنُ
شـَفَّ الهَـوى مُهجَـتي وَعَـذَّبَها
فَلَيــسَ لــي مُهجَـةٌ وَلا بَـدَنُ
أَحَـبَّ قَلـبي وَمـا دَرى جَسـَدي
وَلَـو دَرى لَـم يُقِم بِهِ السِمَنُ
لَــو وَزَنَ العاشــِقونَ حُبَّهُـمُ
لَكــانَ حُبّــي بِحُبِّهِــم يَـزِنُ
لا عَيـبَ إِن كُنـتُ ماجِناً غَزِلاً
فَقَبلِـيَ الأَوَّلـونَ مـا مَجَنـوا
مسلم بن الوليد الأنصاري بالولاء أبو الوليد.شاعر غزِل، من أهل الكوفة نزل بغداد فاتصل بالرشيد وأنشده، فلقبه صريع الغواني فعرف به.قال المرزباني: اتصل بالفضل بن سهل فولاه بريد جرجان فاستمرّ إلى أن مات فيها. وقال التبريزي: هو مولى أسعد بن زرارة الخزرجي.!مدح الرشيد والبرامكة وداود بن يزيد بن حاتم ومحمد بن منصور صاحب ديوان الخراج ثم ذا الرياستين فقلده مظالم جرجان.وقال السهمي: قدم جرجان مع المأمون، ويقال إنه ولي قطائع جرجان وقبره بها معروف.وهو أول من أكثر من البديع في شعره وتبعه الشعراء فيه.