
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يا لَيلَةً نِلتُ فيها اللَهوَ وَالوَطَرا
كُـرّي عَلَينـا وَإِلّا فَـاِطرُدي الذِكَرا
لَمّا اِلتَقَينا اِفتَرَعنا في تَعاتُبِنا
مِـنَ الحَـديثِ وَمِـن لَـذّاتِهِ العُذَرا
إِذا اِسـتَتَرنا بِسِترِ اللَيلِ بادَرَنا
كَيمـا يَرانا عَمودُ الصُبحِ فَاِنفَجَرا
قـالَت أَأَقـرَرتَ بِـالإِجرامِ قُلتُ نَعَم
لَـو كانَ جُرمي عَلى الإِقرارِ مُغتَفَرا
ســَأَدَّعي ذَنـبَ غَيـري كَـي يُصـَدِّقَني
مَـن لا أُرَجّـي لَدَيهِ العَفوَ إِن قَدَرا
قَـد أَولَعَتـهُ بِطـولِ الهَجـرِ غِرَّتُـهُ
لَـو كانَ يَعلَمُ طولَ الهَجرِ ما هَجَرا
مـا تُغمِـضُ العَيـنُ مُـذ غُلِّقتُ حُبَّكُمُ
إِلّا إِذا خالَســَها عَينُــكَ النَظَـرا
أَسـهَرتُموني أَنـامَ اللَـهُ أَعيُنَكُـم
لَسـنا نُبالي إِذا ما نِمتِ مَن سَهِرا
فَاِستَضـحَكَت ثُـمَّ قـالَت لا تَكُن نَزِقاً
وَاِكتُـم حَـديثِكَ لا تُعلِـم بِـهِ بَشَرا
فَقَـد غَفَـرتُ لَكَ الذَنبَ الَّذي زَعَموا
لا بـارَكَ اللَـهُ فيمَن بَعدَ ذا غَدَرا
وَقَصـَّرَ اللَيـلُ عَـن حاجـاتِ أَنفُسِنا
كَـذاكَ لَيـلُ التَلاقـي رُبَّمـا قَصـُرا
قـامَت تَمَشـّى الهُوَينـا نَحوَ قُبَّتِها
وَقُمـتُ أَمشـي خَفِـيَّ الشـَخصِ مُستَتِرا
لَمّـا بَدا القَمَرُ اِستَحيَت فَقُلتُ لَها
بَعـضَ الحَيـاءِ فَـإِنَّ الحُبَّ قَد ظَهَرا
أَلقَـت عَلـى وَجهِهـا هُـدّابَ خامَتِها
وَنـازَعَتني بِكَـأسِ الوَحشـَةِ الخَفَرا
تُكـاتِمُ القَمَـرَ الـوَجهَ الَّذي ضَمِنَت
وَالوَجهُ مِنّها تَرى في مائِهِ القَمَرا
ثُــمَّ اِفتَرَقنــا فَضـَمَّنّا سـَرائِرَنا
دونَ القُلـوبِ وَفاءَ العَهدِ وَالخَطَرا
لَـم نَـأمَن اللَيلَ حَتّى حينَ فُرقَتِنا
كَأَنَّمـا اللَيـلُ يَقفو خَلفَنا الأَثَرا
قـالوا اِشـتَهَرتَ فَقُلتُ الحُبُّ صاحِبُهُ
مَـن لا يَـزالُ بِهِ في الناسِ مُشتَهِرا
وَرُبَّ يَــومٍ بِيَــومِ اللَهـوِ مُتَعَجِـرٍ
خَلَعـتُ فيـهِ إِلـى لَـذّاتِهِ العُـذُرا
وَكَــأسِ راحٍ يُميـتُ الهَـمَّ شـارِبُها
باكَرتُهـا وَرِداءُ اللَيـلِ قَـد حَسَرا
صـَبَّ المِزاجُ عَلَيها الحَلى فَاِضطَرَبَت
كَـأَنَّ فـي حافَتَيهـا الدُرَّ وَالشِذَرا
مسلم بن الوليد الأنصاري بالولاء أبو الوليد.شاعر غزِل، من أهل الكوفة نزل بغداد فاتصل بالرشيد وأنشده، فلقبه صريع الغواني فعرف به.قال المرزباني: اتصل بالفضل بن سهل فولاه بريد جرجان فاستمرّ إلى أن مات فيها. وقال التبريزي: هو مولى أسعد بن زرارة الخزرجي.!مدح الرشيد والبرامكة وداود بن يزيد بن حاتم ومحمد بن منصور صاحب ديوان الخراج ثم ذا الرياستين فقلده مظالم جرجان.وقال السهمي: قدم جرجان مع المأمون، ويقال إنه ولي قطائع جرجان وقبره بها معروف.وهو أول من أكثر من البديع في شعره وتبعه الشعراء فيه.