
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طــرب الهـزار وعمـت البشـرى فمـا
هـذا السـرور أأقبـل العام الجديد
أم عـــادة الأيــام تبــدي شــهرة
فـي كـل يـوم قيـل فـي اليـوم عيد
لا لا ومـــا كــل الزمــان بواحــد
أحيــى النفـوس بعرفـه يـوم سـعيد
يــوم بــه الإســلام أضــحى لا بــا
تــاج الفخـار ونـال عـزاً لا يبيـد
يــوم بــه ســاد الهنــا وازينـت
بعقــوده غــرر الزمـان وكـل جيـد
يــوم بــه ابتهــج الأنـام وقلـدت
فيـه الخليقـة أمرهـا عبـد الحميد
فــي مثلــه بــرز الهـدى متسـنما
عــرش الخلافــة مـن سـلالة بايزيـد
يــوم بــه نلــت الوقــوف بمنـبر
لشـبيبة العصـر المنيـرة كـي أفيد
فــأقول والأدبــاء تعلــم أن لــي
جملا أشــير بهـا إلـى معنـى بعيـد
عبــد الحميــد خليفـة الإسـلام كـم
فـي الخـافقين اليـوم من حصن يميد
عبــد الحميــد لانــت حقــا ملجـأ
للـدين والـدنيا علـى رغـم البليد
عبـــد الحميــد حميتنــا بمهنــد
فغـدا المجـادل عـن مـرادك لا يحيد
عبــد الحميــد قلوبنـا ملئت فقـل
قومــوا فقــم والهنـا عنـا شـهيد
عبــد الحميـد حييـت دهـراً قابضـا
لزمـام ملكـك حـائز العمـر المديد
كـم مـن منـابر باسـمك المحبوب قد
صـدحت بهـذا اليـوم يا عبد الحميد
كــم مظلــم أضــحى لعيــدك نيـراً
كــم ضـامت أمسـى يرددنـا النشـيد
لاميــن لا وعظيــم ملكــك فــالورى
مـن راح حبـك مـا بقيـت لهـم يزيد
شهد الكواكب في السما أو في الفضا
والأرض والثقلان ان اليـــوم عيـــد
فتجملـــت مصـــر ببـــاهر حلـــة
وتلألأت أنـــوار حافـــات المشــيد
كــم مــن قصــور شــاهقات زانهـا
بـالكهبراء شـكل بـه الخضـرا تميد
كــم مــن عسـاكر والبنـود تحفهـا
تصـطف يخجـل نظمهـا العقـد الفريد
تـــدعو بنصـــرك والقلاع تجيبهــا
والأنـس نـام والمسـرة فـي المزيـد
كــم مــن منـابر بالمجـامع شـيدت
وترنــم الخطبــاء فيهـا بالنشـيد
فاقبــل تهـاني المخلصـين خطيبهـم
فـي مصـرهم يشـدو علـى رغم العنيد
أعلامــك الحمــراء تخفــق فــوقهم
عباســهم بالبشـر يبسـم عـن نضـيد
ولســان حــال الكـل يلهـج قـائلا
أنـت المطـاع فمـا تشـاء وما تريد
وكــذاك كــل موحــد مهمــا يكــن
فـوق البسـيطة فـي جمـوع أو وحيـد
حتمــا يــدين بطاعــة لخليفـة ال
إســلام جهــرا لا يـرى عنهـا محيـد
قلـــدتها فطفقــت تنظــم عقــدها
بسياســة مسـبارها الفكـر السـديد
بـــراً وبحــرا بــالقلاع حرســتها
وعلـى الثغـور يـذود جحفلك الشديد
وجهـــت للحــرم الشــريف عنايــة
ومـددت مـن بغـداد ناسـكك الحديـد
مهــدت مـن سـبل المعـارف مـا بـه
سـهل التنـاول فاستبحت لها البريد
ذللــت كــل الصـعب أعليـت الهـدى
واصــلت بالأســلاك عرشــك للمريــد
ألفـــت بيــن قلوبنــا فتعــانقت
بالهنــد فـاس والـولاء غـدا أكيـد
أبـديت مـا لـم يبـده القـدماء من
آبـائك العظمـا إلـى عبـد المجيـد
فقــذفت رعيــا فــي قلـوب طالمـا
خرقــت سياسـتها بحـور أمـن جليـد
عجـزوا وقـد رمقوا الردى فتعاهدوا
ضـلت مـداركهم عـن الـبيت القصـيد
فليحمـــد الأقــوام حــالا نــالهم
فيــه اكتســاب أو فمولانــا شـديد
لاحـــت دلائل حققــت فيــك الرجــا
يـا كعبـة الآمـال يـا وجـه السعيد
حقـــق رجــاء أنــت تعلــم أســه
شـئمت مسـامعنا مـن العهـد الجديد
مـدح الألـى مـدحوا ومـا مـدحي سوى
بـذل الرشـاد وان تكـن أنت الرشيد
أنـت الـذي يرجـى لهـا فـانهض ولا
تسـمع مراشـد مـن يقـول كمـا يريد
ابسـط يـديك إلـى الجهـات مراقبـا
قطـب الشـمال وجـاوزن بحـر السفيد
أيامــــك الغـــراء اقبـــال فلا
تمهــل وحــرك سـاكنا كـي تسـتفيد
عــش ســالما منصـور أبطـال سـموا
بعظيـم نصـرك فـي مطـاردة العنيـد
تختــال فــي حلـل السـيادة رافلا
بريــاض أنــس زاهــرات كــل عيـد
وســـمو عبـــاس المفخــم فليعــش
فــي عــز ملـك شـامخ شـهما رشـيد
وعلــى النــبي محمــد صـلوات مـن
جعـل الخليفـة بعـده عبـد الحميـد
مـا ابـن الـبروني هـزه طرب الرضا
والعفـو قبـل نهايـة الحكم الشديد
سليمان باشا بن عبد الله بن يحيى الباروني الطرابلسي.زعيم سياسي مجاهد، ولد في (كاباو) من بلاد طرابلس الغرب، وتعلم في تونس والجزائر ومصر، وعاد إلى وطنه، فانتقد سياسة الدولة العثمانية، وكانت طرابلس تابعة لها فأبعد منها، فقصد مصر، وأقام إلى أن أعلن الدستور العثماني (سنة 1908م) فاختير نائباً عن طرابلس في (مجلس المبعوثين) بالأستانة فاستمر إلى أن اعتدى الطليان على طرابلس سنة 1911 م، فعاد إليها مجاهداً، وظل إلى أن أبرم الصلح بين تركيا وإيطاليا، فأبى الاعتراف به، وواصل مقاومة المحتلين مدة، ثم انصرف إلى تونس، ومنها ركب باخرة إلى الأستانة، فجعل فيها من أعضاء مجلس الأعيان، ونشبت الحرب العامة الأولى (سنة 1914 م) فوجهته حكومة الأستانة قائداً لمنطقة طرابلس الغرب، فقصدها في غواصة ألمانية، وباشر القتال إلى أن أكرهت تركيا العثمانية على التخلي عن طرابلس، بعد هدنة 1918 م، وعقد الطرابلسيون صلحاً مع إيطاليا سنة 1919 م، كانت له يد فيه، فرحل إلى اوروبا، وحج سنة 1924 م، وذهب إلى مسقط ثم إلى عمان وكان إباضي المذهب، فجعله سلطان مسقط مستشاراً لحكومته (سنة 1935 م) فأقام عامين، ومرض فذهب إلى بومباي مستشفياً، فتوفي فيها، له (الأزهار الرياضية في أئمة وملوك الإباضية - ط)، و(ديوان شعر - ط).