
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــا بالهــا تلـك الظبـاء نراهـا
حــارت فتــاة القـوم فـي معناهـا
أريـــاض زهـــر أشــرقت وتفتحــت
أكمامهــــا فتشــــوقت لرباهـــا
أم لاح غصــن البـان اذ هـز الصـبا
أعطــــافه متمــــاثلا فســــباها
لا بــل بــدا منهـا التفـات زانـه
مــن جيــدها عقــد وخــط لماهــا
فــرأت أكــف ذوي الكمــا مشــيرة
بأصــــابع فاستســـمعت أذناهـــا
فـاذا الهـزار علـى الغصـون مغنياً
بصــفات مــن فيـه الكمـال تنـاهى
ذاك المشـير المرتضـى عنـد الـورى
حــاوي المكــارم حــائز أســماها
شــهم لــه فــوق الثريــا منصــب
بغــي العــدا مــن صـيته يتنـاهى
جمــع الفضـائل والمحامـد واكتسـى
ثــوب المهابــة والعلــوم حواهـا
جعــل الكياســة والمـروءة ديـدنا
وبــذلك الخلــق اللطيــف تبــاهى
ذو همـــــة محميــــة ببســــالة
وسياســـة عــرف القريــن عناهــا
فــي خوضــه لــج الخطــوب بعزمـه
عنـــد اشــباك حروبهــا ووغاهــا
خــرق العــوائد لا يطــاق نضــاله
مــن كفــه حســم العــدا وفناهـا
فـاق الأولـى مـن قبلـه قـد عينـوا
لرياســـة ســكن الهنــا بفناهــا
زان الولايـــة حاميـــا لحــدودها
فجيوشـــه شــبه الليــوث تراهــا
مثــل الســحاب اذا تشــبه سـيرها
فــي ظــل رايتهــا المـروع تاهـا
لا ســـيما ان ســل ســيفا بــاتراً
وغـــدا يحـــف برعـــده طرفاهــا
فــترى لسـان الحـال منهـا قـائلا
مـا البحـر مـا الامـواج ما مبناها
ما السحب ما الرعد المدمدم ما وما
مـا الـبرق مـا النيران ما معناها
فالرعـد مـن صـدماتنا عنـد الـوغى
والــبرق مـن لمـع السـيوف نراهـا
والمـــوج مــن أنهارنــا متكــون
والســحب نقــع غبارنــا منشــاها
عمـــرت بلاد فـــي جهــات طالمــا
بـــدم العــدو مشــيرنا أحياهــا
للـــــه در كمــــاله وخصــــاله
وايـــامه للـــه مـــا أهناهـــا
بـالله مـا ابهـى الجنـود اذا بدت
بســـلاحها تصـــطف فـــي مأواهــا
تـــدعو بأصـــوات يلــذ ســماعها
لمليكنــا حصــن الــورى وحماهــا
قضــب الخلافــة ملجــأ الاسـلام شـم
س الملــة الســمحاء بــدر سـماها
عبــد الحميــد امــام كــل موحـد
ســكن البســيطة مــوطئاً لثراهــا
غزواتــــه مشــــهورة وجنــــوده
عنــد اللقـاء النصـر تـاج لواهـا
بالملـــك قــام وللاعــادي ســطوة
كــانت أنامــل مــن يحــد ذراهـا
ذو الظفـر والنصـر العزيز وكيف لا
وهــو الاميــن علــى نفـائس طاهـا
صــلى عليــه الهنـا مـا قـد غـزا
جنـــد حميـــدي ونـــال ثناهـــا
او مــا تشــوق فــي تغربــه فـتى
فــي الســجن أضـنى نفسـه وأذاهـا
سليمان باشا بن عبد الله بن يحيى الباروني الطرابلسي.زعيم سياسي مجاهد، ولد في (كاباو) من بلاد طرابلس الغرب، وتعلم في تونس والجزائر ومصر، وعاد إلى وطنه، فانتقد سياسة الدولة العثمانية، وكانت طرابلس تابعة لها فأبعد منها، فقصد مصر، وأقام إلى أن أعلن الدستور العثماني (سنة 1908م) فاختير نائباً عن طرابلس في (مجلس المبعوثين) بالأستانة فاستمر إلى أن اعتدى الطليان على طرابلس سنة 1911 م، فعاد إليها مجاهداً، وظل إلى أن أبرم الصلح بين تركيا وإيطاليا، فأبى الاعتراف به، وواصل مقاومة المحتلين مدة، ثم انصرف إلى تونس، ومنها ركب باخرة إلى الأستانة، فجعل فيها من أعضاء مجلس الأعيان، ونشبت الحرب العامة الأولى (سنة 1914 م) فوجهته حكومة الأستانة قائداً لمنطقة طرابلس الغرب، فقصدها في غواصة ألمانية، وباشر القتال إلى أن أكرهت تركيا العثمانية على التخلي عن طرابلس، بعد هدنة 1918 م، وعقد الطرابلسيون صلحاً مع إيطاليا سنة 1919 م، كانت له يد فيه، فرحل إلى اوروبا، وحج سنة 1924 م، وذهب إلى مسقط ثم إلى عمان وكان إباضي المذهب، فجعله سلطان مسقط مستشاراً لحكومته (سنة 1935 م) فأقام عامين، ومرض فذهب إلى بومباي مستشفياً، فتوفي فيها، له (الأزهار الرياضية في أئمة وملوك الإباضية - ط)، و(ديوان شعر - ط).