
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الـروض باكرهـا الغمـام وهزها
روح النســيم فغنــت الأطيــار
وتعــانقت أغصــانها وتبســمت
منهـا الزهـور وفـاحت الأنـوار
وبــدا للألحـان الحمـام ترنـم
باسـم الجليل المجتبي المختار
والـي الولايـة حافظ باشا الذي
مـن حسـن سيرته المجالس حاروا
بـالحق والعـدل المنيـر علالـه
صــيت لـه فـوق السـماك منـار
فــالحلم فيــه سـجية مشـهورة
ولـذا بـدا مـن عفـوه الاكثـار
خـدمته أيـام السـعادة والرضا
فــاموره وفــق القضـا تختـار
مــا هــم بـأمر قـط الا نـاله
مـا للصـعوبة فـي منـاه مـدار
فيمينـه مـن كفهـا نبـع الهنا
وشـــماله للمجرميـــن قــرار
ذو فكـــرة وقـــادة وفراســة
وجسـارة منـه الليـوث تـواروا
يبـدي بثـاقب فكـره ما لم يكن
فـي طـوق انـس لـم يشـنه عواز
ضـبط الامـور وصـان سبل نجاحها
فـي طـوعه كـل العبـاد تجاروا
فــازت طرابلــس بــه وتزينـت
وتباشـــرت بقــدومه الاســوار
بسـط الهنـا والأمن في أرجائها
فغــدت تشــد لقطرهـا الاوقـار
نـادى منـادي العز في اكنافها
فتهللـــت لنـــدائه الاقطــار
ولـذا الـورى من كل أقليم انو
فكــأن مكــة بالحجيــج تـزار
وكــأن مغنـاطيس أفئدة الـورى
قطــب بمركزهــا اليــه يشـار
يــا مــن أردت سـلامة ونزاهـة
ورياضــة تزهــو بهـا الانظـار
فاقبـل على الزهر طرابلساً وعش
فــي ظـل والٍ نعـم ذاك الجـار
واشـرب هنيئا وساترح فيها ودع
مصراً وقل ما الهند ما البلغار
سليمان باشا بن عبد الله بن يحيى الباروني الطرابلسي.زعيم سياسي مجاهد، ولد في (كاباو) من بلاد طرابلس الغرب، وتعلم في تونس والجزائر ومصر، وعاد إلى وطنه، فانتقد سياسة الدولة العثمانية، وكانت طرابلس تابعة لها فأبعد منها، فقصد مصر، وأقام إلى أن أعلن الدستور العثماني (سنة 1908م) فاختير نائباً عن طرابلس في (مجلس المبعوثين) بالأستانة فاستمر إلى أن اعتدى الطليان على طرابلس سنة 1911 م، فعاد إليها مجاهداً، وظل إلى أن أبرم الصلح بين تركيا وإيطاليا، فأبى الاعتراف به، وواصل مقاومة المحتلين مدة، ثم انصرف إلى تونس، ومنها ركب باخرة إلى الأستانة، فجعل فيها من أعضاء مجلس الأعيان، ونشبت الحرب العامة الأولى (سنة 1914 م) فوجهته حكومة الأستانة قائداً لمنطقة طرابلس الغرب، فقصدها في غواصة ألمانية، وباشر القتال إلى أن أكرهت تركيا العثمانية على التخلي عن طرابلس، بعد هدنة 1918 م، وعقد الطرابلسيون صلحاً مع إيطاليا سنة 1919 م، كانت له يد فيه، فرحل إلى اوروبا، وحج سنة 1924 م، وذهب إلى مسقط ثم إلى عمان وكان إباضي المذهب، فجعله سلطان مسقط مستشاراً لحكومته (سنة 1935 م) فأقام عامين، ومرض فذهب إلى بومباي مستشفياً، فتوفي فيها، له (الأزهار الرياضية في أئمة وملوك الإباضية - ط)، و(ديوان شعر - ط).