
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا كــم تَيَّمــت مصـر فريـدا
وودَّ القلـبُ فيهـا أن يعـودا
فأقسـَمَ لا يعـود إلـى رُباهـا
إذا لـم يطرحِ الوطنُ الجُمودا
وَأن يغشـى البلاد إذا اِستقلّت
وسـاعدها الزمـان بأن تسودا
فعــودتهُ إلـى الأوطـان فـألٌ
بـأنّ الشـعب قـد فكَّ القُيودا
فـتيهي مصـر بالجسـد المُفدّى
فلم يُخلف لدى الموت الوُعودا
وحـلَّ بأرضـك النعـشُ المعلّـى
وقد أدنى الزمان لك العهودا
فريــد فَخـرُكِ الماضـي فحُضـّي
علـى اِسـتقبال جثّته الوُفودا
أَحبّـكِ فاِستشـاط الـدهر غيظاً
وكـانَ الـدهرُ جبّـاراً عنيـدا
فَكَـم عكـسَ المـآرب والأمـاني
وكـم أبلـى من العَليا جديدا
تعـوَّدَ أن يغـول ذوي المعالي
وأن تفـري أظـافره الحديـدا
فغـال مُحمَّـداً لـم يـرع عهداً
وأخفـى بـدر نهضتنا المجيدا
وكـان كمـا عَلِمنـا منه شهماً
قـويَّ الجـأش مِقـداماً جليـدا
فيـــاللّه مِفضـــالٌ مفـــدّى
أحــــبَّ بلاده طفلاً وليــــدا
فــأنفقَ مـالهُ عمـداً لتحيـا
وحقَّـرَ فـي محبّتهـا الوجـودا
وقــال فأنصـت الأقـوام طـرّاً
وكـانَ كلامـهُ الـدرّ النضـيدا
فكـم نَفَـعَ البلاد وكـم حَماها
وكم أبدى بها الرأيَ السديدا
سـعى فأجـاد فـي ردِّ المخازي
ليحفـظَ عـزّ مصـر وأن يزيـدا
ولمّــا آن أن نجنــي ثمـاراً
لـذاك السـعيِ فارَقنـا وحيدا
فَحُـــبُّ بلادهِ أقصــاه عنهــا
ومــات مُشـرّداً عنهـا طريـدا
فيـا برليـن أظهـرتِ الرزايا
وأخفـت أرضـُكِ البطلَ الشديدا
حـوت أرجاك أعلى الناس حيناً
ففخـرُكِ لـن يـزول ولن يبيدا
ولـو بَقِيَـت رفـاة المجد فيك
لحــجَّ إليـكِ أهلونـا سـُجودا
وحَوّلْنـا الوجـوهَ إِليـك قَصداً
لدى الصلوات لا نخشى الوعيدا
ولكــنّ الكنانـة لـم يَرُقهـا
بقـاءُ عميـدها عنهـا بعيـدا
وضـَنّت أن يضـمّ الغـرب شـهماً
وحيــداً فـي معـاليه فريـدا
فـأدنت جثّـة البطـل المُفـدّى
لتبقـى ذُخـرَ أمّتـه العتيـدا
ففيهـا سـلوة المضـنى وفخـرٌ
لقـومٍ كـان مجـدَهم التليـدا
فقومــوا حـولَ جثّتـهِ جميعـاً
فكـم قـد قام إذ كنتم قعودا
ويـا ذاك الفقيـد حبـاكَ ربّي
مـنَ الرَحَمات والفضل المزيدا
فَعِـش فـي جنّـة الفردوس رغدا
فكـم أسـديتَ مَعروفـاً وجـودا
نبوية موسى.مربية فاضلة مصرية، كانت كبيرة المعلمات في مدارس الحكومة وأول من ترقى إلى درجة التفتيش في وزارة المعارف من المصريات، وانتقدت برنامج تعليم البنات، وعنفت في مناقشة وزير المعارف، ففصلت عن عملها؛ فأنشأت (مدارس بنات الأشراف) في الإسكندرية والقاهرة، وأصدرت مجلة (الفتاة) الأسبوعية (سنة 1937) ونعتت بمربية جيلها، وتوفيت ودفنت بالإسكندرية.لها نظم جمعته (سنة 1938) في (ديوان) قالت في مقدمته: (لست كغيري ممن يقولون الشعر أو النظم، وهم متفرغون له، بل أنا معلمة شغلني حب التعليم عما سواه من الفنون الجميلة، وما قلت شعراً إلا لحاجة أطلبها لهذا التعليم أو لشيء آسف على ضياعه وكنت أروم منه الخير لتعليم البنات الذي شغفني حبه، فقلما تخلو قصيدة من قصائدي من إشارة إليه، فإذا مدحت شخصاً فمن أجل ذلك التعليم أمدحه، وإذا شكوت الدهر فمن أجله أشكو)، ولها (المرأة والعمل - ط) رسالة حضت بها المصريات على الاشتغال للكسب.