
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ساء هذا الدهر كم يُردي الذكيّا
وَيُجِــلُّ القــومُ مَغـروراً غبيّـا
لا يـرى العميان ما فخر الثريّا
فاِعـذُروهم إن يظنّوا الرشد غيّا
ودنيـء الطبـع لا يهـوى العليّا
ليس يُرضي الشهمَ أن قالوا تصدّى
لفتــاةٍ أو علــى فضــلٍ تعـدّى
ويظـنّ الغـرّ سـوء البطـش مجدا
فَيُعـــادي ذات خــدرٍ مســتعدّا
أن تـرى العـذراء ظلماً سَمهريّا
رابَـــهُ منهــا رداء لا يــزان
وفـؤادٌ ليـس يـدري مـا الهوانُ
ثـم أعيـاه لـدى القول البيانُ
قـد رأى شـهماً وحيّـرهُ العيـانُ
فغـدا فـي الظلـم جبّـاراً عتيّا
قـد رأى في الجبن خذلاناً وعابا
فـأراد الحـرب لا يدري الضِرابا
خـاف إن لاقـى هُمامـاً أن يصابا
فـاِنثنى يغتـالُ مَن أرخَت حِجابا
كـي يقـول الناسُ أرهبتَ العصيّا
قـد نَجَحتَ اليوم فاِهنأ بالمرادِ
أنّ كــلّ الفخـرِ فـي لبـسٍ وزادِ
متّـع الطـرفَ بحسـنٍ فـي اِزدياد
ودلال نـــاعم ســـهل القِيــادِ
واِتـرك المعروف والفعل السويّا
إن تكـن هَـدّمت مـا قـد شـيّدوه
فلقـد أظهـرت مـا لـم يظهـروهُ
تطلــب المــدح ولمـا يطلبـوهُ
ولـذا أنفقـت مـا لـم ينفقـوهُ
للصــحافيّين كــي تُطـرى مليّـا
هـل تُـداري السوء يوماً بالصلاة
وتظــنّ الليـن يُخفـي السـيّئاتِ
إنّ مـا تَجنيـهِ مِـن مـاضٍ وآتـي
ليـس يُخفيـه اِدّعـاءُ الصـالحاتِ
فَـاِترك البُهتان وَالقول الفريّا
قُـل لمـن قد ذاد عنهُ جئت عارا
كيـف تَرضـى لأخي الظلم اِنتِصارا
تعلـم الحـقّ وتُخفيـهِ اِضـطرارا
يـا زكـيَّ القلـبِ ما هذا فخارا
قَــد عَهِــدناك هُمامـاً عبقريّـا
قـد أخـاف عليك من نظر القضاة
يــوم تُرمــى بســهامٍ صـائباتِ
ويطـول القـول فـي مـاضٍ وآتـي
وكلام الصــدق أمضـى القاطعـاتِ
يخـرس المقـوال والشهم الذكيّا
نبوية موسى.مربية فاضلة مصرية، كانت كبيرة المعلمات في مدارس الحكومة وأول من ترقى إلى درجة التفتيش في وزارة المعارف من المصريات، وانتقدت برنامج تعليم البنات، وعنفت في مناقشة وزير المعارف، ففصلت عن عملها؛ فأنشأت (مدارس بنات الأشراف) في الإسكندرية والقاهرة، وأصدرت مجلة (الفتاة) الأسبوعية (سنة 1937) ونعتت بمربية جيلها، وتوفيت ودفنت بالإسكندرية.لها نظم جمعته (سنة 1938) في (ديوان) قالت في مقدمته: (لست كغيري ممن يقولون الشعر أو النظم، وهم متفرغون له، بل أنا معلمة شغلني حب التعليم عما سواه من الفنون الجميلة، وما قلت شعراً إلا لحاجة أطلبها لهذا التعليم أو لشيء آسف على ضياعه وكنت أروم منه الخير لتعليم البنات الذي شغفني حبه، فقلما تخلو قصيدة من قصائدي من إشارة إليه، فإذا مدحت شخصاً فمن أجل ذلك التعليم أمدحه، وإذا شكوت الدهر فمن أجله أشكو)، ولها (المرأة والعمل - ط) رسالة حضت بها المصريات على الاشتغال للكسب.