
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يا نفسُ لا تَطمعي في الصفوِ والجزل
واِنفـي المُحـال وردّي خـاطر الأملِ
لَـو لَـم تكـوني بِحُسن الظنِّ مولعة
مـا ضـاع عمـرك فـي كـدٍّ وفي عملِ
قـالوا ينـال نصـيباً كـلُّ مجتهـدٍ
وهـا نصـيبك مـن نصـب ومـن عطـلِ
ليس اِجتهاد اِمرئٍ في الناس يسعدهُ
وربّمــا تمّــتِ الآمــالُ بالكســلِ
حتّـامَ أزرعُ فـي الـدنيا بلا ثمـرٍ
وبالتعلّــلِ تُقضــى مــدّة الأجــلِ
هلّا قضـيت مـن الأعمـال لـي وطـراً
وقـد مَضى البعض من عمري على عجلِ
سـعيت فـي السـبق حتّـى نلت أوّله
ولســـت أعلـــم أنّ الهــمّ للأوَلِ
فـأعقَب الـدهر بعد الكدّ لي نَدما
وهكـذا الـدهر فيـه خيبـة الأمـلِ
حــالي لكــلِّ لــبيب أسـوة ولـه
فيـه النصـيحة عند الحادث الجللِ
قـد كنـت بيـن فَتِيّـاتٍ إذا دُعِيـت
للعلـم كنـت لهـا كـالنورِ للمُقَلِ
فــازت بِنَيــلِ أمانيهـا بلا تعـبٍ
وَخَيّـبَ الـدهر آمـالي فمـا عملـي
وقــد بُليـت بقـومٍ لا ذكـاء لهـم
لـديهم الجـدّ في العلياءِ كالكسلِ
والصـبحُ كالليل في عينَي أخي رَمَدٍ
والفضل كالنقص عند المعشَرِ السفلِ
مــاتت لـذلك آمـالي فـوا أسـفا
والعيــشُ لـذّته فـي بـارق الأمـلِ
وقـد رَمَتنـي الليالي من كنانتها
بـــأحمق ســـافل الأخلاق مختبــلِ
كـم صـالَ يُرهقنـي سـعياً لمـأربه
ولـو رأى خطّـة الإنصـاف لـم يصـلِ
أصـاب قلـب رجـائي واِسـتهانَ بـهِ
فيـا لـه قـاتلاً لـم يـرم بالوجلِ
ومُجــرم القــومِ مـأخوذ بفعلتـهِ
وذاك تنصـره الأقـوام فـي الخطـلِ
لـو بالفضـيلة والبرهـان ناضَلني
لاِرتـدّ مـن سـاحةِ الهيجاء بالفشلِ
لكــن بســلطتهِ والـدهر واهِبهـا
لمــن يشــاء بلا فضــلٍ ولا عمــلِ
لا تحسـبوه بسـلبي المـال مُقتصراً
فالمــال عاريـة إن تـأت ترتحـلِ
لـي عنـده ثـأر موتـور علـى شرفٍ
إن لـم أنَلـه فإنّ الموت أفضل لي
حتّـام يـا مصـر مـا فيك أخو ثقةٍ
يفـوه بالصـدق فـي تكـذيب مُنتَحِلِ
يمــدُّ للحــقّ كفّـا ليـس يُرهِبُهـا
ظلــم الظلـوم ولا يغـترّ بالحِيَـلِ
كَفــى بجَهــل أهاليـك اِنحيـازهمُ
إلـى القـويِّ وإن يعكف على الذللِ
أخلاقهــم كَصــِفات المـاء حائلـة
يــا شــرَّ مُنقلـب منهـا ومنتقـلِ
والمـاءُ يُغريـك بـالألوان يَسرِقها
مــنَ الإنــاءِ وأشـكال علـى نحـلِ
نبوية موسى.مربية فاضلة مصرية، كانت كبيرة المعلمات في مدارس الحكومة وأول من ترقى إلى درجة التفتيش في وزارة المعارف من المصريات، وانتقدت برنامج تعليم البنات، وعنفت في مناقشة وزير المعارف، ففصلت عن عملها؛ فأنشأت (مدارس بنات الأشراف) في الإسكندرية والقاهرة، وأصدرت مجلة (الفتاة) الأسبوعية (سنة 1937) ونعتت بمربية جيلها، وتوفيت ودفنت بالإسكندرية.لها نظم جمعته (سنة 1938) في (ديوان) قالت في مقدمته: (لست كغيري ممن يقولون الشعر أو النظم، وهم متفرغون له، بل أنا معلمة شغلني حب التعليم عما سواه من الفنون الجميلة، وما قلت شعراً إلا لحاجة أطلبها لهذا التعليم أو لشيء آسف على ضياعه وكنت أروم منه الخير لتعليم البنات الذي شغفني حبه، فقلما تخلو قصيدة من قصائدي من إشارة إليه، فإذا مدحت شخصاً فمن أجل ذلك التعليم أمدحه، وإذا شكوت الدهر فمن أجله أشكو)، ولها (المرأة والعمل - ط) رسالة حضت بها المصريات على الاشتغال للكسب.