
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـد طـار نومـك والحـوادث حُوّمُ
وَرَمــاك بــالأهوال ليـل مظلـمُ
أبليـت جسـماً كـاد يخفـى دقّـةً
وقضـى عليـه الـدهر فيما يجرمُ
أتعبـت قلبـاً كان محسودَ العُلا
فغَــدا لجــورِ زمــانهِ يتـألّمُ
تبغيـنَ تعليـم البنـات ونشـره
ويلـجّ دهـرك فـي العِناد ويظلمُ
يســعى ليهـدم كـلّ مـا شـيّدته
مـن ذلـك البنيـان وهـو الأرقمُ
هـل تشفقينَ على البنات وحالها
وعزيـز مصـر بحـال مصـر أعلـمُ
سـيجلّ تعليـمَ البنـات مليكُنـا
ويسـاعد الضـعفاء ذاك الضـيغَمُ
مـولايَ إنّ الـدهر عبـدك فـاِنهَهُ
عمّــا يُخــبئ للكــرام ويكتـمُ
لـولاكَ يـا ربّ الأريكـة مـا غدا
للعــدلِ أنصــارٌ تسـود وتكـرمُ
لـولاكَ يـا ربّ الأريكة ما اِهتدى
أقباطُنــا والمُسـلمون وسـلّموا
لــولاكَ للتـاجَين مـا صـافاهُما
صـرف الزمـان ولا تـوارى اللوّمُ
لـولا أبـوك الشهم فيما قد مضى
مــا كـان للمصـريِّ شـأن يعلـمُ
أوليـت تعليـم البنيـن عنايـةً
فـاِرعَ البنـات فـإنّ رأيك أحكمُ
مـا ضـرّ أهـل الشـرق إلّا أنّهـم
تَركـوا النساء وراءهم وتقدّموا
فــاِنحطّت الأبنـاءُ بـالأمّ الّـتي
جَهِلـوا مكانتهـا العليّـة فيهمُ
جَهِلـت بـأحوال الحيـاة فأوقعت
أبناءَهــا فـي شـرّ مـا تتـوهّمُ
قَد عوّدوها الجبنَ من عهد الصِبا
فتعلّــم الأبنــاء ذاك وعلّمـوا
وَتَسـارعوا للعـارِ فـي أعمالهم
والغـشّ والبهتـان إن يتكلّمـوا
مَــولايَ أمّتــك الّـتي أعليتهـا
ترجــوكَ إِصـلاحاً وأنـت المنعـمُ
فَـأمُر بتعليـم البنـات فإنّهـا
لا تَرتقـــي إلّا بهـــنّ وتســلمُ
وليبـقَ مجـدك في الوجود مُخلّدا
ولتبــقَ للقصــّاد ركنـاً يلثـمُ
نبوية موسى.مربية فاضلة مصرية، كانت كبيرة المعلمات في مدارس الحكومة وأول من ترقى إلى درجة التفتيش في وزارة المعارف من المصريات، وانتقدت برنامج تعليم البنات، وعنفت في مناقشة وزير المعارف، ففصلت عن عملها؛ فأنشأت (مدارس بنات الأشراف) في الإسكندرية والقاهرة، وأصدرت مجلة (الفتاة) الأسبوعية (سنة 1937) ونعتت بمربية جيلها، وتوفيت ودفنت بالإسكندرية.لها نظم جمعته (سنة 1938) في (ديوان) قالت في مقدمته: (لست كغيري ممن يقولون الشعر أو النظم، وهم متفرغون له، بل أنا معلمة شغلني حب التعليم عما سواه من الفنون الجميلة، وما قلت شعراً إلا لحاجة أطلبها لهذا التعليم أو لشيء آسف على ضياعه وكنت أروم منه الخير لتعليم البنات الذي شغفني حبه، فقلما تخلو قصيدة من قصائدي من إشارة إليه، فإذا مدحت شخصاً فمن أجل ذلك التعليم أمدحه، وإذا شكوت الدهر فمن أجله أشكو)، ولها (المرأة والعمل - ط) رسالة حضت بها المصريات على الاشتغال للكسب.