
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَبَّــلَ الأرض وناجاهـا هُيامـا
كشـريدٍ عـاد مـن منفى فَهاما
هـام بـالأم الـتي قـد عقَّهـا
فــي ضــلالٍ وغــرورٍ وتعــامى
وبكــى مثــل يــتيم ضــائع
لـم يـزل يـذكر بؤسا وسقاما
ضـل فـي الأوهـام قبلا خاسـرا
فتهــاوى حيـن ظنَّـوه تسـامى
قـال يـا أمـي كفـاني أننـي
لـك أحيـا ثـم أفنى مُستهاما
أي روح غيــر روح منــك لـي
أو وجـود غير معنى فيك داما
كـل مـا فـي الكون لا يشغلني
ولئن كــان شــباكا تـترامى
عـالم المجهـولِ لـم أغنمِ به
غيــرَ أحلام أضــَّلتني دوامـا
حينمــا عنــدك آيــات كفـت
نشـوة العقـل فتونـا وُمداما
أنـتِ بنـت الشـمس فهـي جـدَّةٌ
وكــذا كنـا شـعاعا وضـراما
ان عبدنا النور لم نأثم فما
كـان غيـر اللـه نورا وسلاما
أو رجعـت اليـوم عبدا صاغرا
أتلقَّـى عنـك علمـا واحتكاما
فالأمــاني كلهــا فـي فسـحة
لـك أن ضاقت فما ضاقت نظاما
جَنَّــتيِ أنــت فــان ضـيعتها
حَّـق أن أغـدو في الذل حُطاما
واذا راعيتهـــا فــي يقظــة
لـم تنـم أصبحتُ للخلد لزاما
فـاحتفت بـي الأرض ثم ابتسمت
عـن ربيـع فـاض بشرا وغراما
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.