
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وسـائلةٍ هـل تقـرض الشـعر فطـرةً
فقلـتُ أجـل لكـن بـدمعي ونيراني
ســواءٌ بمحــراب الطبيعـة لحنـه
وفـي هيكـل الحـب المطهر وجداني
وفـي مَهمـهِ الأرضِ الحزينـةِ راثياً
بنى الأرضِ اذ أرثى وجودي وانساني
تَفَّجــرَ مــن قلـبي جـداول لوعـة
دمـاً يتلطـى فـي أناشـيد فرسـان
عفـاءً عليـه ان أبحـتُ لـه الردى
حِبالَــةَ زهــوٍ أو مطيــةَ طغيـان
ولـــم أدّخــره للســموّ بــأمتي
وآصــرتي بــل للســمو بإيمـاني
عفـاء عليـه إن يكـن محـض متعـة
ومســرح أوهــام ومعــر ألحــان
ولـم يرتفع بالناس بل مبدعاً لهم
عــوالمَ مــن خيـر وحـب واحسـان
فيا كافرا بالنبل في الكون ساخرا
مـن الحـق ليس الكفر مجداً لفنان
ســألهب فـي منفـاى خيـرَ شـواعر
اذا كنـتَ فـي مغنـاك غُصـَّةَ لهفان
ســأحتمل المــرّ العـذابَ خصاصـةً
وَمقتـاً وتجريحـا لإنصـاف أوطـاني
فـإن عشتُ فليؤخذ دم الحق من دمي
حــبيرة ميثــاق وَصـلبان رهبـان
وإن مُّـت فـالقلب الـذي أنا تارك
بشـعري سـيحيا نابضـا نبض بركان
ولا بــد للطـاغوت مـن وهـدةٍ لـه
ولا بـد للجـانين من مصرع الجاني
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.