
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رَف الربيـعُ علـى الشـتاءِ الماحل
ورقــدتَ أنـت صـريع هـذا السـاحل
اصـــغرتَ آلافَ الفراســخ جــائزا
هــذا العبــاب كعــابر لجــداول
وقــدمتَ تُزجيـك المحبـة والوفـا
هَزِجــاً تــدوس علـى عديـد حـوائل
أنَّــى ترحَّــل أو أقــام فَحــوله
زُمَــرٌ تَحَّــدثُ عــن نهـىً وشـمائلِ
متهللاً معنـــى الشـــباب رواوءه
وخلالـــه كحـــديثه المتفـــائل
تتفيـــأُ الألبــابُ فــي آدابــه
وكأنَّهـــا مــن أنســه بخمــائل
مــاذا دهـاك وأنـتَ زينـةُ مجلـسٍ
ورجــاءُ أحبــابِ ونفحــةُ بابــل
حـتى سـكنت الـى الممـات وطالما
قـد كنـت تهـزأ بالممـات الهازل
كنــتَ الرياضــيَّ العفيـفَ مُسـاجلاً
فسـقطت مـن غـدر المصـاب الهائل
كنــت المثقــف والأديــب حيـاتهُ
هبـــةُ الفنــونِ لأمــةٍ ومحافــل
وذهبــت لا هــذى الـدموع سـخينة
تكفــى لتبيـان العـذاب الجـائل
كلا ولا الأديـــان فيمـــا فســرت
لتجيـب عـن ظُلـم القضـاءِ الخاذل
أو حيــرةُ المتبــادلين عزاءهـم
لتحَّـد مـن ذُعـر الحزيـن الـذاهل
جـاء الممـات مـن الحيـاة وقبله
جـاء الوجـود مـن الفناء الشامل
صــور تضـل لهـا العقـول وربمـا
أغنـى الغبُّـى عـن الحصيف العاقل
والعمـرُ كيـف العمـر حـظّ مقـامرٍ
والحُّــق كيـف الحُّـق أفظـع باطـل
ضــيعتُ فلســفتي مــراراً صـاغرا
ووأدتُ تعزيــتي أمــام القاتــل
إن كــان إعـزازُ الكمـال فنـاءَه
فـالحمقُ ان نحيـا حيـاة الكامـل
ونــرى السـوائم راتعيـن بنعمـةٍ
ونـرى المواهب في الحضيض السافل
ونرى الصباحَةَ والقسامَةَ في الثرى
ونـرى الحقـارة فـي أعـزّ منـازل
يـا مـن عَـددتُكَ فـي صميم جوارحي
ولــدى ومــن زودتُ منـه فضـائلي
فيــمَ الرثـاءُ وذاك عُرسـكُ قـادمٌ
أيصـير عرسـك لحـن قلـب الثاكـل
كنـــا نهيــئ مســعدين شــرابه
فسـقى الـردى نخـب الشـباب الآفل
إن كــان هــذا عـدل دنيـا حـرةٍ
بئسَ الجـزاء مـن القضـاء العادل
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.