
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــاذا أصــابك أيهـا البسـتاني
وذويـك مـا هـذا الجمـوحُ الجاني
الأنَّ أهلــكَ أورثــوك نســيتَ مـا
وهبـوا ومـا ابتـدعوا من الاحسان
لا خيـرَ فـي الانسـانِ مـن ميراثـه
الا الـــدمُ المحَيبـــه للانســان
ضـــَيَّعتَ غَرســاً صــوحَّت أفنــانُه
وَشــغلتَ بيــن مهــازلٍ وغــواني
الليلُ ينفقُ في القمار وفي الزنى
رجســـان مـــاثورانِ للشـــيطان
ومـن الفـراش شـكا النهارُ تُذيلهُ
وكـــأنه نَجـــسٌ مــن العبــدان
تتضــاءل الحسـناتث منـك وتمحـى
فــي حيــن جمسـك بعـدها جسـمان
مـاذا دَهَـى الأمـلَ العريضَ فطالما
أوحــى لنــا والآن لطمــةٌ عــانِ
كنــا نــرى ذاك الشـباب ملاذَنـا
مُـذ خاننـا الجبنـاءُ لا الحـدثان
كنــا نثشــيد بـه وُنزجـى حُبَّنـا
سـَمحاً إليـه فشـال فـي الميـزان
كنـا نـرى الـوجه الصـبيحَ كـأنه
رمـــزٌ لكـــل تطلـــع روحــاني
ونصــيخ للعــذب الحــديث كـأنه
تفســـيرُ أحكــامٍ مــن القــرآن
كنـــا حــواليه نطــوف بفرحــةٍ
مــــترّنمين بأعـــذب الايمـــان
مـاذا دَهَـى هـذى الغـوالي كلَّهـا
وشخُوصــها مـا زلـن فـي وجـداني
مــاذا أصــابك أيُّهــا البسـاتي
وذويـك مـا هـذا الجمـوحُ الجاني
كنــا نــزفُ إِليــك أحلام العلـى
والآن ليــس سـوى الرثـاءِ يُـداني
مــا بـالكم صـرتم زبانيـةً وقـد
كنتـــم ملائكـــة ورُســلَ حنــان
أُهـوَ الخضـوعُ الى الدخيل وَكم له
جـــولاتُ خَـــدّاعٍ لكســـب رهــان
الأجنــبيث مســيطرٌ فــي بيتكــم
ومبيـــحُ عرضــكمو لكــل لســان
مـــزقٌ بحيــث يُعُّــد اى مُــدافع
عنـــه قريـــنَ ســفاهةٍ وهــوانِ
حيــن الــورودُ تنـاثرت وتعثَّـرت
فــي شـوكها القـدمانِ والعينـان
هـذا انتحـارٌ لـو دَريتض فهلُ ترى
تـــدري أم استســلمتَ للبهتــان
هيهـــاتَ يُفلــح فاســقٌ مســتهترٌ
أو يســــتقُّل بعــــزةٍ ومكـــان
مـا زلـتُ أخلصـكَ النصـيحة فاتعظ
وتحــاشَ مـن خُّـروا الـى الأذقـان
فــإذا أَبيــتَ فـأنت آخـرُ هـادمٍ
ويظـــل ذكــرك عــبرةَ الأزمــان
واذا انتصـحتَ ملكـتَ عمـراً ثانياً
وَغــدوتَ فـي الأحيـاءِ أعقـلَ بـان
هيهــاتَ ينفعـكَ التمُّلـق والرقـىَ
وجميــعُ مـا يـوحى جنـونُ أنـاني
مهلاً ومهلاً أيهــــا البســــتاني
ارجــعِ لغرســكَ أيهـا البسـتاني
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.