
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عمــرٌ ينقضــي برشــد وغــىَّ
وحيـــاةٌ تشــربت كــلَّ حــيّ
يـا أخي أنت بعضُ نفسي فرفقا
لا نحـاول إرهـاق قلـبي الأبى
أو تلمنـي علـى وفـائي للحق
وذوِدي عــن الغــبين الشـقي
ذا كيـاني وذا شعوري فما لي
حيلـة فـي شـعور قلبي الوفى
لـم أكن من يغادر النيل لولا
ه طريــداً وان اكـن كـالنبي
باكيـا عـزة الكنانـة هـانت
وتــوارت كفنهــا العبقــري
آسـياً عانيـاً وقـد حـرّم الخل
ق عليـه السـلام فـي كـل شـئ
ألجمــوه وقيــدوه وراحــوا
يعلنــون الفكـاك أفظـع غَـىِّ
ربمــا كـان لائمـي مـن أفـدي
ه بروحــي كمـا أفـدى بَنيـيّ
مـن تغربـتُ كـي أدوى بمـا ير
جـو وقاسـيت في كفاحي العتىّ
ترجمانــا لــه وحينـاً دليلاً
وحميمــا فــي بؤسـه الأزلـى
أقبـل الرجـمَ راضياً وهو يشكو
نــي كـأني غريـم شـعب غـبيّ
فــاته لاهيـاً جهـودى وآلامـي
دفاعــاً عــن حقــه المنسـى
وغـدا سـانداص نكايـة حُسادى
وبــاغٍ بــدا بثــوب الـولىّ
أنَّ طعـنَ الحميـمِ أقصى وأنكى
مـن شـمات المضـلل الجـاهلي
وجحـود الـذي تخـص بـه الحبَّ
لأمضــى مــن كــل داء عيــى
ســنوات خمـس تكـاد بهـا تـم
ضـى أمـاني المعـذَّب المنفـىّ
إن أكـن قد ظفرت ف يجوى الطل
قِ بعمـــرٍ مجَّـــددِ ألمعـــىّ
ففـؤادىِ مـازال يبكـى على قو
مــي كحـال اليهـو والمبكـىّ
لينـا مثلهم وقد أصبحوا السا
دةَ في الدار والغنى السرمدىّ
حينمـا نحـن يرشـق الحرّمنـا
يـــده عابثــا بكــل فــرىّ
إن هَـدمَ الأهـرامِ أهـونُ عُقبى
مــن زوال التضـامن الـوطني
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.