
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلـى ابـن حبيب من ثنائي أَجَّله
ومـن كـل مـالي ما يقل ولا يفي
ويـا طالمـا أسـدى الـى دَماثةً
ولطفـا وعلمـا بالفرائد مُسعفى
وكـم مـرةٍ ألفيتـه مثـل ناسـك
تغَّـــذى بانجيــلٍ ولاذَ بمصــحف
وقـد عَّبـقَ التبغُ الفضاءَ بحجرةٍ
يكـاد بهـا يخفى دخانا ويختفى
تطــالعني منهـا عقـولٌ كـثيرةٌ
وأحلامُ أجيــالٍ وثــروات أحـرفٍ
وكـم مـن عيـونٍ شاخصـاتٍ كأنني
عليـلٌ يواسـَى من هُداها ويشتفى
تعرفـن طـبي أن أعيـشَ بقربهـا
ويـا ليتني والناس عنها بمعزف
وكـم مُـدنفٍ بالوصل يُشفى منعما
ومثلـى برغـم الوصل أشوق مُدنَفِ
ويشــرف توفيـق عليهـا كأنهـا
عيـال لـه تـأبى سـواه كمشـرف
وكــل يراعيــه كطفــل مــدلل
عزيــزٍ تُنــاغيه رؤى المتصـوِّف
وما زال من يسدى العطايا كأنه
خليفـةُ رب العـالمين مُسـر فـي
اذا قلـت عفـوا راح يغمرني غنىً
ويــأمرني قهــراً وراح معنفـى
وبيــن إسـاءاتي رعايـةُ مـاله
وبيـــن ضــلالاتي دوام تعطفــي
أَحمَّـل اسفاراً وفي الحشر قسمتي
كتــاب يمينـي لا صـحائف ملحـف
تَلهَّــفُ نفسـي أن أحـوز أقلهـا
فأزجرهـا وهـو المبيـحُ تلهفـي
وينعـي علىَّ الكبحَ أضعافَ غضبتيِ
عليهـا ولا يرضـى بغيـر تطرفـي
يقـول جميع الكتب ملكك ان تشأ
وكـم مـن صـديق بينها لم يُعَّرفِ
لعلـك تجلوها الى الناس قادراً
مَفـاتِنَ لـم تخطـر ببـال مؤلـف
وأنظــر للأســفار وهـي بواسـمٌ
يُحيرنــي فيمــا أروم وأصـطفى
وصـاحبها الجـذلان يرقـب حيرتي
ويـأبي كهـارون الرشـيد تخوفي
فنهــبٌ مبـاحٌ كـل كنـزٍ حيـاله
ومــا حظـه إلاّ رضـى المتفلسـف
تضـخم دَينـيِ وهـو بالدَّين ساخرٌ
يهـون منـه وهـو باللطفُ متلقى
إذا زادنــي بـراً رزحـتُ بـبره
كأني على الحالين أشقى بمنصفي
فهل يقبل التخفيفَ من عبء فضله
بمـا أنا مُزجيه الى حبه الوفي
ويامـا أقَّـل المـال رمزَ عواطفٍ
ويـا مـا أَجَّل الحب في كل موقف
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.