
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـالوا تصـبر قـد يتـوب الغـادرُ
قبـل الحسـابِ وقـد يحـجّ الفـاجرُ
عجبـاً أينسـىِ الغـافلينَ هو أنهمُ
عمـــا جَنتــهُ ضــغائنٌ وصــغائرُ
ايقــامر المتســامحون بفكرهــم
ان جـاز أن يهـب الـثراءَ مقـامر
أيخـــادعون مخادعـــاً إحســانُه
عبــثٌ وأســخفُ مـا حكـاه مهـاتُر
مــن مَّــرغ الأدب اللبـابَ جنـونُه
وعلـى يـديه غـدا الخرابُ العامرُ
وتحجــرَ الشــعرُ الكريـم بنظمـه
فشـــكت أذاهُ مَقـــاولٌ ومشــاعر
سـَرقَ الـروائعَ مـن مفـاخرِ غيـره
وأمـــاتهَّن ولا يـــزال يفـــاخر
مــا خفَّـفَ الإثـمَ الكـبير سـوابق
حـــاكى مقابحهــا وراح يكــابر
رُزءٌ تكَّـــررَ فالســفاهُة ملكهــا
إرثٌ علــى الســفهاء وَقــفٌ دائر
شــقيت بهـم مصـرُ الأسـيفهُ حقبـةً
طــالت وكــلُ بــالغرور يجــاهر
مــن كــل أرعـن مـالهُ أو كيـدهُ
ســيفٌ علــى الأحـرار صـَلتٌ بـاتر
حــتى أتــى البطـل الأشـمّ كـأنّه
تُّــل الخـرائبِ جَـفَّ فيـه النَّاضـرُ
فَــرضَ الضـريبةَ للسـلامة مـن أذَّى
ســُوَرَ التملــق والتملــقُ آســرُ
فتكــاثر الغلمــان حـول سـريره
مــترنمين كمــا يشــاء السـاحر
ومرتليــن لــه الخشــوع كــأنّه
فــي كــل شــعوذةِ إمــامٌ نـادر
وهــو الممثـل كـم يسـئ ويشـتكى
أنَّ المسـاء هـو النبيـلُ الطَّـاهر
جيــلٌ مــن الأدبــاء ضـُحىَ نَفعـهُ
كيمــا تُعبَّــقَ بالنفــاق مجـامر
تَخــذَ السـفيهُ مـن التبجـح حُجَّـةَ
للعبقريــــةِ وهـــو لاهٍ ســـاخر
وَجنىَ كما يجني الوباءُ على الحجى
وعلــى التفــوّقِ سـُمُّهُ المتطـايرُ
ســَدَّ الطريـقَ علـى مـدى إبـداهم
فـالفُّن قبلهمـو الفقيـرُ الخاسـرُ
جَعــلَ السياســةَ ســُلَّماً لصـعوده
ولكــم تصــاعد بالسياسـة عـاثر
مَــن ذا يعوّضــهم ومـاذا يَرتَجـىِ
إن غُيبـوا يـومَ الرثـاءِ الشـاعر
بـــل أى تكفيــر لجــانٍ كــافر
إن راحَ يبكـى أو تبـاكي الكـافر
أسـفى علـى وطنـي المـذَال عَظيمهُ
يَشــقىَ وينعـمُ بالنفـاق الصـاغر
والمخلــص الحــر الغيـور مـآله
نفـــىٌ تنــوع أو ممــاتٌ جــائر
الظلــم مهمــا زُينــت الــوانه
ظلــمٌ وظلــمُ الفكـر عـاتٍ عـاهر
واذا تنكـــر للمـــواهب مُـــدَّعٍ
ســفهاً وصــفق للــدعىِ القــادرُ
وغــدا التصـُّنعُ فـوقَ كـل أصـالةٍ
واِلغُّــر دان لــه الأبُّـى الثـائر
وَتخــاذَل الأدبــاءُ يــوم تعـاونٍ
ومشــى علهيــم فــاجرٌ وُمغــامر
فالعــدل ظلــمٌ والمهانــةُ ربُمَّـا
هينــت بهـم ولقـد تُهـان مقـابِر
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.