
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـم يُحصـر الفـن فـن ذهـن وانان
حــتى يمجـد شـعري فـوق حسـباني
لكـن هو النبل صنو الحب مذ خلقا
وكــم يجســَّم احســاناً باحســان
ومــن أكــون لأحظـى مـن محبتكـم
بمــا يجــدد وجــداني وايمـاني
ومــا يضـاعف فـي عمـري ويسـعفه
بكـــل حلـــم يُغِّــذى روح فنــان
دنيـا من الشعر نحيا في قصائدها
ومــا تحــدب منهـا غيـر عنـوان
جـازت روائعهـا الأكـوان وازدحمت
فـي كـل شـيء وجـازت كـل امكـان
مـن شـاء مُتعتهـا لـم يَثنـه تعبٌ
ومــن تـبرّم عـاش الآسـف العـاني
كـأنني مـن نـداكم صـرت مالكهـا
وصــرت كانزهـا فـي طـى وجـداني
نوابــغَ الأدب الوَّضــاء فـي وطـنٍ
أغلــى معــانيه تحريــرُ لانســان
وافـي الربيـع بكـم عطرا وأغنيةً
وســاحرا ينتشـي منـه الجديـدان
يُســدي الأيــادي لا مــن ولا عـددٌ
مثــل الملَّــك فـي جـاهٍ وسـلطان
لـم يسـأم الخلـقُ جـدواه مُـرَّددة
أو عيـده وهـو عنـد اليوم عيدان
أقصـى أمـانيَّ أن أحيـا شذَى وسنىً
بعـد الحياة اذا التذكار أحياني
والان جُـدُتم علـى نفسـي بما عشقت
كــأن عمـري بعـد اليـوم عمـران
مـن أي نبـعٍ رحيـقُ الشـكر أنهله
نخبـاً لكـم حيـن أسـقيه بألحاني
وكيـف أجـزِي شـعوراً لا كفـاء لـه
واســـتقُّل بتعـــبيري وميزانــي
مـن يبـذلُ الحـب لا يُجـزي عوارفه
إلاّ صـدىً فـي حنايـا قلبه ألحاني
أكـرم بكـم مـن أساةٍ في عواطفهم
ومــــن حمـــاةٍ لآداب وعرفـــان
خَفُّـوا سـراعاً لتكريمـي كـأنَّ بهم
يـوم المـرؤةِ ثـأراً عنـد أحزاني
تركــت مصـر وقلـبي لوعـةٌ ولظـىً
لِجنَّــةٍ ضــُيِّعت فــي نــومَ جنَّـان
عـاث اليرابيـعُ فيها وهو في شغل
عنهـــا بأضــغاث أحلام وبهتــان
أذا أفــاق تعــالت صـيحةٌ كـذبت
فلــم تُعقَّــب بمجهــودٍ ليقظــان
بــذلت عمــري لأرعاهــا واوقظـه
فكــان سـُقمي وتعـذيبي وحرمـاني
فـدىً لهـا لـو أباحت كل ما ملكت
نفسـي ومـا وهبت في حبها الجاني
تركتهــا وبـودّي غيـر مـا حكمـت
بـه المقـاديرَ فـي أشـجانِ لهفان
وقلــت عَّلـى علـى بُعـدٍ أشـارفها
وأنفـخُ الصـورَ إن فـاتته نيراني
فـي بيئةٍ تُنـزل الأحيـاء منزلهـم
ولا تحـــاول تخليـــدا لأكفـــان
فلـم يخيـب رجـائي فـي نوازعهـا
ولـم تكـن هجرتـي من مصر هجراني
هل يعلم الهدسن المحبوبُ ما شغفي
بُحســـنه وكـــأن النيـــل نيلان
ومــا غرامــي بُشـعطان يغازلهـا
تصــــَّوفت فـــوق أحلام لشـــطآن
وكيـف يجتمـع الشـَّو قَـان في وطنٍ
أَســلاَ العديـدين أشـواقا لأوطـان
وفـــي محبتكــم غنيــان ذى أدب
وفــي مــآثركم أضــعاف غُنيـاني
قد أدرك الخلق حين الغيثُ جانبهم
وبَّـر بـي حيـن اصفى الأهل جافاني
شــفت مرائيـه أوصـابي كرؤيتكـم
وحيـن نـاجيته عـن مصـر ناجـاني
لـم أحـى فـي قُربه روحاً ولا بدنا
بــل فكــرةً فـوق أرواحٍ وأبـدان
اثنــانُ خلَّــدت الـدنيا لأجلهمـا
الحـب والنبُّـل مـذ كانـا بإنسان
قـد طوّقـاني بـدينٍ مـن فضـائلكم
وان تــوارت وان بـاهت بـديواني
وليــس فيـه سـوى أصـداء عاطفـة
ذبيحــــةٍ بيـــن آلام وأشـــجان
أنسـيتُ مُوجـعّ أتراحـي وقـد غمرت
تلـك الألـوف الضـحايا نارُ شيطان
يـاليت لـي حَـظَّ حكَّـامس فانقـذهم
فــالموتُ والــذل للأحـرار سـيان
واهـاً لهم في الصحارى لاغذاءَ لهم
ولا كســاء ســوى الفــاظ مَنَّــان
كـأنهم فـي الضنى والسقم بحصدهم
مُحاصـــرين زرافـــاتٍ لجـــرذان
أيـن البساتين كانوا زَينَ نضرتَها
أيـن الضـياع بكـت في دمع غُدران
ضــاعت وضــاعوا بلا ذنـبٍ لأمَّتهـم
وأصــبحوا عــبراً تُــروى لأزمـان
فـإن بخلنـا ببعـض الـبرّ يسعفهم
فـــأي معنــىً وعينــاهُ لأديــان
ومــا التشـُّدقُ بالأوطـان نخـذلها
ومــا الوفـاء تجَّلـى شـرَّ كفـران
شـكرا لكـم سـادتي شكراً فقدوتكم
كالشــمس تطلـع إلهامـا لحيـران
إن تكرمـوني فقـد أنصـفتمو أمماً
عـانت وضـَّحت ومـا زالـت بأرسـان
فُكُّـوا القيـود وأحيوهـا بحكمتكم
وجنبوهــــا عبــــاداتٍ لأوثـــان
لا خيـر فـي الشـعر تطريب وتطريةً
ومحــضَ زهــوٍ بألحــانٍ وألــوان
ومــا الخلـود لفـن لا تسـُود بـه
روحُ الجمال دنايا العالم الفاني
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.