
الأبيات18
العيد أنتمُ إذا ما النُّجحُ حالفكم
والعيــدُ أنتــم بـإخلاصٍ وإيمـان
صـُمتم فكـانت حيـاةُ الصومِ تجربةً
بِـــراً بـــدينِ وأخلاقٍ وأوطـــانِ
واليــومَ هنــأكم عيـدٌ وبـارككم
كمـا يبـاركُ غرَسـاً طـابَ بُسـتاني
العيــدُ جـذلانُ إذ أضـحت أخَّـوتكم
تُزهَـى بكـم بعـد أتـراحٍ وأشـجانِ
والعيـدُ نشـوانُ مـن ديـنٍ يوحدكم
كشـعلةِ الحـبِّ تسـقىِ كـلَّ روحـاني
صـُمتم عـن السوءِ والأحقادِ في زمنٍ
طاشــت عقــولٌ وُهــدِّدنا بِعـدوانِ
مُرتليــنَ مــن الآيــاتِ أَحكمهــا
مجــداً لفكــرٍ وإنصــافاً لإنسـانِ
صـُمتم مثـالَ المساواةِ التي نُشدَت
ومـــا تــزال لأزمــانٍ وأزمــان
وجــاءَ إفطـارُكم معنـىً لنصـرِتكم
وجــاءَ تعييــدكم تتويـجَ إحسـان
بـوركتِ يـا أمـمَ الاسـلامِ مـن أُممٍ
لا تعــرف الشـِّركَ فـي حـقٍ ودّيـانِ
ولا بمبــدئها فـي الحكـم صـامدةً
كأنّمــا هــو ديـنٌ عنـدها ثـاني
هــذا كتابُــكِ عَـدلُ لا مثيـلَ لـه
وذاك عهُــدكِ يــأبى كــل طُغيـانِ
وذاك تاريخــكِ الفـوّاحُ مـن سـِيرٍ
بـالعلمِ والحلـمِ سارت سيرَ رُكبان
مصـادُرالوحي بعـدَ الـوحىِ باقيـةٌ
رؤىً ولحنــاً وألوانــاً لِفنــانش
ومنبــعُ الأدبِ العــالي لعــارفه
ومَطلــعُ العلـم للرّاجـي لِعرَفـان
مـن ذا يبُّـز تراثـاً ليـس جَـوَهرهُ
مِلكــاً لِعصــرٍ ولا مُلكـاً لِسـلطانِ
صـُونيهِ صـُونيهِ عَمَّـن هـدّوا أُممـاً
بِخَتلهـــم أو بعــدوانٍ ونيــرانِ
واسـتقبلى العيـدَ فـي حُرِّيةٍ سبغت
شــَتَّانَ مـا بيـنَ أحـرارٍ وُعبـدَانِ
أحمد زكي أبو شادي
العصر الحديثأحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.
قصائد أخرىلأحمد زكي أبو شادي
قَبَّلَ الأرض وناجاها هُياما
لم يُحصر الفن فن ذهن وانان
من دمعة الشعب ومن كدّه
ماذا أصابك أيها البستاني
حلمت ولم أعلم أحلمىَ يقظةٌ
وسائلةٍ هل تقرض الشعر فطرةً
إلى ابن حبيب من ثنائي أَجَّله
عمرٌ ينقضي برشد وغىَّ
يعزّ علي أن ألفىَ المعزى
رَف الربيعُ على الشتاءِ الماحل
الأربعونَ صَدىَ فؤادي الدامي
قالوا تصبر قد يتوب الغادرُ
مرحبا بالمِنافسِ الفاتكان
أخي حبيباً أيادٍ منك أحمدُها
يا أخي نعمة شكرتكَ نُعمَى
اضحكي يا شمسُ وابكى يا سماء
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025