
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هيـا إلـى السـماء هيـا
وانشـر جناحيـك كالشراع
نـافس الشـمس فـي علاهـا
لـم تهـوي إلـى البقـاع
يـا مليكـا علـى الطيور
كيــف مرقـاك فـوق غصـن
ليـس هـذا الجثـوم أهلا
لــك فــي عــزة وحســن
لـم ترنـو إلـى الـثرى
عابســا ســاخط النظــر
حينما فسحة السماء تدعو
راقيــا عــالم البشــر
حينمـا نحـن قابعون ذلا
فــي هشــيم وبيـن عشـب
فـارتفع يـا مليك وارحل
فــي معاليـك بيـن سـحب
عنــدها عنــدها سـنزهى
يـــا صـــغار بعزتـــك
نمـدح المجـد فيـك أنـت
يـــا مليكــا بصــولتك
فاعطنــا نحــن عاشـقيك
فرصـــة تطــرد الوجــل
مــن عيـون لنـا أهينـت
مضــها الخــوف والخجـل
وأجــز تركنــا حمانــا
فهــو مثـوى لنـا حقيـر
كــي نســلى بنـور شـمس
بعــد عيــش لنـا أسـير
إنســنا زمــرة الأدانـي
فــي تعاليــك للســماء
فنرى المجد يا مليك أنت
ونغنـــي لــك الثنــاء
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.